التعليق على تفسير الجلالين : (( ألم تر )) تعلم (( أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع )) أدخله أمكنة نبع (( فى الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج )) ييبس (( فتراه )) بعد الخضرة مثلا (( مصفرا ثم يجعله حطاما )) فتاتا (( إن فى ذلك لذكرى )) تذكيرا (( لأولى الألباب )) يتذكرون به لدلالته على وحدانية الله تعالى وقدرته . حفظ
ثم قال تعالى (( ألم تر )) تعلم (( أن الله انزل من السماء ماءا )) إلى اخره الهمزة هنا للاستفهام والغالب أن الهمزة همزة الاستفهام اذا دخلت على نفى أن تكون للتقرير فمعنى (( ألم تر )) أي قد رأيت ونظير هذا قوله تعالى (( ألم نشرح لك صدرك )) أى قد شرحنا لك صدرك فيكون الاستفهام هنا للتقرير أما لم فهي حرف جزم ونفى وقلب وقول المؤلف تفسير المؤلف ترى بتعلم هذا فيه احتمال أن الرؤيا هنا رؤية العلم وفى احتمال أن الرؤية رؤية البصر فان كان شيئا مشاهد للإنسان حيث يكون حوله فهي رؤية بصر تتبعها رؤية العلم وإن كان بعيدا يسمع عنه سماعا فهي رؤية علم والخطاب فى قوله (( ألم تر )) إما للنبى صلى الله عليه وسلم وإما لكل من يتأتى خطابه أى من يصح منه الخطاب نعم (( ألم ترى أن الله أنزل من السماء ماءا )) من السماء من العلو وليس المراد بذلك السماء وليس المراد بذلك السماء السقف المحفوظ لأن من المعلوم ان المطر ينزل من السحاب والسحاب قد بين الله في آية اخرى أنه مسخر بين السماء والارض وعلى هذا فيكون المراد بالسماء العلو وقوله (( ماءا )) هو المطر (( فسلكه ينابيع في الأرض )) سلكه بمعنى أدخله ومنه سلك الخرز يدخل فيها حتى ينظمها وقوله ينابيع جمع ينبوع أي جعله يقول المؤلف أي ادخله فى امكنة في امكنة نبع أدخله فى الارض ينابيع يعنى ينبع متى أراده الإنسان وذلك من تمام الحكمة وتمام الرحمة لأن هذا الماء لو بقى على ظهر الارض لأنتن وفسد ولافسد غيره أيضا فكان من رحمة الله أن يدخله فى الأرض يخزنه كنا قال تعالى فى أية أخرى (( وأنزلنا من السماء ماءا فأسكناه في الارض وما أنتم له بخازنين )) وقوله (( ينابيع فى الارض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه )) (( ثم يخرج به )) ثم تدل على الترتيب بمهله لأن هذا الذى ينزل هذا الذى يخرج المطر لا يخرج فورا ولكنه يخرج بالتدريج لان هذه سنة الله سبحانه وتعالى أن تكون الأشياء بالتدريج لئلا يحصل التصادم فى الكون (( يخرج به زرعا )) به الباء للسبيبة وليس المطر هو الذى يخلق هذا النبات ولكنه سبب له ، (( زرعا مختلفا ألوانه ))(( زرعا مختلفا ألوانه )) الاختلاف نعم ، مختلفا هذه صفة لزرع ولكن هل المختلف الزرع والا لونه ؟
الطالب : لا لونه
الشيخ : ألوانه فهنا الصفة عادت الى غير موصوف معنى ويسمى العلماء علماء النحو ، يسمون هذا النعت نعتا سببيا، لأن معناه يعود الى غير المنعوت فهو تابع للمنعوت في الاعراب ولكنه ولكن معناه لغيره كما لو قولت رأيت رجلا كريما أبوه من الكريم ؟
الطالب : أبوه
الشيخ : الأب والصفة يعنى إجراؤها من حيث الاعراب على من ؟
الطالب : أبوه
الشيخ : لا، على الرجل على الرجل ولذلك تقول رجلا نعت لكريم كريما كريما نعت لرجل أو صفة لرجل مع أنه مع أن حقيقة الوصف فى غيره يسمى هذا نعتا سببيا طيب (( مختلفا ألوانه )) كيف اختلاف هذا الألوان هل المراد بالألوان الأشكال أو الألوان التلوين ؟أو يشمل
الطالب : يشمل
الشيخ : ها يشمل هذا أو هذا فألوانه يعنى أصنافه يعنى أصنافه ويعنى أيضا اللون فهذا الزرع الذى يخرج من الأرض بالمطر تشاهدونه يختلف في ألوانه ويختلف في أشكاله واخرجوا إن شئت إلى أدنى شارع من هنا تجدون الاختلاف العجيب شجرتان إلى جنب ومع ذلك تجد هذه أوراقها مختلفة عن هذه وتجد لونها مختلف عن الاخرى وتجد الزهرات التي فيها أيضا تختلف وتجد الثمر الذى يخرج منها يختلف مع أن الماء واحد والأرض واحدة نعم يقول (( مختلفا ألوانه ثم يهيج )) ييبس فتراه بعد الخضرة مثلا مصفرا هذا النبات الذى خرج يسر الناظرين مختلف الالوان أصابه ريح ،أو حر شديد أو مع طول الزمن يهيج يعنى ييبس فتراه مصفرا بعد أن كان أخضر (( ثم يجعله حطاما )) فتاتا متحطما لأنه إذا يبس تكسر ثم تحطم طيب ،إن في ذلك