التعليق على تفسير الجلالين : (( أليس الله بكاف عبده )) أي النبي؟ بلى (( ويخوفونك )) الخطاب له (( بالذين من دونه )) أي الأصنام ، أي تقتله أو تخبله حفظ
ثم قال الله عز وجل في درس اليوم : (( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ )) الاستفهام هنا للتقرير بناء على القاعدة التي ذكرناها من قبل وهي أن همزة الاستفهام إذا دخلت على مايفيد النفي أفادت التقرير (( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ )) يعني قد شرحنا لك صدرك (( أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي ُتتْلَى عَلَيْكُمْ )) يعني ها قد كانت وها وها وهكذا (( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ )) يعني قد كفى الله عبده وقوله : (( بِكَافٍ عَبْدَهُ )) الذي نصب عبده قوله : (( كَافٍ )) لأن كاف اسم فاعل وفاعله مستتر و(( عَبْدَهُ )) مفعول به وقوله : (( بِكَافٍ عَبْدَهُ )) (( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ )) عبد: مفرد مضاف فيكون عاماً لجميع من اتصف بهذا الوصف فكل من كان عبداً لله حقاً فإن الله كافيه ومثل هذا قوله تعالى : (( وَمَنَ يتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ )) ومثله قوله تعالى : (( فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )) فالعبد هنا وصف شامل لا يختص بواحد دون الآخر فكل من انطبقت عليه العبودية حقاً فالله تعالى كافيه (( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ )) والجواب على هذه الجملة أن يقال ؟
الطالب : ...
الشيخ : بلى ثم قال (( وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ )) هنا الخطاب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم (( يُخَوِّفُونَكَ )) وها وعطف (( يُخَوِّفُونَكَ )) الخاص بالرسول لايقتضي تخصيص اللفظ العام قبله وقد مر علينا مثل هذا كثيراً يذكر لفظ عام ثم يذكر حكم يختص ببعض أفراده قلنا ان هذا لايقتضي
الطالب : التخصيص
الشيخ : التخصيص وأقرب مثال مرّ علينا في ذلك ماهو ؟ مر علينا أمثلة أقربها؟
الطالب : الذي جاء بالصدق
الشيخ : لا هذا عام مر علينا في الحديث ما أسرع أن نسينا هذه القواعد لا ينبغي أن تنسى ياجماعة لاينبغي أن تنسى لأن لو لو أنك الآن حفظت القاعدة مثلاً حفظت هذه القاعدة أنه إذا جاء لفظ عام ثم جاء بعده حكم يختص ببعض أفراده فإن هذا لا يقتضي التخصيص هذه القاعدة واضحه لكن لو قال لك قائل أعطني مثال ينطبق على هذا إذا نسيت المثال معناها ... قال لك هذه القاعدة غير مقبولة بل أنا أقول إذا جاء حكم يختص ببعض الأفراد دل على أن المراد بالعموم الأول الخصوص فيقلب عليك القاعدة .
وطالب العلم يقيّد الفرائد الشرائد الفوائد التي تشرُد من الذهن ينبغي لطالب العلم أن يعتني بها وأن يقيدها وإلا ضاعت عليه يلا يا أخ خالد
الطالب : ... جاء به ...
الشيخ : ها
الطالب : أنه ... وبين النبي
الشيخ : لا لا هذا نصين منفردين نريد في سياق واحد . مر علينا في القرآن مثال ومر علينا في السنة مثال أقرب من مما مر علينا في القرآن و إلا كل مرت علينا نعم
الطالب: حديث ابن عباس
الشيخ : ها
الطالب : قال ...
الشيخ : لا قضى النبي صلى الله عليهوسلم ( بالشفعة في كل مالم يُقسم ) هذا عام والا لا ؟
الطالب : ...
الشيخ : أجيبوا ياجماعة ( قضى في كل ما لم يقسم )كل الذي لم يقسم عام ( فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق فلا شُفعة ) هذا حكم يختص ببعض أفراد العامة بماذا يختص ؟
الطالب: ...
الشيخ : بالعقار بالأراضي فهل نقول إن العام الاول يراد به الخصوص ؟
الطالب : لا
الشيخ : أو نقول أن الأول عام وذكر بعض أفراد العام أو وذكر حكم يختص ببعض أفراد العام لايقتضي التخصيص هذا هو الثاني وفي القرآن (( وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ )) إلى أن قال : (( وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ بذَلِكَ )) المطلقات عام _ يرحمك الله _ المطلقات عام وبعولتهن حكم يختص ببعض أفراد هذا العام ما الفرد الذي يختص به ؟ الرجعية فهل نقول أن قوله : (( وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ )) هذا خاص بالرجعيات ؟ أو نقول هو عام ؟
الطالب : ...
الشيخ : معروف عند أهل العلم أنه عام أنه عام في المطلقات اللاتي طلقن بطلاق بائن أو بطلاق رجعي ها الآن أخذتم مثالين طيب هنا هذا مثال لمعنى في القرآن هل ينطبق عليه أو لا (( أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ))
الطالب : ... ينطبق عليه
الشيخ : ينطبق عليه الاول (( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ )) عام لم يقل : أليس الله بكافيك ويخوفونك عام (( وَيُخَوِّفُونَكَ )) هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم على أن للواحد منكم أن يقول لي لماذا لا يصح أن يكون الخطاب موجهاً لكل من يصح خطابه أي يخوفونك أيها المخاطب قد يقول القائل منكم لي هكذا كما هم كما قد جرت به العادة في كثير من النصوص فالجواب على هذا أن نقول أنه لا يصح أن يكون موجهاً لكل مخاطب لأن كل مخاطب لا يأتي لا يتأتى عليه هذا الوصف هل كل مخاطباً خُوّف بالذين من دون الله ؟ لا إنما الذي خوف من دون الله هو النبي صلى الله عليه وسلم الذي خوّف بالذي من دون الله هو النبي لأنهم يتوعدونه بآلهتهم على كل حال هذا المثال ينطبق على ما ذكرناه من القاعدة أنه إذا ورد لفظ عام ثم أُتِي بعده بحكم يختص ببعض أفراده ها ؟
الطالب : لا...
الشيخ : فإن ذلك لا يقتضي
الطالب:التخصيص
الشيخ التخصيص بل يبقى العام على عمومه ويثبت الحكم لهذا الفرد قال : " ويخوفونك الخطاب له" يعني للنبي صل الله عليه وسلم " بالذين من دونه أي الاصنام أي تقتله أو تخبله وهذا كقوله تعالى : (( إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُون إن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )) هم يخوفون النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالذين من دون الله وتخصيص هذا بالأصنام كما خصصه المؤلف فيه نظر بل يخوفونه بالذين من دون الله من الأصنام وغير الأصنام حتى من ذوي السلطان فيقول مثلا يفعل بك فلان أو تفعل بك الجن أو يفعل بكذا أو كذا فينبغي أن نحمل بالذين من دونه على إيش ؟ على العموم لا على خصوص الأصنام لأن التخويف أعم من ذلك الآن مثلا في وقتنا هذا لو قال قائل لشخص أنت إن نهيت عن هذا المنكر سأرفع بك إلى فلان ممن يُخشى شره هل هذا مخوف بالذين من دون الله ؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم هذا مخوف بالذين من دون الله فالآية عامة ولا ينبغي أن نخصصها كما ذهب إليه المؤلف رحمه الله طيب .
(( ويخوفونك بالذين من دونه ))