التعليق على تفسير الجلالبين : (( كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب )) كعاد وثمود وغيرهما (( من بعدهم وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه )) يقتلوه (( وجادلوا بالباطل ليدحضوا )) يزيلوا (( به الحق فأخذتهم )) بالعقاب (( فكيف كان عقاب )) لهم : أي هو واقع موقعه . حفظ
يقول المفسر: " كعاد وثمود وغيرهما " فماذا أغنى عنهم التكذيب، يقول الله عز وجل: (( فأخذتهم )).
وقوله: (( وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه )) يعني كل أمة همت برسولهم أي بالذي أرسل إليهم ليأخذوه هذه متعلقة بهمت أي هموا ليقتلوه، واللام هنا بمعنى الباء أي بأن يأخذوه فيقتلوه، ومنهم من قتلهم بالفعل من قتل النبيين بغير حق، (( وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق )) هذه تفسر معنى الجدال فيما سبق لقوله : (( ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا )) فجادلوا بالباطل أي جعلوا الباطل سلاحا لهم (( ليدحضوا )) ليزيلوا به الحق، فكانوا يأتون بالباطل يحتجون به على الحق لإدحاضه، واعلم أن الذي يأتون بالباطل ليدحضون به الحق لا يأتون بالباطل على وجهه بل يزخرفون القول له كما قال تعالى : (( وكذلك جعلنا لكل نبيا عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا )) ولهذا تجد الذين يجادلون بالباطل يأتون بعبارات إذا رآها الإنسان ظنها حقا كأنه السراب للظمآن (( حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه )) وكما قال بعضهم:
حجج تهافت كالزجاج تخالها حقا وكل كاسر مكسور
فهم يأتون بزخرف القول، الزخرف يعني القول المنمق المحسن المزين لأجل إدحاض الحق، قال الله تعالى: (( فأخذتهم )) الفاء هنا للسببية أي فبسبب ما قالوا به من المجادلة بالباطل والتكذيب أخذتهم، والضمير الفاعل يعود على الله سبحانه وتعالى، والمفعول يعود على هؤلاء المكذبين.
" (( فأخذتهم )) بالعقاب (( فكيف كان عقاب )) " فسر المؤلف الأخذ هنا بالعقاب لقوله: (( فكيف كان عقاب )) أي معاقبتي لهم، وكيف هنا للتعجب وللتقرير وللتعظيم أيضا، أي فكان عقابي عظيما في كيفيته وفي وقوعه موقعه وفي شدته، فإنه عذاب لم يبق أحدا منهم، وعلى هذا فالاستفهام له عدة معاني يعينها السياق.
وقوله: (( عقاب )) قد يشكل على الناظر لأول وهلة كيف كان مجرورا مع أنه مبتدأ أو خبر مبتدأ، فيقال إنه ليس بمجرور وأن الأصل عقابي فحذفت الياء تخفيفا والكسرة قبلها دليل عليها.
" أي هو واقع موقعه " وهذا بناء على أن الاستفهام تقريري، وإذا قلنا للتعظيم يكون المعنى: (( فكيف كان عقاب )) أي فما أعظم عقابي وأشده حيث أزالهم عن آخرهم.
وقوله: (( وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه )) يعني كل أمة همت برسولهم أي بالذي أرسل إليهم ليأخذوه هذه متعلقة بهمت أي هموا ليقتلوه، واللام هنا بمعنى الباء أي بأن يأخذوه فيقتلوه، ومنهم من قتلهم بالفعل من قتل النبيين بغير حق، (( وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق )) هذه تفسر معنى الجدال فيما سبق لقوله : (( ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا )) فجادلوا بالباطل أي جعلوا الباطل سلاحا لهم (( ليدحضوا )) ليزيلوا به الحق، فكانوا يأتون بالباطل يحتجون به على الحق لإدحاضه، واعلم أن الذي يأتون بالباطل ليدحضون به الحق لا يأتون بالباطل على وجهه بل يزخرفون القول له كما قال تعالى : (( وكذلك جعلنا لكل نبيا عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا )) ولهذا تجد الذين يجادلون بالباطل يأتون بعبارات إذا رآها الإنسان ظنها حقا كأنه السراب للظمآن (( حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه )) وكما قال بعضهم:
حجج تهافت كالزجاج تخالها حقا وكل كاسر مكسور
فهم يأتون بزخرف القول، الزخرف يعني القول المنمق المحسن المزين لأجل إدحاض الحق، قال الله تعالى: (( فأخذتهم )) الفاء هنا للسببية أي فبسبب ما قالوا به من المجادلة بالباطل والتكذيب أخذتهم، والضمير الفاعل يعود على الله سبحانه وتعالى، والمفعول يعود على هؤلاء المكذبين.
" (( فأخذتهم )) بالعقاب (( فكيف كان عقاب )) " فسر المؤلف الأخذ هنا بالعقاب لقوله: (( فكيف كان عقاب )) أي معاقبتي لهم، وكيف هنا للتعجب وللتقرير وللتعظيم أيضا، أي فكان عقابي عظيما في كيفيته وفي وقوعه موقعه وفي شدته، فإنه عذاب لم يبق أحدا منهم، وعلى هذا فالاستفهام له عدة معاني يعينها السياق.
وقوله: (( عقاب )) قد يشكل على الناظر لأول وهلة كيف كان مجرورا مع أنه مبتدأ أو خبر مبتدأ، فيقال إنه ليس بمجرور وأن الأصل عقابي فحذفت الياء تخفيفا والكسرة قبلها دليل عليها.
" أي هو واقع موقعه " وهذا بناء على أن الاستفهام تقريري، وإذا قلنا للتعظيم يكون المعنى: (( فكيف كان عقاب )) أي فما أعظم عقابي وأشده حيث أزالهم عن آخرهم.