فوائد قول الله تعالى : (( ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون * قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون )) . حفظ
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أظن علينا فوائد
الطالب : ...
الشيخ : نعم ؟
الطالب : ...
الشيخ : من قوله
الطالب : ...
الشيخ : نعم لا قبل ولقد ضربنا قال الله تعالى ولقد ضربنا في هذا (( ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ))
من فوائد الآية الكريمة أن الله سبحانه وتعالى أنزل هذا القرآن تبياناً لكل شيء ومنه أن التبيان ضرب الأمثال لأنها تقرب المعنى وتضع المعقول في صورة المحسوس ومن ذلك قوله تعالى : مثل الذين (( مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون ))
ومن فوائد هذه الآية الكريمة رحمة الله سبحانه وتعالى بالعباد حيث بيّن لهم هذا البيان التام .
ومن فوائدها أنه ينبغي للمعلم غيره أن يكثر له من ضرب الأمثال التي تعينه على فهم المعنى لأن هذا هو أسلوب القرآن .
ومن فوائد الآية الكريمة إثبات العلل والحِكم في أفعال الله وشرعه لقوله : (( لعلهم يتذكرون َّ )) .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة الرد على الجهمية وأشكالهم ممن أنكروا حكمة الله وقالوا إن الله سبحانه وتعالى يفعل الشيء لا لعلة وحكمة ولكن لمجرد المشيئة وجه ذلك أن لعل هنا للتعليل والتعليل يعني ... .
ثم قال الله عز وجل : (( قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون )) يُستفاد من هذه الآية الكريمة أن القرآن عربيّ أي نازل بلغة العرب .
ومن فوائدها أنه لا يوجد في القرآن لفظ أعجمي لأن الله وصف القرآن كله بأنه عربيّ وهذا يقتضي ألا أن ليس فيه شيء من لغة العجم ولا شك أن هذا هو الواقع فليس في القرآن لفظ عجميّ لكن اختلف العلماء والمفسرون وغيرهم هل في القرآن كلمة أصلها عجميّ ثم عرّبت فمنهم من يقول نعم ومنهم من يقول لا فالذين قالوا نعم قالوا هناك كلمات في القرآن الكريم لاتنطبق عليها قواعد اللغة العربية ويعني هذا أنها أعجمية وهذا لا ينافي أن يكون القرآن عربياً لأن العرب لما عرّبتها صارت عربية بالاستعراب كما أن العرب أصلهم مستعربون وإلا فلغة أبيهم إسماعيل ليست عربية ومنهم من قال هذه الكلمات التي هي كلمات أعجمية إنما جاءت بلسان العرب من باب توارد اللغتين ولا مانع من توارد اللغتان على كلمة واحده والخلاف في هذا قريب من اللفظي وإلا فإنهم متفقون على أنه لا يوجد في القرآن لفظ أعجمي هو أعجميّ حتى نزول القرآن أبداً .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة بيان حكمة الله عز وجل في إنزاله القرآن بلسان عربيّ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعث في قوم عرب فكانت الحكمة أن يكون لسانه عربيا كما هو الشأن في جميع الرسل قال الله تعالى : (( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم )) .
ومن فوائد الآية الكريمة أن فهم المعنى معين على التقوى لقوله : (( قرآنا عربيا )) (( لعلهم يتقون َّ)) وهذا ... أن فهم المعنى من أسباب التقوى لأنه لو أن لأنك لو تكلم لك انسان بما لاتفهم معناه لم يؤثر فيك شيء إنما يؤثر فيك ماتفهم معناه ولهذا قال : (( لعلهم يتقون )) ونستفيد من هذه الجملة ما استفدنا من الجملة الت السابقة وهي قوله : (( لعلهم يتذكرون )) .