تفسير قول الله تعالى : (( إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق ... )) . حفظ
ثم قال تعالى (( إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق )) تأمل (( أنزلنا عليك )) وفي بعض الآيات (( أنزلنا إليك )) فهل الحرفان بمعنى واحد ؟ أو هما يختلفان ؟ الجواب : الأصل فيما اختلف لفظه أن يختلف معناه هذا الأصل لأن اللفظ للمعاني بمنزلة الثوب للإنسان فإذا وجدنا لفظين تعديتهما واحدة لكنهما يختلفان لفظا فالأصل اختلافهما معنى فقوله (( إنا أنزلنا إليك )) يفيد أن غاية الإنزال إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لايتجاوزه إلى غيره وقوله (( عليك )) يفيد أن الإنزال ...النبي صلى الله عليه وسلم حتى تشربه كأنه نزل في نفس الرسول عليه الصلاة والسلام ألم تقرأ قول الله تعالى (( نزل به الروح الأمين على قلبك )) ولم يقل إلى قلبك هذا هو الفرق وقوله (( عليك الكتاب )) الكتاب هنا هو القرآن الكريم وسمي كتاباً لأنه مكتوب في اللوح المحفوظ وفي الصحف التي بأيدي الملائكة وفي الصحف التي بين أيدينا وعلى هذا يكون فعال بمعنى مفعول وهذا الوزن أعني فعالاً بمعنى مفعول يأتي كثيرا فى اللغة العربية ومنه
الطالب:...
الشيخ : فراش بمعنى مفروش كساء ...وبناء بمعنى مبني وغراس بمعنى مغروس وله أمثلة طيب يقول (( الكتاب للناس بالحق )) اللام هنا للاختصاص أو للتعدية جائز هذا وهذا المعنى أن الله أنزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليهتدي به الناس وينتفعوا به والأمر كذلك فإن الناس انتفعوا بهذا القرآن انتفاعا لا يماثله انتفاع فالأمة القرشي كانت لاتساوي شيئا عند الأمم وكانوا أذلة وكانوا فقراء لهم رحلة إلى الشام في الصيف وإلى اليمن في الشتاء لأنهم ليس عندهم حركة ولا تجارة ولا أموال وببعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبهذا القرآن صاروا سادة الأمم (( ألم يجدك يتيما فآوى )) يعني آواك وآوى بك فكنت أبا للناس بعد أن كنت يتيما لا أب لك ولذا نقول آوى حذف المفعول به من أجل العموم يعني آواك وآوى بك (( ووجدك ضالا فهدى ))هدى من ؟ هداك وهدى بك (( ووجدك عائلا فأغنى )) يعنى أغناك وأغنى بك ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام للأنصار " وكنتم عالة فأغناكم الله بي " ...فالنبي عليه الصلاة والسلام جاء بالبركة لأمته ولهذا قال (( عليك الكتاب للناس )) وقوله (( بالحق )) لها معنيان بالحق يعني أن ماجاء به هذا القران فهو حق والحق هو الصدق في الأخبار والعدل في الأحكام قال الله تعالى (( وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا )) يعنى أن هذا القرآن نزل بالحق و أتى بالحق وهو ايش؟ صدق الأخبار وعدل الأحكام والمعنى الثاني بالحق يعني انه ..بالحق أى أنه نزول حق ليس فيه باطل كقوله تعالى (( وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنهم عن السمع لمعزولون )) فإذا بالحق له معنيان الأول
الطالب :...
الشيخ : يعنى أن ماجاء به الحق والثاني
الطالب :...
الشيخ : لا هذا يعود على المعنى الأول يعني أن نزوله حق ليس بباطل فإنه لا يعتريه الباطل (( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه )) وتلوت عليكم قوله تعالى (( وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنهم عن السمع لمعزولون )) بخلاف أخبار الكهان أخبار الكهان كلها من الشياطين