التعليق على تفسير الجلالين : (( أفمن شرح الله صدره للإسلام )) فاهتدى (( فهو على نور من ربه )) كمن طبع على قلبه ؟ دل على هذا (( فويل )) كلمة عذاب (( للقاسية قلوبهم من ذكر الله )) أي عن قبول القرآن (( أولئك فى ضلال مبين )) بين . حفظ
ثم قال الله تعالى (( أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه كمن طبع على قلبه )) (( أفمن )) الهمزة للاستفهام والفاء عاطفة على إيش ؟ على إما شيء مقدر أو على ما سبق على حسب ما فصلنا أمس (( أفمن شرح الله صدره للإسلام )) شرح بمعنى وسع ومنه قولنا فلان شرح كتاب فلان يعنى وسعه (( شرح صدره للإسلام )) المراد بالصدر ما فى الصدر أو المراد الصدر نفسه ينشرح ؟
الطالب :...
الشيخ : نعم يحتمل أن يراد ما في الصدر أن الله يوسع القلب فيجعله منفتحا فيجعله منفتحا للإسلام لا يضيف به ذرعا، ويحتمل أنه الصدر نفسه لأن الانسان يحس بالشيء إذا غمه أن صدره يضيق نفس الصدر يضيق وإذا جاءه ما يفرحه نفس الصدر ينشرح، وإن كان أصل القلب لكن نفس المكان مكان القلب يكون فيه اتساع وضيق وهذا الشيء المشاهد فإبقاء الآية على ظاهرها وهو أن المراد بالصدر حقيقته حقيقة الصدر أولى فينشرح الصدر للإسلام ويتقبل جميع شرائعه يتقبل الشرائع ،إن أمر بالشيء انشرح لقبوله والعمل به ، وإن نهى عن شيء انشرح لقبوله واجتنابه وإن اخبر عن شيء انشرح لقبوله وتصديقه وهكذا ووقس هذا برجل فاسد إذا أمرته بالصلاة تجده يضيق صدره يضيق صدره وربما يقول أنا مانا بصلى ليك دعني وما أشبه ذلك وبعض الناس إذا أمرته وذكرته فرح وانشرح صدره وقد بين الله فى سورة الأنعام صور قريبه مقربة لهذا المعنى فقال سبحانه وتعالى في سورة الأنعام (( فمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً )) أي شديد الضيق (( كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء )) يعنى كأنه إذا عرض عليه الاسلام يصعد في السماء أى يتكلف الصعود وقد اختلف العلماء في معنى يصعد في السماء هل معناه ما اشتهر الأن من أن الانسان كلما ارتفع فى الجو كثر عليه الضغط أو أن المعنى يصعد جبلا عاليا شامخا يتعب في رقيه ؟ المفسرون السابقون لا شك أنهم يعرفون مثل الضغط نعم ، و المتأخرون يعرفون والله عز وجل يعلم هذا وهذا، والآية الصالحة للأمرين لأنك لو تصورت جبلا صعب الرقى وعاليا يعنى في السماء معناه عال وصعده الإنسان يتكلف أو لا ؟ يتكلف لا شك يتكلف لا سيما كان عنده ضعف يتعب جدا وإذا قلنا بأنه المراد بذلك الإنسان يصعد فى السماء فوق الغلاف الجوي فهو واضح أيضا فيقول عز وجل (( أفمن شرح الله صدره للإسلام )) قلنا علامة شرح الصدر قبول الخبر والتصديق قبول الأمر وامتثاله قبول النهى واجتنابه ، لا يكون عنده تردد فهذا لا شك أن الله سبحانه وتعالى يجعله كما قال (( فهو على نور من ربه )) قال المؤلف فاهتدى فهو على نور فأفاد المؤلف أن فى الآية حذفا تقديره فاهتدى ويؤيده فهو على نور ولكن الواقع أنه لا حاجة إلى هذا التقدير فمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه مجرد أن يشرح الله صدره للإسلام فهو على نور وهو إذا شرح الله صدره للإسلام فهو سيهتدى قطعا، وقوله (( فهو على نور من ربه )) نور حسى أو معنوى ؟
الطالب : معنوي يا شيخ
