التعليق على تفسير الجلالبين : (( حم )) الله أعلم بمراده به . حفظ
يقول المؤلف: " الله أعلم بمراده به " يعني ما ندري ماذا أراد، هل أراد إثبات معنى أم لم يرد إثبات معنى ؟ وهل أراد معنى معينا أم ماذا ؟ المهم أننا نفوض، فموقفنا من هذا التفويض كغيره من الحروف الهجائية التي ابتدأت بها بعض السور، ولكن مقتضى كون القرآن باللسان العربي أن نقول أنهما حرفان هجائيان مهملان ليس لهما معنى، يعني نجزم بأنه لا معنى لهما، لأن القرآن نزل باللغة العربية، واللغة العربية لا تجعل للحروف الهجائية معنى، وهذا مروي عن مجاهد إمام المفسرين في زمانه زمن التابعين، وهو الحق لأن الله تعالى قال : (( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين )).
فإن قال قائل: يرد على هذا القول أن في القرآن ما ليس له معنى وليس له فائدة، وإنما هو حروف مقطعة ليس لها فائدة، قلنا الجواب عن هذا الإيراد أن الله سبحانه وتعالى تكلم بذلك لمغزى لا لمعنى أي لحكمة بالغة، وهي أن هذا القرآن الذي أعجزكم أيها البلغاء العرب لم يكن أتى بشيء جديد من حروف بل أتى بالحروف التي تركبون منها كلامكم ومع ذلك أعجزكم، عجزتم عن صف الحروف حتى تكون مثل القرآن، فإذا كنتم عجزتم عن ذلك فعجزكم عن معنى هذه الكلمات من باب أولى، وهذا الذي ذكره الزمخشري في تفسيره وارتضاه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وذكره أيضا إما ابتداء أو تقليدا، المهم أن هذا هو الصواب عند المحققين وهو أن الله تعالى أنزلها لتمام التحدي لهؤلاء البلغاء الذين عجزوا أن يأتوا بمثل القرآن أو بمثل بعضه، وأيدوا قولهم هذا بأن الله تعالى لم يبتدأ سورة بحروف هجائية إلا ذكر بعدها القرآن إلا نادرا.
فإن قال قائل: يرد على هذا القول أن في القرآن ما ليس له معنى وليس له فائدة، وإنما هو حروف مقطعة ليس لها فائدة، قلنا الجواب عن هذا الإيراد أن الله سبحانه وتعالى تكلم بذلك لمغزى لا لمعنى أي لحكمة بالغة، وهي أن هذا القرآن الذي أعجزكم أيها البلغاء العرب لم يكن أتى بشيء جديد من حروف بل أتى بالحروف التي تركبون منها كلامكم ومع ذلك أعجزكم، عجزتم عن صف الحروف حتى تكون مثل القرآن، فإذا كنتم عجزتم عن ذلك فعجزكم عن معنى هذه الكلمات من باب أولى، وهذا الذي ذكره الزمخشري في تفسيره وارتضاه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وذكره أيضا إما ابتداء أو تقليدا، المهم أن هذا هو الصواب عند المحققين وهو أن الله تعالى أنزلها لتمام التحدي لهؤلاء البلغاء الذين عجزوا أن يأتوا بمثل القرآن أو بمثل بعضه، وأيدوا قولهم هذا بأن الله تعالى لم يبتدأ سورة بحروف هجائية إلا ذكر بعدها القرآن إلا نادرا.