التعليق على تفسير الجلالين : (( قد قالها الذين من قبلهم )) من الأمم كقارون وقومه الراضين بها (( فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون * فأصابهم سيئات ما كسبوا )) أي جزاؤها (( والذين ظلموا من هؤلاء )) أي قريش (( سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين )) بفائتين عذابنا فقحطوا سبع سنين ثم وسع عليهم . حفظ
" (( قد قالها الذين من قبلكم )) من الأمم كقارون وقومه الراضين بها " أي بهذه المقالة، قد قالها الذين من قبلهم أي قالوا بعد أن أعطاه الله النعم : (( إنما أوتيته على علم عندي )) وهذا قد صرح الله به عن قارون في سورة القصص، حين خرج على قومه في زينته، فنصحوه وقالوا له : (( لا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغي الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين قال إنما أوتيته على علم عندي )) فالمقالة هي المقالة، وقد سبق أن الإنسان يعجب بعمله، فيظن أن ما حصل له من النعم بسبب عمله مع أنه من فضل الله عز وجل.
(( فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون )) ما هذه نافية، وقد شرحناها فيما سبق " (( فأصابهم سيئات ما كسبوا )) أي جزاؤها " أي السيئات، ولكنه عبر بالسيئات نفسها لأن الجزاء من جنس العمل، وهو مقابل لها لا يزيد.
قال المؤلف : " (( والذين ظلموا من هؤلاء )) أي قريش (( سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين )) بفائتين عذابنا فقحطوا سبع سنين ثم وسع عليهم " قحطوا سبع سنين بدعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين قال : ( اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف ) فقحطوا سبع سنين قحطا شديدا، حتى أن الإنسان منهم يتراءى السماء فيحول بينه وبينها غبش كأنه دخان من شدة الجوع والتعب.
قال : (( أو لم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ... )) إلى آخره، هذا مبتدأ درس اليوم، والفوائد أخذناها فيما سبق .
الطالب : ...
الشيخ : طيب، أجل نمشي مع المؤلف.