الشيخ : معنوي فهو معنوي فو على نور ولو كان في حجرة مظلمة وعلى نور يعنى يجد نفسه أنه يمشى على نور وقوله (( فهو على نور من ربه )) يشمل نور الدنيا ونور الآخرة قال الله تعالى (( يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم )) وقوله من ربه الربوبية هنا مضافة إلى هذا الذى شرح الله صدره للإسلام وهى ربوبية ؟ خاصة لأنها أضيفت إلى من هداه الله ، طيب في الآية شيء محذوف دلت عليه الهمزة وقدره المفسر رحمه الله بقوله كمن طبع على قلبه ولو أن المؤلف قال كمن ضاق صدره بالإسلام لكان هذا أنسب في المقابلة لأنه ينبغي أن تجعل مقابل الشيء مضادا له ولا تأتى بشيء آخر فتجعل فمثلا لو قال الله تعالى أفمن وسع الله قلبه لكان المناسب أن نقول أن، يكون المقدر كما قال المؤلف لكن (( أفمن شرح الله صدره بالإسلام )) نقول كمن ضيق الله صدره بالإسلام فضاق به ذرعا والجواب ؟ لا الجواب لا فيكون الاستفهام مع المقدر للنفي طيب، من لم يشرح له صدره فهو على ظلمة ؟نعم من لم يشرح الله صدره للإسلام فان قلبه مظلم والعياذ بالله ليس فيه نور لا نور علم ولا نور إيمان قال تعالى (( فويل )) كلمة عذاب (( للقاسية قلوبهم من ذكر الله )) فويل للقاسية ويل مبتدأ وللقاسية خبر ها ومن ذكر الله متعلق بالقاسي ويل قال المؤلف أنها كلمة عذاب، وما قاله المؤلف أصح ممما قيل إنها واد في جهنم لأن الإنسان يقال له ويل لك من كذا فى غير النار (( فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون )) فويل كلمة عذاب ووعيد للقاسية قلوبهم من ذكر الله القاسية اسم فاعل وقلوبهم فاعل به ،والقاسي ضد اللين واللين قلب المؤمن والقاسي قلب الكافر وقوله (( من ذكر الله )) أي عن قبول القران فأفاد المفسر رحمه الله أن من بمعنى عن ، وأن ذكر وأن المراد بذكر الله القران يعنى فويل للذين تقسوا قلوبهم عن القران ولكن الأولى إبقاء الآية على ظاهرها وأن قوله (( من ذكر الله )) أي أن من للسبيبة أي تقسو قلوبهم بسبب ذكر الله وأن المراد بذكر الله ما هو أعم من القران ويكون المعنى أن هؤلاء كلما ذكر الله قست قلوبهم ووجه ذلك أنهم لا يريدون ذكر الله فإذا كرهوا ذكر الله قسا القلب عقوبة لهم ويدل لهذا قوله تعالى (( وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا الى رجسهم وماتوا وهم كافرون )) فتجد هؤلاء القوم أعنى المؤمنين تزيدهم السورة إيمان والثانية والآخرون الذين فى قلوبهم مرض تزيدهم رجسا الى رجسهم إذا نقول القاسية قلوبهم من ذكر الله يعنى الذين إذا ذكر الله قست قلوبهم عن قبوله يعنى لا يقبلونه فإذا لم يقبلوه ازدادت قلوبهم قسوة طيب ، من ذكر الله قال تعالى (( أولئك فى ضلال مبين )) أولئك المشار اليهم ؟
الطالب : القاسية قلوبهم
الشيخ : القاسية قلوبهم (( في ضلال مبين )) قال المؤلف بين وقوله (( في ضلال )) في للظرفية وما أحسنها فى هذا الموضع إشارة الى أن الضلالة قد أحاط به من كل جانب كما تحيط الحجرة بساكنها وإذا كان الضلال قد أحاط لهم من كل جانب فإنه لا يوجه لهم خير والعياذ بالله لانهم فى ضلال مبين قابل آية (( أولئك في ضلال مبين )) بقوله (( فهو على نور من ربه )) يتبين لك أن النور في الآية نور العلم ونور الإيمان وضد العلم الضلال ، نأخذ الفوائد .
