التعليق على تفسير الجلالبين : (( وقهم السيئات )) أي عذابها (( ومن تق السيئات يومئذ )) يوم القيامة (( فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم )). حفظ
(( وقهم السيئات )) قال المفسر: " أي عذابها " وهذا إذا جعلنا السيئات بمعنى الأعمال السيئات فإنه يتعين أن نفسر ذلك بعذاب السيئات، لماذا ؟ لأن عمل السيئات الآن قد انتهى وقته، وإنما الموجود هو الجزاء، فيفسر حينئذ بالعذاب، وأما إذا فسرنا السيئات بما يسوء دون العمل الذي يقع من العبد فإنه لا حاجة إلى أن نقول عذابها، لأن العذاب مما يسوء فكأنهم قالوا: وقهم ما يسوؤهم من العذاب، والقاعدة في التفسير وفي شرح الأحاديث أنه إذا دار الأمر بين احتمال التقدير وعدم التقدير فالأولى عدم التقدير، وعلى هذا فنقول السيئات هنا لا يراد بها الأعمال السيئات التي هي فعل العبد قطعا لأن هذا قد انتهى، وإنما يراد بالسيئات ما يسوء من أعمال ومن عقوبات ومن عادات ومن غير ذلك.
نعم " (( وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ )) يوم القيامة (( فقد رحمته )) " من شرطية، جملة فقد رحمته جواب الشرط، وإنما اقترن جواب الشرط بالفاء لأنه مبدوء بقد، وجواب الشرط إذا بدء بقد وجب اقترانه بالفاء، وله نظائر مما يجب اقترانه بالفاء ينشدنا البيت فيه، طيب المهم أنه يجب ارتباط جواب الشرط بالفاء إذا وقع واحدا من سبعة أمور، مجموعة في قول الناظم:
اسمية طلبية وبحامد وبما وقد وبلن وبالتنفيس
التنفيس يشمل سوف والسين، هذه الآية من أي الأنواع السبعة ؟ قوله وبقد (( فقد رحمته )).
(( ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك )) المشار إليه وقاية السيئات والرحمة (( هو الفوز العظيم )) هو: يجوز أن تكون مبتدأ والفوز خبره، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ الأول، ويجوز أن تكون هو ضمير فصل لا محل لها من الإعراب، ويكون التقدير وذلك الفوز العظيم، ويؤيد هذا أنها تأتي بهذه الصيغة في بعض المواضع وذلك الفوز العظيم.
وضمير الفصل من حيث الإعراب لا محل له من الإعراب، من حيث المعنى له ثلاث فوائد: الفائدة الأولى الحصر، والفائدة الثانية: التوكيد، والفائدة الثالثة: التمييز بين الصفة والخبر، هذه ثلاث فوائد لضمير الفصل، ... التوكيد أو التأكيد ؟ التوكيد أفصح: (( ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها )) ولم يقل تأكيدها، لكنه يجوز الهمزة، ... التمييز بين الخبر والصفة، يظهر هذا في المثال إذا قلت: زيد الفاضل، وأنت تريد أن تكون الفاضل خبر المبتدأ، فإنه يحتمل أن تكون الفاضل صفة والخبر لم يأتي بعد، يحتمل أن يكون المراد زيد الفاضل فاهم، ويحتمل أن تكون الفاضل خبر المبتدأ، فإذا جاءت زيد هو الفاضل زال الإشكال وتعين أن تكون الفاضل خبر المبتدأ، أما التوكيد والحصر فظاهر، لأنك إذا قلت: زيد هو الفاضل، أكدت أنه فاضل وحصرت الفضل فيه.
طيب وقوله: (( الفوز العظيم )) الفوز: حصول المطلوب والنجاة من المرهوب، والدليل على ذلك قوله تعالى: (( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز )) ما هو النجاة من المرهوب في الآية ؟ (( فمن زحزح عن النار )) حصول المطلوب ؟ (( وأدخل الجنة )) ولا تفسير أبين وأوضح من تفسير الله عز وجل، فالفوز هو النجاة من المرهوب وحصول المطلوب والدليل ما سمعتم، وقوله: (( العظيم )) وصف له بالعظمة لأنه لا فوز أعظم من هذا، لا فوز أعظم من أن يمن الله عليك بسكنى هذه الدار ـ جعلني الله وإياكم من ساكنيها ـ التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، كل الناس في الدنيا المؤمنون يسعون للوصول إلى هذه الدار، ولهذا لما قال الأعرابي للنبي عليه الصلاة والسلام: يا رسول الله أنا لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ ولكني أسأل الله الجنة وأستعيذ به من النار فقال : ( حولهما ندندن ) نحن لا نريد إلا هذا، وهذا الحديث وإن كان في صحته ما فيه لكن حقيقة هو هذا، كل المؤمنين يعملون للوصول إلى هذه الدار، وهو ـ أي العمل لها ـ يسير، لكن على من يسره الله عليه، ومتى ييسر الله عليك ذلك ؟ اسمع إلى قول الله تعالى : (( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى )) اعمل أنت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اعملوا فكل ميسر لما خلق له ) طيب يقول ذلك الفوز العظيم.
