التعليق على تفسير الجلالين : (( فإذا مس الإنسان )) الجنس (( ضر دعانا ثم إذا خولناه )) أعطيناه (( نعمة )) إنعاما (( منا قال إنما أوتيته على علم )) من الله بأني له أهل (( بل هى )) أي القولة (( فتنة )) بلية يبتلى بها العبد (( ولكن أكثرهم لا يعلمون )) أن التخويل استدراج وامتحان . حفظ
" (( فإذا مس الإنسان )) أي جنس " يعني المراد بالإنسان الجنس فيشمل المؤمن والكافر، ولكن تبين مما تكلمنا فيه أن الظاهر أن المراد به الكافر، فيكون عاما أريد به الخاص، والعام الذي يراد به الخاص موجود في اللغة العربية بكثرة، مثل قوله تعالى : (( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم )) فنحن نعلم أنه ليس كل الناس جاءوا يقولون، بل القائل واحد، وإن الناس قد جمعوا لكم أيضا نعلم أنه ليس جميع الناس جمعوا، وإنما المراد واحد أو أناس معينين، أما كل بني آدم لا، فالمراد بالإنسان هنا الجنس على كلام المؤلف، وعلى القول الذي اخترناه الكافر.
" (( ضرر دعانا ثم إذا خولناه )) أعطيناه (( نعمة )) إنعاما (( منا قال إنما أوتيته على علم )) " قوله: خولناه نعمة أي إنعاما، في هذا نظر لأن الإنعام فعل المنعم، والنعمة عطاء المنعم يعني الشيء المعطى، وأيهما أليق أن نفسر النعمة بالإنعام أو أن نفسر النعمة بما أعطيه الإنسان ؟ الثاني هو الظاهر، وهو الواقع أيضا، لأن التخويل يعني أن هناك شيئا مخولا وهو النعمة من أولاد ورزق وزوجات ومساكن وغير هذا.
" (( قال إنما أوتيته على علم من الله )) أني له أهل " وهذا أحد القولين في الآية، والقول الثاني : (( على علم )) أي على حذق ومهارة فيما فعلت، والله أعلم نعم .
الطالب : ...
الشيخ : نعم، على الفطرة نعم، يقولون : هذا بعد ما يخلق الإنسان يميل إلى هذا الشيء، لأن طبيعة الإنسان أنه يعني يعتز بنفسه ويفخر بنفسه وينسى غيره، لكن على كل حال ما ذكرناه هو الصواب نعم .
الطالب : ...
الشيخ : قد قالها هذه المقولة، نعم.
أي يجتمع قوته، يرجع إلى ما خول، إنما أوتيت الذي خولت، الهاء في أوتيته يعود على المخول، نعم .