تتمة فوائد قول الله تعالى : (( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون )) . حفظ
طيب من فوائد الآية الكريمة أن الله عزوجل يبتلى الإنسان بالضر وبالرحمة نعم وهو كذلك يبتليه بالضر ويبتليه بالرحمة قال الله تعالى (( وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ )) فالله عزوجل يبتلى بالضر ويبتلى بالرحمة طيب ومن فوائد الايات الكريمة الفرق بين الضر وبين الرحمة الرحمة قال فيها (( هل هن ممسكات رحمته )) والضر (( هل هن كاشفات ضره ))
لأن الرحمة تحتاج إلى بقاء لأن الرحمة تحتاج إلى بقاء فإذا أبقى الله الرحمه فهل هذه الأصنام هى التى تمسك الرحمه أو الله ؟ الله عزوجل الله هو الذى يمسك الرحمة وليست هذه الأصنام
ويحتمل فى الأيات وجه آخر هل هن ممسكات رحمته إن تصل إلى المرحوم فيكون ممسكات بمعنى مانعات مانعات للرحمة ليكون ذلك بمقابل هل هن كاشفات ضره
طيب ومن فوائد الأيات الكريمة وجوب اعتماد الإنسان على الله لقوله: (( قل حسبي الله )) أى قلها بلسانك معتقداً إياها بقلبك
ومن فوائد الأيات الكريمة أن أحق من يتوكل عليه هو الله لقوله : (( عليه فليتوكل المتوكلون )) فإن قال قائل هل تحقيق التوكل ينافي فى الأسباب ؟ فالجواب لا الجواب لا و إلا إذا تعذرت الأسباب ولم يبق للتوكل فحينئذ يكون هو سبب الأسباب فالإنسان مأمور بفعل السبب فإذا فعله ولم يفده أو لم يكن السبب موجوداً مقدوراً عليه لم يبق إلا التوكل فإن قال ما هو الدليل على أن فعل الأسباب لا ينافى التوكل قلنا وقوع ذلك من سيد المتوكلين محمد صلى الله عليه وعلى أله وسلم فإنه عليه الصلاة والسلام كان يأخذ بالأسباب يأكل ليندفع عنه الجوع يشرب ليندفع عنه العطش ويتدرع فى الحرب بالدروع ليتقى بذلك السهام بل إنه عليه الصلاة والسلام فى أحد
ظاهر بين درعين لأن ذلك أقوى فى الصيانة والحماية وشق الخندق على المدينة فى غزوة الأحزاب مانعاً العدو من دخول المدينة والشواهد على ذلك كثيرة ولكن نقيد الأسباب بأن يثبت كونها شرعاً أو حساً لأبد أن يثبت كونها سببا إما عن طريق الشرع وإما عن طريق الحس والتجارب واما مجرد توهم كون هذا سبباً فإن ذلك من الشرك انتبهوا لهذه النقطة فمن دلالة كون الشيئ سبباً شرعاً أن القرآن شفاء لما فى الصدور وهو مرض الشبهات والشهوات وشفاء لما فى الأبدان لقول النبى صلى الله عليه وأله وسلم للذى يقرأالفاتحة على اللديغ ( ومايدريك أنها رقية ) من اين علمنا ذلك أن القرآن شفاء من الشر وقد يكون بالتجارب بالتجارب مثل أن نعرف أن السنا مسهل من اين عرفنا هل فى القران والسنة أن السنا مسهل لكن بالتجارب
الطالب:...
الشيخ : السنا السنا ...لغة المد ما ادري ...فى القصيم يسمى السناوي مثنى وهو سنا واحد لكنه نوع من الأوراق أوراق الشجر المعروف إذا دق ونقع فى الماء لمدة عشرين ساعة ونحوه وشربه الإنسان فإنه يسقط ما فى بطنه من الأذى ويسهل وله رائحة كريهة لكن الناس يجعلون معه بصلا ...رائحته وإن كان البصل خبيث لكن أهون أينعم
... على كل حال من أين عرفنا أن هذا مسهل من التجارب وغالب الأدوية الموجودة الآن غالبها من هذا النوع من التجارب أما شيئ موهوم فهذا لا يجوز اعتماده لا يجوز اعتماده بل هو نوع من الشرك التولة شرك لماذا ؟ لأنه لم يثبت كونها سبباً لمحبة الرجل لزوجتة أو الزوجة لزوجها لا شرعاً ولا قدراً يعنى ولا حساً ولا حساً فيكون إثبات كونها سبباً شركاً لأنك أثبت مالم يثبت الله فكأنك جعلت نفسك مثل الله فى إثبات الأسباب ومفعولاتها عرفتم ؟ إذاً قوله تعالى (( عليه يتوكل المتوكلون )) لا ينافي فعل إيش ؟
الأسباب بل الأسباب من التوكل ولهذا قال عمر إبن الخطاب رضى الله عنه لأبى عبيدة ابن الجراح لما قال أفراراً من قدر الله قال" نفر من قدر الله إلى قدر الله " والله أعلم