فوائد قوله تعالى : (( وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع )) . حفظ
الشيخ : نرجع الآن إلى استنباط من الآية الفوائد قال الله تبارك وتعالى : (( وأنذرهم يوم الآزفة )) .
يستفاد من هذه الآية فوائد منها: وجوب الإنذار على رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله: (( وأنذرهم )) والأصل في الأمر الوجوب لاسيما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكلف بذلك.
ومن فوائدها: أنه ينبغي للداعية أن يكون مخوف أحيانا ومبشرا أحيانا، أما البشارة أحيانا ففي آيات كثيرة: (( وبشر المؤمنين )) (( وبشر الذين آمنوا )) وما أشبه ذلك وأما الإنذار فكذلك في مثل هذه الآية، فالداعية ينبغي أن يكون منذرا مبشرا من أجل أن يحرك القلوب.
ومن فوائد الآية الكريمة: أنه ينبغي في الإنذار أن يذكر الناس أحوال يوم القيامة وأهوالها لقوله : (( وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب )).
ومن فوائد الآية الكريمة: أن الآية قريبة لقوله: (( يوم الآزفة )) والقرب هنا يعني أن الوقت يمضي بسرعة حتى لا يشعر الإنسان إلا وقد قامت القيامة، إما قيامته هو، وتسمى القيامة الصغرى أو القيامة العامة.
ومن فوائد الآية الكريمة: بيان هذا التمثيل العظيم في حال الناس ذلك اليوم (( إذ القلوب لدى الحناجر )).
ومن فوائد الآية الكريمة: أن هذه الحال عامة للمؤمنين وللكافرين دليل ذلك عموم قوله: (( إذ القلوب )) ثم قوله: (( ما للظالمين من حميم )) فدل ذلك على أن الآية عامة، ولكن هل يلحق المؤمنين شر من ذلك اليوم ؟ لا، لقول الله تعالى : (( فوقاهم الله شر ذلك اليوم )) ومجرد الهم والغم لا يلزم منه الشر والضرر .
ومن فوائد الآية الكريمة: أن القلوب عند شدة الخوف ترتفع حتى تبلغ الحناجر، وهذا يشهد به الواقع قال الله تبارك وتعالى في سورة الأحزاب: (( وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر )) والإنسان في نفسه أيضا يحس أنه إذا خاف خوفا شديدا وكأن قلبه قد علق في حنجرته .
ومن فوائد الآية الكريمة: أن الناس في ذلك اليوم مع شدة الخوف يمتلئون غما لقوله: (( كاظمين )) والغم هو التحزن أو التهيؤ لما يستقبل، فالغم في المستقبل، والهم والحزن في الماضي.
ومن فوائد الآية الكريمة: تقطع الأسباب بالظالمين فلا يجدون حميما ولا شفيعا لقوله : (( ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع )) والمراد بالظالمين ما سبق وهم الكافرون.
فإن قال قائل: الظلم أعم من الكفر فكيف فسرتم الظلم هنا بالكفر ؟ قلنا: لأن الله تعالى قال: (( والكافرون هم الظالمون )) ولأن ما دون الكفر من المعاصي تمكن فيه الشفاعة، فإن الشفاعة ثابتة لأهل الكبائر من هذه الأمة.
ومن فوائد الآية الكريمة: تحذير هؤلاء الكفار من ذلك اليوم فإنهم في الدنيا يجدون من يناصرهم ويواليهم ويساعدهم ويعاونهم ولكن في الآخرة لا يجدون شيئا من ذلك.