كيف نرد على من يستدل بقوله تعالى : (( فأينما تولوا فثم وجه الله )) على نفي علو الله تعالى .؟ حفظ
الطالب : ...
الشيخ : (( فثم وجه الله )) أي نعم، هل هذا ينافي العلو حتى يكون دليلا على عدمه، ألا يمكن أن يكون الشيء فوقك وهو أمامك ؟ يمكن، هذا في المخلوق كيف بالخالق المحيط بكل شيء، ثم كيف نورد آية تحتمل على آيات محكمة لا تحتمل وهو العلو، انتبهوا لهذا لأن أهل الباطل يوردون المتشابه على المحكم، ولا يحملون المتشابه على المحكم، يوردون المتشابه على المحكم ليناقضه، وليسوا يحملون المتشابه على المحكم ليكون محكما، وهذا هو البلاء قالت عائشة رضي الله عنها: ( إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم ) هكذا روته عن النبي صلى الله عليه وسلم.
انتبهوا وهذه مسألة أحب أن أنبهكم عليها وهو أنه إذا وردت آيات متعارضة وأحاديث متعارضة فلا توردوها على أنفسكم على أنها متعارضة أوردوها على أنفسكم على أنكم تطلبون الجمع بينها لتوفقوا للجمع، أما إذا أوردتم هذه على أنها متعارضة بقيت محل إشكال، وأنا دائما أنهاكم عن هذا، أقول: لا توردوا الآيات المتشابهة التي ظاهرها التعارض أو الأحاديث كذلك على أنها متعارضة، أوردوها على أنكم تريدون الجمع بينها لا أن بعضها معارض لبعض، حتى تهدوا إلى الصراط المستقيم، لأن هناك فرق بين الإيراد وبين الرد، إيراد المتشابه على المحكم معناه أنه يطلب التعارض، لكن رد المتشابه إلى المحكم هذا معناه أن حاول الجمع دون أن يتصور التعارض، وهذه المسألة كما تكون في الأمور العلمية تكون أيضا في الأمور العملية، أحيانا ترد عن النبي صفات في عبادة واحدة فيظن الظان أن هذا تعارض لكن نقول: لا تقرأها ولا توردها على نفسك على أنها متعارضة، لا أوردها على أنك تجمع بينها، فتحمل هذه على وجه وهذه على وجه، وأكثر ما يكون الشك للطالب أنه يورد الآيات المتعارضة التي ظاهرها التعارض أو الأحاديث التي ظاهرها التعارض على أنها متعارضة، لكن لو أوردها على أنه يرد بعضها إلى بعض ويضم بعضها إلى بعض لوجد وجها ومخرجا مما كان يظن، وهذا شيء جربه إن شاء الله ستنتفعون به.
فالذين قالوا : (( ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله )) يدل على عدم العدو فيعارض أدلة العلو! نقول: من قال هذا ؟ من قال أنه يدل على عدم العلو ؟ وإذا كان الشيء مقابلا لك هل يلزم أن يكون محاذيا لك ؟ أبدا، ما يلزم، قد تقول هذا عن يميني وهو أسفل شيء لكن مع الجهة اليمنى، وهذا عن يساري وهو أسفل شيء وهو عن الجهة اليسرى، كما جاء في حديث المعراج: ( أن على يمين آدم أسودة وعلى يساره أسودة، فإذا رأى إلى اليسار بكى ) اليسار هي نسم بنيه الكفرة في النار، وهذا في الأسفل، فلا يلزم من كون الشيء على يمينك أن يكون محاذيا لك، ولا يلزم من كون الشيء فوقك أن يكون محاذيا لك، ولا من كونه أسفل منك أن يكون محاذيا لك، هذا ليس بلازم، لكن الذين في قلوبهم زيغ يتبعون ما تشابه منه لإيراد التشكيك، نعم .