لذكرى تذكيرا لأولى الألباب يعنى العقول يتذكرون به لدلالته على وحدانية الله وقدرته (( إن في ذلك لذكرى )) (( إن فى ذلك )) المشار إليه كل ما سبق إنزال المطر من السماء ادخاله ينابيع في الارض إخراج الزرع به عود الزرع الى الاصفرار والتحطم هذه عدة أشياء تذكر الإنسان أنزاله من السماء وأدخاله فى الأرض وإخراج الزرع به واختلاف الألوان هذا كله ذكرى يتذكر به أولوا الألباب ب على قدرة الله عزو وجل وعلى رحمته وعلى حكمته (( ثم يهيج فتراه مصفرا ))الى اخره يتذكر به أولى الألباب على أن كل ما كمل من الدنيا عاد ناقصا ويدل لهذا ويدل على أن هذا من المراد قوله تعالى (( انما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلنا من السماء فاختلط به نبات الارض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها انهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس )) إذا يضرب الله مثل الحياة الدنيا ولا أنما مثل الحياة ؟ الصواب (( إنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ )) إذا الذكرى هنا ليست مجرد الدلالة على وحدانية الله وقدرته بل هي أشمل وهى ومن أهمها الدلالة على أن ما كمل في الدنيا فمآلها إلى النقص فالصحة مآلها الى المرض والحياة مآلها إلى الموت وهكذا قس كل ما في الدنيا على هذا المثال
الطالب : لا لونه
الشيخ : ألوانه فهنا الصفة عادت الى غير موصوف معنى ويسمى العلماء علماء النحو ، يسمون هذا النعت نعتا سببيا، لأن معناه يعود الى غير المنعوت فهو تابع للمنعوت في الاعراب ولكنه ولكن معناه لغيره كما لو قولت رأيت رجلا كريما أبوه من الكريم ؟
الطالب : أبوه
الشيخ : الأب والصفة يعنى إجراؤها من حيث الاعراب على من ؟
الطالب : أبوه
الشيخ : لا، على الرجل على الرجل ولذلك تقول رجلا نعت لكريم كريما كريما نعت لرجل أو صفة لرجل مع أنه مع أن حقيقة الوصف فى غيره يسمى هذا نعتا سببيا طيب (( مختلفا ألوانه )) كيف اختلاف هذا الألوان هل المراد بالألوان الأشكال أو الألوان التلوين ؟أو يشمل
الطالب : يشمل
الشيخ : ها يشمل هذا أو هذا فألوانه يعنى أصنافه يعنى أصنافه ويعنى أيضا اللون فهذا الزرع الذى يخرج من الأرض بالمطر تشاهدونه يختلف في ألوانه ويختلف في أشكاله واخرجوا إن شئت إلى أدنى شارع من هنا تجدون الاختلاف العجيب شجرتان إلى جنب ومع ذلك تجد هذه أوراقها مختلفة عن هذه وتجد لونها مختلف عن الاخرى وتجد الزهرات التي فيها أيضا تختلف وتجد الثمر الذى يخرج منها يختلف مع أن الماء واحد والأرض واحدة نعم يقول (( مختلفا ألوانه ثم يهيج )) ييبس فتراه بعد الخضرة مثلا مصفرا هذا النبات الذى خرج يسر الناظرين مختلف الالوان أصابه ريح ،أو حر شديد أو مع طول الزمن يهيج يعنى ييبس فتراه مصفرا بعد أن كان أخضر (( ثم يجعله حطاما )) فتاتا متحطما لأنه إذا يبس تكسر ثم تحطم طيب ،إن في ذلك لذكرى تذكيرا لأولى الألباب يعنى العقول يتذكرون به لدلالته على وحدانية الله وقدرته (( إن في ذلك لذكرى )) (( إن فى ذلك )) المشار إليه كل ما سبق إنزال المطر من السماء ادخاله ينابيع في الارض إخراج الزرع به عود الزرع الى الاصفرار والتحطم هذه عدة أشياء تذكر الإنسان أنزاله من السماء وأدخاله فى الأرض وإخراج الزرع به واختلاف الألوان هذا كله ذكرى يتذكر به أولوا الألباب ب على قدرة الله عزو وجل وعلى رحمته وعلى حكمته (( ثم يهيج فتراه مصفرا ))الى اخره يتذكر به أولى الألباب على أن كل ما كمل من الدنيا عاد ناقصا ويدل لهذا ويدل على أن هذا من المراد قوله تعالى (( انما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلنا من السماء فاختلط به نبات الارض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها انهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس )) إذا يضرب الله مثل الحياة الدنيا ولا أنما مثل الحياة ؟ الصواب (( إنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ )) إذا الذكرى هنا ليست مجرد الدلالة على وحدانية الله وقدرته بل هي أشمل وهى ومن أهمها الدلالة على أن ما كمل في الدنيا فمآلها إلى النقص فالصحة مآلها الى المرض والحياة مآلها إلى الموت وهكذا قس كل ما في الدنيا على هذا المثال