التعليق على تفسير الجلالبين : (( ربنا وأدخلهم جنات عدن )) إقامة (( التي وعدتهم ومن صلح )) عطف على ( هم ) في وأدخلهم أو في وعدتهم (( من ءابائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم )) في صنعه . حفظ
وقوله : (( ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم )) من صلح يقول: " عطف على ( هم ) في أدخلهم أو في وعدتهم " فالواو حرف عطف، ومن اسم موصول مبني السكون في محل نصب عطفا على أدخلهم أو على وعدتهم، والأحسن أن يكون عطفا على أدخلهم، فيكون الدعاء بالدخول شاملا لهم ولمن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم (( ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم )) وهذا احتراز جيد حيث قالوا: (( ومن صلح )) ولم يقولوا: وآبائهم وأزواجهم وذرياتهم، قالوا: ومن صلح، لأنهم لو دعوا بالعموم لكان فيه نوع من الاعتداء في الدعاء، لأن الاعتداء في الدعاء هو أن يدعوا الإنسان بما لا يمكن شرعا أو حسا، كل من دعا الله تعالى بما لا يمكن شرعا أو حسا فإنه معتد في الدعاء، ولو زدنا أيضا أو حسا أو عادة فهو معتد، فلو سأل الله تعالى أن يخرج له ولدا من جدار بيته لكان هذا اعتداء في الدعاء، ولو سأل الله تعالى أن يجعله نبيا لكان هذا اعتداء في الدعاء، لأن ذلك لا يمكن شرعا، ولو سأل الله أن يجعل السماوات والأرض بيده لكان هذا معتديا في الدعاء لأنه لا يمكن عقلا، فما لا يمكن شرعا أو عقلا أو عادة أو حسا فإنه لا يدعا الله به لأن هذا اعتداء في الدعاء، فهنا يقول الله سبحانه وتعالى : (( ومن صلح من آبائهم )) لو قالوا: آبائهم لكان فيه نوع من الاعتداء حيث أن آباء هؤلاء قد يكونوا مشركين كفارا لا يستحقون أن يدخلوا الجنة، فيقول: (( ومن صلح من آبائهم وأزواجهم )) جمع زوج (( وذرياتهم )) جمع ذرية، فذكروا الأصول والفروع والمصاهرة، الأصول والفروع آباء وذريات، والمصاهرة أزواج (( إنك أنت العزيز الحكيم )) هذه جملة استئنافية يراد بها التوسل إلى الله تعالى بعزته وحكمته أن يحقق هذا الدعاء أو هذا المدعو به .