تتمة التعليق على تفسير الجلالبين : (( ويؤمنون به )) تعالى ببصائرهم أي يصدقون بوحدانيته (( ويستغفرون للذين ءامنوا )) يقولون (( ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما )) أي وسعت رحمتك كل شيء وعلمك كل شيء (( فاغفر للذين تابوا )) من الشرك (( واتبعوا سبيلك )) دين الإسلام (( وقهم عذاب الجحيم )) النار . حفظ
قال: " (( ويؤمنون به )) تعالى ببصائرهم أي يصدقون بوحدانيته " الإيمان في اللغة الإقرار بالشيء هو الإيمان به، لكن الإقرار بالقلب واللسان وليس هو مجرد التصديق، قد لا يعرض على الإنسان شيء فيؤمن به كما إذا شاهد شيئا بعينه فإنه يؤمن به وإن لم يعرض عليه، والقول بأنه في اللغة التصديق فيه نظر، لأن تفسير الشيء بالشيء يلزم أن يكون مطابقا له، ومن المعلوم أنك تقول آمنت به وتقول صدقت به وتقول آمنت له وتقول صدقت له، وتقول صدقته ولا تقل آمنته، وهذا يدل على أن الإيمان ليس هو التصديق، وقد نبه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه الإيمان، فقال: إن الإيمان بمعنى التصديق ليس بصحيح وإن كان قد يأتي بمعناه ولكن حقيقته أنه ليس إياه، فهو إقرار بالقلب ونطق باللسان، فيؤمنون بالله أي يؤمنون بوجوده عز وجل ووحدانيته وبكل ما يستحقه من أسماء وصفات وغيرها إيمان كامل، والإيمان بالله يتضمن الإيمان بوجوده وربوبيته وألوهيته وأسماءه وصفاته وانفراده بذلك.
(( ويستغفرون للذين آمنوا )) يستغفرون أي يطلبون المغفرة للذين آمنوا، وقد مر بنا مرارا أن المغفرة هي ستر الذنب والتجاوز عنه، (( ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء )) جملة ربنا مقول لقول محذوف فسره المؤلف بقوله: " يقولون (( ربنا وسعت كل شيء )) " ربنا أي يا ربنا وحذفت منه ياء النداء لكثرة الاستعمال وتيمنا بالبداءة باسم الله عز وجل أو بوصفه بالربوبية، ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما أي وسعت رحمتك كل شيء وعلمك كل شيء، فمعنى وسعت كل شيء أي أحطت به رحمة وأحطت به علما، فما بلغه علم الله بلغته رحمته، ولكن الرحمة إما عامة وإما خاصة كما سيأتي في الفوائد إن شاء الله.
(( فاغفر للذين تابوا )) وجملة (( ربنا وسعت كل شيء )) هي عبارة عن توسل أي: توسلوا إلى الله تعالى توسلوا بسعة علم الله ورحمته إلى مطلوبهم يقول: (( ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا )) أي تابوا من الشرك ورجعوا إلى الله تعالى بالتوحيد والإخلاص (( واتبعوا سبيلك )) أي طريقك وهو دين الإسلام سواء كان إسلام محمد صلى الله عليه وسلم أو إسلام من قبله، لأن هذا الدعاء عام لكل المؤمنين فقول المؤلف: " دين الإسلام " يريد به الإسلام العام، فالذين اتبعوا الرسل السابقين مسلمون والذين اتبعوا محمد صلى الله عليه وسلم مسلمون لكن لا إسلام بعد محمد صلى الله عليه وسلم إلا بإتباع دينه.
وهنا قال: (( اتبعوا سبيلك )) وفي آية أخرى: (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) فأضاف السبيل إلى المؤمنين، وكذلك الصراط يضيفه تعالى أحيانا لنفسه مثل قوله : (( صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض )) وأحيانا للمؤمنين مثل: (( صراط الذين أنعمت عليهم )) فما هو الجمع بينهما ؟ الجمع بينهما أن الله أضاف السبيل أو الصراط إليه باعتبارين: الاعتبار الأول أنه هو الذي وضعه لعباده يسيرون عليه، والاعتبار الثاني أنه موصل إلى الله عز وجل فمن سلكه أوصله إلى ربه، أما إضافته للمؤمنين في قوله : (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) أو للذين أنعم عليهم في قوله: (( صراط الذين أنعمت عليهم )) فلأنهم سالكوه فأضيف إليهم باعتبار سلوكهم إياه وحينئذ ليس بين الآيات تعارض، (( واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم )) اغفر وقهم عذاب الجحيم أي: اجعل لهم وقاية من عذاب الجحيم وهو عذاب النار كما فسر بذلك المؤلف.
(( ويستغفرون للذين آمنوا )) يستغفرون أي يطلبون المغفرة للذين آمنوا، وقد مر بنا مرارا أن المغفرة هي ستر الذنب والتجاوز عنه، (( ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء )) جملة ربنا مقول لقول محذوف فسره المؤلف بقوله: " يقولون (( ربنا وسعت كل شيء )) " ربنا أي يا ربنا وحذفت منه ياء النداء لكثرة الاستعمال وتيمنا بالبداءة باسم الله عز وجل أو بوصفه بالربوبية، ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما أي وسعت رحمتك كل شيء وعلمك كل شيء، فمعنى وسعت كل شيء أي أحطت به رحمة وأحطت به علما، فما بلغه علم الله بلغته رحمته، ولكن الرحمة إما عامة وإما خاصة كما سيأتي في الفوائد إن شاء الله.
(( فاغفر للذين تابوا )) وجملة (( ربنا وسعت كل شيء )) هي عبارة عن توسل أي: توسلوا إلى الله تعالى توسلوا بسعة علم الله ورحمته إلى مطلوبهم يقول: (( ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا )) أي تابوا من الشرك ورجعوا إلى الله تعالى بالتوحيد والإخلاص (( واتبعوا سبيلك )) أي طريقك وهو دين الإسلام سواء كان إسلام محمد صلى الله عليه وسلم أو إسلام من قبله، لأن هذا الدعاء عام لكل المؤمنين فقول المؤلف: " دين الإسلام " يريد به الإسلام العام، فالذين اتبعوا الرسل السابقين مسلمون والذين اتبعوا محمد صلى الله عليه وسلم مسلمون لكن لا إسلام بعد محمد صلى الله عليه وسلم إلا بإتباع دينه.
وهنا قال: (( اتبعوا سبيلك )) وفي آية أخرى: (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) فأضاف السبيل إلى المؤمنين، وكذلك الصراط يضيفه تعالى أحيانا لنفسه مثل قوله : (( صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض )) وأحيانا للمؤمنين مثل: (( صراط الذين أنعمت عليهم )) فما هو الجمع بينهما ؟ الجمع بينهما أن الله أضاف السبيل أو الصراط إليه باعتبارين: الاعتبار الأول أنه هو الذي وضعه لعباده يسيرون عليه، والاعتبار الثاني أنه موصل إلى الله عز وجل فمن سلكه أوصله إلى ربه، أما إضافته للمؤمنين في قوله : (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) أو للذين أنعم عليهم في قوله: (( صراط الذين أنعمت عليهم )) فلأنهم سالكوه فأضيف إليهم باعتبار سلوكهم إياه وحينئذ ليس بين الآيات تعارض، (( واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم )) اغفر وقهم عذاب الجحيم أي: اجعل لهم وقاية من عذاب الجحيم وهو عذاب النار كما فسر بذلك المؤلف.