نعم " (( وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ )) يوم القيامة (( فقد رحمته )) " من شرطية، جملة فقد رحمته جواب الشرط، وإنما اقترن جواب الشرط بالفاء لأنه مبدوء بقد، وجواب الشرط إذا بدء بقد وجب اقترانه بالفاء، وله نظائر مما يجب اقترانه بالفاء ينشدنا البيت فيه، طيب المهم أنه يجب ارتباط جواب الشرط بالفاء إذا وقع واحدا من سبعة أمور، مجموعة في قول الناظم:
اسمية طلبية وبحامد وبما وقد وبلن وبالتنفيس
التنفيس يشمل سوف والسين، هذه الآية من أي الأنواع السبعة ؟ قوله وبقد (( فقد رحمته )).
(( ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك )) المشار إليه وقاية السيئات والرحمة (( هو الفوز العظيم )) هو: يجوز أن تكون مبتدأ والفوز خبره، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ الأول، ويجوز أن تكون هو ضمير فصل لا محل لها من الإعراب، ويكون التقدير وذلك الفوز العظيم، ويؤيد هذا أنها تأتي بهذه الصيغة في بعض المواضع وذلك الفوز العظيم.
وضمير الفصل من حيث الإعراب لا محل له من الإعراب، من حيث المعنى له ثلاث فوائد: الفائدة الأولى الحصر، والفائدة الثانية: التوكيد، والفائدة الثالثة: التمييز بين الصفة والخبر، هذه ثلاث فوائد لضمير الفصل، ... التوكيد أو التأكيد ؟ التوكيد أفصح: (( ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها )) ولم يقل تأكيدها، لكنه يجوز الهمزة، ... التمييز بين الخبر والصفة، يظهر هذا في المثال إذا قلت: زيد الفاضل، وأنت تريد أن تكون الفاضل خبر المبتدأ، فإنه يحتمل أن تكون الفاضل صفة والخبر لم يأتي بعد، يحتمل أن يكون المراد زيد الفاضل فاهم، ويحتمل أن تكون الفاضل خبر المبتدأ، فإذا جاءت زيد هو الفاضل زال الإشكال وتعين أن تكون الفاضل خبر المبتدأ، أما التوكيد والحصر فظاهر، لأنك إذا قلت: زيد هو الفاضل، أكدت أنه فاضل وحصرت الفضل فيه.
طيب وقوله: (( الفوز العظيم )) الفوز: حصول المطلوب والنجاة من المرهوب، والدليل على ذلك قوله تعالى: (( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز )) ما هو النجاة من المرهوب في الآية ؟ (( فمن زحزح عن النار )) حصول المطلوب ؟ (( وأدخل الجنة )) ولا تفسير أبين وأوضح من تفسير الله عز وجل، فالفوز هو النجاة من المرهوب وحصول المطلوب والدليل ما سمعتم، وقوله: (( العظيم )) وصف له بالعظمة لأنه لا فوز أعظم من هذا، لا فوز أعظم من أن يمن الله عليك بسكنى هذه الدار ـ جعلني الله وإياكم من ساكنيها ـ التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، كل الناس في الدنيا المؤمنون يسعون للوصول إلى هذه الدار، ولهذا لما قال الأعرابي للنبي عليه الصلاة والسلام: يا رسول الله أنا لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ ولكني أسأل الله الجنة وأستعيذ به من النار فقال : ( حولهما ندندن ) نحن لا نريد إلا هذا، وهذا الحديث وإن كان في صحته ما فيه لكن حقيقة هو هذا، كل المؤمنين يعملون للوصول إلى هذه الدار، وهو ـ أي العمل لها ـ يسير، لكن على من يسره الله عليه، ومتى ييسر الله عليك ذلك ؟ اسمع إلى قول الله تعالى : (( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى )) اعمل أنت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اعملوا فكل ميسر لما خلق له ) طيب يقول ذلك الفوز العظيم.