التعليق على تفسير الجلالين : (( أفمن يتقي )) يلقى (( بوجهه سوء العذاب يوم القيامة )) أي أشده بأن يلقى في النار مغلولة يداه إلى عنقه كمن أمن منه بدخول الجنة (( وقيل للظالمين )) أي كفار مكة (( ذوقوا ما كنتم تكسبون )) أي جزاءه (( كذب الذين من قبلهم )) رسلهم في إتيان العذاب (( فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون )) من جهة لا تخطر ببالهم . حفظ
الشيخ : المتقين العذاب يحاولون النجاة منه لكن ملاقي الشيء قد يلاقيه ببشرى وفرح وسرور فتفسير يتقي بيلقى لاشك أنه قاصر ولكن بعض ولكنه بعض الأحيان يفسر المؤلف القرآن بما يقاربه قال : "(( يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة )) أي أشده " ففسر سوء بأسوأ وأسوأ لاشك أنه اسم تفضيل وسوء ليس اسم تفضيل وعلى هذا فيكون المؤلف فسر الكتاب بما هو أعلى منه والواجب أن يكون المفسر مطابقاً للمُفَسّر ولو قال المؤلف رحمه الله العذاب السيء لكان أبلغ مطابقة للقرآن . يقول : " بأن يلقى في النار مغلولة يده إلى عنقه ... "وكأنه أخذه من كونه يتقي العذاب بوجهه لأنه لو كانت يده مطلقة لاتقى العذاب بيده ولكني أقول لايلزم من اتقاء العذاب بوجهه أن تغل يده لأن يده قد تكون مرسلة غير مقيده ولكن لايستطيع أو يظن أن مدافعته بوجهه أشد فيدافع بوجهه قال : "... في ذكر ... في دخول الجنة ؟ " والجواب لا وحينئذ يكون الاستفهام للنفي يعني لايستوي من يتقي بوجهه سوء العذاب مع من أَمِن من العذاب ومن يتقي .
" (( وقيل للظالمين قِيلَ لِلظَّالِمِينَ )) أي كفار مكة (( ذوقوا ماكنتم تكسبون )) أي جزاءهم "قوله : " للظالمين أي كفار مكة" كأنه أخذه من قوله : (( كذب الذين من قبلهم )) وإلا فإن الظالمين هنا عام لفظ عام يصف كفار مكة وغيرهم وهذا هو الأولى فإن قيل (( كذب الذين من قبلهم )) يدل على أن هذا في المتأخرين . قلنا نعم هو يدل على أنه في المتأخرين لكن كل رسول فقد سبقه رسول فعاد كذبت قبلهم قوم نوح وثمود كذبت قبلهم قوم عاد وهلمّ جرا فيكون الظالمين عاماً لكفار مكة ولغيرهم لكن أول من يدخل فيه بلا شك كفار مكة لأن القرآن نزل توبيخاً لهم وإنكاراً ودعوة .
قال المؤلف : " (( فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون )) الزمر25 من جهة لا تخطر ببالهم " وهذا كما قلنا تفسير أشد و... من أن يكون من أن يأتيهم العذاب وهم على أهبة الاستعداد له "