التعليق على تفسير الجلالبين : (( الذين يحملون العرش )) مبتدأ (( ومن حوله )) عطف عليه (( يسبحون )) خبره (( بحمد ربهم )) ملابسين للحمد ، أي يقولون : سبحان الله وبحمده (( ويؤمنون به )) . حفظ
ثم قال : (( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا )) الذين: مبتدأ مستأنف، ويجب الوقوف على قبله (( أنهم أصحاب النار )) يجب أن تقف، لأنك لو قلت: (( الذين يحملون العرش )) ووصلت لظن الظان أن أصحاب النار هم الذين يحملون العرش، وهذا فساد في المعنى، فالوقوف على قوله: (( أنهم أصحاب النار واجب )). وقوله: (( الذين يحملون العرش )) مبتدأ وجملة (( يسبحون )) خبر المبتدأ.
(( الذين يحملون العرش )) العرش: هو عرش الرحمن عز وجل وهو أكبر المخلوقات وأعظمها وأوسعها وأشرفها فيما عدا المكلفين، هذا العرش لا يعلم قدره إلى الله عز وجل، لأننا لم نخبر عن قدره ولا نعلم من أي مادة هو، أهو من نور أو خشب أو حديد ؟ لا نعلم، لأننا لم نخبر عن ذلك، ولم نعلم عن لونه ولم نعلم عن ملمسه ألين هو أم قاسي، كل هذا لا نعلمه إنما نعلم أنه عرش عظيم محيط بالمخلوقات استوى عليه الرب عز وجل، وله حملة والمشهور أن حملته الآن أربعة، وفي يوم القيامة يكونون ثمانية، ومن جملة حملة العرش إسرافيل الموكل بالنفخ في الصور فإنه أحد حملة العرش، الذين يحملون العرش هل نحن نعلم صفات هؤلاء الذين يحملون العرش ؟ لا، لكن نعلم أنهم ملائكة، أما كيف هم فإن ذلك موقوف على ما جاء به السمع.
(( ومن حوله )) من معطوفة على العرش، توافقون ؟ (( الذين يحملون العرش ومن حوله )) توافقون أن تكون معطوفة على العرش ؟ لا يصح، لأنه لو كان كذلك لكان المعنى ويحملون من حوله وليس كذلك، وعلى هذا فمن معطوفة على (( الذين يحملون العرش )) والذين حوله.
نعم: " (( ومن حوله )) عطف عليه " على المبتدأ لأن المفسر قال: " مبتدأ (( ومن حوله )) عطف عليه " أي على المبتدأ، وهو قوله: (( الذين يحملون العرش )).
" (( يسبحون )) خبره " خبر المبتدأ وما عطف عليه، يعني حملة العرش والذين حول العرش يسبحون بحمد الله، والتسبيح تنزيه الله عز وجل عما لا يليق به من نقص أو مماثلة للمخلوقين، والباء في قوله: (( بحمد ربهم )) للملابسة أي تسبيحا ممزوجا بالحمد، فهم مسبحون حامدون " أي يقولون: سبحان الله وبحمده " وقد بين الله عز وجل أن ذلك دائم مستمر فقال تعالى: ((ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون )).
قال: " (( يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به )) تعالى ببصائرهم أي يصدقون بوحدانيته ".