تتمة تفسير قوله تعالى : (( هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر إلا من ينيب )) . حفظ

الآيات تشمل الكونية والشرعية، البرق آية كونية: (( هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا )).
(( وينزل لكم من السماء رزقا )) التنزيل يكون من أعلى وهنا قال: (( من السماء )) وهو العلو، وليس المراد بالسماء هنا السماء المحفوظة السقف المرفوع، بل المراد به العلو لقوله تعالى: (( والسحاب المسخر بين السماء والأرض )) فالمطر ليس ينزل من السماء السقف المحفوظ، وإنما ينزل من العلو من السحاب المسخر بين السماء والأرض وهذا أمر مشاهد، وقوله: (( رزقا )) أي ماء يكون به الرزق، فالذي ينزل ماء يكون به الرزق، فهو نفسه رزق: (( أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون )) وبه يكون الرزق (( فأخرجنا به من كل الثمرات )) والثمرات أرزاق والماء رزق يشرب، فهو رزق بكل حال، وفي تقديم الآيات على إنزال الرزق من السماء دليل على أن النعمة الدينية أهم وأكبر من النعمة الدنيوية نعم (( وينزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر إلا من ينيب )).