الطالب :...
الشيخ : نعم يحتمل أن يراد ما في الصدر أن الله يوسع القلب فيجعله منفتحا فيجعله منفتحا للإسلام لا يضيف به ذرعا، ويحتمل أنه الصدر نفسه لأن الانسان يحس بالشيء إذا غمه أن صدره يضيق نفس الصدر يضيق وإذا جاءه ما يفرحه نفس الصدر ينشرح، وإن كان أصل القلب لكن نفس المكان مكان القلب يكون فيه اتساع وضيق وهذا الشيء المشاهد فإبقاء الآية على ظاهرها وهو أن المراد بالصدر حقيقته حقيقة الصدر أولى فينشرح الصدر للإسلام ويتقبل جميع شرائعه يتقبل الشرائع ،إن أمر بالشيء انشرح لقبوله والعمل به ، وإن نهى عن شيء انشرح لقبوله واجتنابه وإن اخبر عن شيء انشرح لقبوله وتصديقه وهكذا ووقس هذا برجل فاسد إذا أمرته بالصلاة تجده يضيق صدره يضيق صدره وربما يقول أنا مانا بصلى ليك دعني وما أشبه ذلك وبعض الناس إذا أمرته وذكرته فرح وانشرح صدره وقد بين الله فى سورة الأنعام صور قريبه مقربة لهذا المعنى فقال سبحانه وتعالى في سورة الأنعام (( فمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً )) أي شديد الضيق (( كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء )) يعنى كأنه إذا عرض عليه الاسلام يصعد في السماء أى يتكلف الصعود وقد اختلف العلماء في معنى يصعد في السماء هل معناه ما اشتهر الأن من أن الانسان كلما ارتفع فى الجو كثر عليه الضغط أو أن المعنى يصعد جبلا عاليا شامخا يتعب في رقيه ؟ المفسرون السابقون لا شك أنهم يعرفون مثل الضغط نعم ، و المتأخرون يعرفون والله عز وجل يعلم هذا وهذا، والآية الصالحة للأمرين لأنك لو تصورت جبلا صعب الرقى وعاليا يعنى في السماء معناه عال وصعده الإنسان يتكلف أو لا ؟ يتكلف لا شك يتكلف لا سيما كان عنده ضعف يتعب جدا وإذا قلنا بأنه المراد بذلك الإنسان يصعد فى السماء فوق الغلاف الجوي فهو واضح أيضا فيقول عز وجل (( أفمن شرح الله صدره للإسلام )) قلنا علامة شرح الصدر قبول الخبر والتصديق قبول الأمر وامتثاله قبول النهى واجتنابه ، لا يكون عنده تردد فهذا لا شك أن الله سبحانه وتعالى يجعله كما قال (( فهو على نور من ربه )) قال المؤلف فاهتدى فهو على نور فأفاد المؤلف أن فى الآية حذفا تقديره فاهتدى ويؤيده فهو على نور ولكن الواقع أنه لا حاجة إلى هذا التقدير فمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه مجرد أن يشرح الله صدره للإسلام فهو على نور وهو إذا شرح الله صدره للإسلام فهو سيهتدى قطعا، وقوله (( فهو على نور من ربه )) نور حسى أو معنوى ؟
الطالب : معنوي يا شيخ
الشيخ : معنوي فهو معنوي فو على نور ولو كان في حجرة مظلمة وعلى نور يعنى يجد نفسه أنه يمشى على نور وقوله (( فهو على نور من ربه )) يشمل نور الدنيا ونور الآخرة قال الله تعالى (( يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم )) وقوله من ربه الربوبية هنا مضافة إلى هذا الذى شرح الله صدره للإسلام وهى ربوبية ؟ خاصة لأنها أضيفت إلى من هداه الله ، طيب في الآية شيء محذوف دلت عليه الهمزة وقدره المفسر رحمه الله بقوله كمن طبع على قلبه ولو أن المؤلف قال كمن ضاق صدره بالإسلام لكان هذا أنسب في المقابلة لأنه ينبغي أن تجعل مقابل الشيء مضادا له ولا تأتى بشيء آخر فتجعل فمثلا لو قال الله تعالى أفمن وسع الله قلبه لكان المناسب أن نقول أن، يكون المقدر كما قال المؤلف لكن (( أفمن شرح الله صدره بالإسلام )) نقول كمن ضيق الله صدره بالإسلام فضاق به ذرعا والجواب ؟ لا الجواب لا فيكون الاستفهام مع المقدر للنفي طيب، من لم يشرح له صدره فهو على ظلمة ؟نعم من لم يشرح الله صدره للإسلام فان قلبه مظلم والعياذ بالله ليس فيه نور لا نور علم ولا نور إيمان قال تعالى (( فويل )) كلمة عذاب (( للقاسية قلوبهم من ذكر الله )) فويل للقاسية ويل مبتدأ وللقاسية خبر ها ومن ذكر الله متعلق بالقاسي ويل قال المؤلف أنها كلمة عذاب، وما قاله المؤلف أصح ممما قيل إنها واد في جهنم لأن الإنسان يقال له ويل لك من كذا فى غير النار (( فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون )) فويل كلمة عذاب ووعيد للقاسية قلوبهم من ذكر الله القاسية اسم فاعل وقلوبهم فاعل به ،والقاسي ضد اللين واللين قلب المؤمن والقاسي قلب الكافر وقوله (( من ذكر الله )) أي عن قبول القران فأفاد المفسر رحمه الله أن من بمعنى عن ، وأن ذكر وأن المراد بذكر الله القران يعنى فويل للذين تقسوا قلوبهم عن القران ولكن الأولى إبقاء الآية على ظاهرها وأن قوله (( من ذكر الله )) أي أن من للسبيبة أي تقسو قلوبهم بسبب ذكر الله وأن المراد بذكر الله ما هو أعم من القران ويكون المعنى أن هؤلاء كلما ذكر الله قست قلوبهم ووجه ذلك أنهم لا يريدون ذكر الله فإذا كرهوا ذكر الله قسا القلب عقوبة لهم ويدل لهذا قوله تعالى (( وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا الى رجسهم وماتوا وهم كافرون )) فتجد هؤلاء القوم أعنى المؤمنين تزيدهم السورة إيمان والثانية والآخرون الذين فى قلوبهم مرض تزيدهم رجسا الى رجسهم إذا نقول القاسية قلوبهم من ذكر الله يعنى الذين إذا ذكر الله قست قلوبهم عن قبوله يعنى لا يقبلونه فإذا لم يقبلوه ازدادت قلوبهم قسوة طيب ، من ذكر الله قال تعالى (( أولئك فى ضلال مبين )) أولئك المشار اليهم ؟
الطالب : القاسية قلوبهم
الشيخ : القاسية قلوبهم (( في ضلال مبين )) قال المؤلف بين وقوله (( في ضلال )) في للظرفية وما أحسنها فى هذا الموضع إشارة الى أن الضلالة قد أحاط به من كل جانب كما تحيط الحجرة بساكنها وإذا كان الضلال قد أحاط لهم من كل جانب فإنه لا يوجه لهم خير والعياذ بالله لانهم فى ضلال مبين قابل آية (( أولئك في ضلال مبين )) بقوله (( فهو على نور من ربه )) يتبين لك أن النور في الآية نور العلم ونور الإيمان وضد العلم الضلال ، نأخذ الفوائد .