فوائد قوله تعالى : (( والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء ... )) . حفظ
ثم قال: (( والله يقضي بالحق )) إلى آخرها.
من فوائدها إثبات أن قضاء الله تعالى كله حق لقوله: (( يقضي بالحق )) سواء كان القضاء كونيا أم شرعيا.
ومن فوائد الآية الكريمة: الثناء على الله عز وجل بهذه الصفات الكاملة وهي قضاء الحق وأنه لا يفعل شيئا سدى أو عبثا بل كل ما يقضيه فإنه حق.
ومن فوائد الآية الكريمة: التنديد بعباد الأصنام حيث عبدوا مع الله من ليس بشيء بالنسبة لله عز وجل لقوله: (( والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء )).
ومن فوائد الآية الكريمة أن هذه الأصنام لا تنفع عابديها إطلاقا لقوله: (( لا يقضون بشيء )) وشيء نكرة في سياق النفي فتعم كل شيء.
فإن قال قائل: إن من القوم الذين يدعون مع الله إلها آخر من إذا دعوا هذه الأصنام أجابتهم فإذا دعوها لكشف الضر انكشف الضر عنهم ومن الناس من إذا خالف هذه الأصنام أصيب ببلاء، فما هو الجواب ؟ الجواب أن يقال هذا الذي يحصل يحصل من الله عز وجل لا من هذه الأصنام ابتلاء وامتحانا، ويقال فيه إنه حصل عند ذلك لا به، يعني حصل هذا القضاء من الله عز وجل عند دعاء هذه الأصنام لا بدعاء هذه الأصنام.
فإن قال قائل: لماذا تعدلون عن السبب الظاهر إلى سبب آخر لا يعلم ؟ قلنا: عدلنا إلى ذلك لقول الله تبارك وتعالى: (( والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء )) وبقوله تعالى : (( إن تدعوهم لا يسمعون دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبك مثل خبير )) وبقوله تعالى: (( ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين )) وإلا فإن العامي قد يأتي إلى صاحب القبر ويقول: يا سيد يا ولي الله يا مولاي أنقذني من هذه البلية أنقذني من هذه الضائقة، فيذهب إلى بيته ويجد الأمر قد انفرج، هو على كل حال سوف يضيف هذا الانفراج إلى السبب الظاهر الذي قام به وهو دعاء هذا القبر حتى انفرجت عنه الغمة، فنقول هذه فتنة ونعلم علم اليقين أنه أي صاحب القبر ليس هو الذي كشف الضر، وإنما الذي كشفه الله عز وجل لكن حصل الكشف عند دعاء صاحب القبر لا بدعائه.
انتبهوا لهذا لأنه دائما يوردون علينا أصحاب القبور هذه الشبهة، يقول: أنا دعوت السيد الفلاني فاستجاب لي وانكشفت الغمة، وواحد كنا قد أتينا من مكة إلى المدينة في زمان مضى طويل، فلنا أقبلنا على المدينة قاموا يدعون، يدعون الرسول، خافوا الله يا جماعة ـ وكان ذاك الوقت الإنسان صغيرا لم يترعرع بعد ـ: اتقوا الله ادعوا الله قالوا: لا هذا سيدنا، واحد من الناس انفتح بطنه وتدلت أقتابه وضاقت به الأرض ذرعا، فقالوا: اذهب إلى نبي الله، فذهب فلما أقبل على المدينة دعا الله فدخلت الأمعاء وانسدت البطن، لما أقبل على المدينة دعا النبي قال: يا رسول الله أنقذني البطن منفرج والأمعاء متدلية، فدخلت الأمعاء في البطن وانسد البطن، هذه أولا القصة من يقول إنها صدق، ثم على فرض على أنها صارت صدقا هل هذا حصل بدعاء الرسول ؟ أبدا ما حصل، الرسول لا يملك هذا أبدا، في حياته ربما يريهم الله آية من آيات الرسول فيحصل مثل هذا، كما حصل في عين أبي قتادة أصيبت فندرت حتى صارت على خده فأدخلها النبي صلى الله عليه وسلم في مكانها والتأمت في الحال، وهذه آية من آيات الله، ولكنها حدثت في حياته أما بعد موته فلا.
المهم أن الله تعالى قد يجعل الشفاء عقب دعاء صاحب القبر ابتلاء وامتحان، فيصدق الإنسان بالحس ويكذب الشرع، يصدق بالحس وهو بناء هذا الأمر على الشيء الظاهر ويكذب بالشرع، فإن قال قائل: هل لهذا نظائر قلنا نعم، قد يبتلي الله الإنسان بتيسير أسباب المعصية ابتلاء ليعلم الله من يخافه بالغيب، كما ابتلى بني إسرائيل بالحيتان، حرم الله عليهم صيد الحوت في يوم السبت وابتلاهم فكانت الحيتان يوم السبت تأتي شرعا على الماء بكثرة، وفي غير يوم السبت لا تأتي، فطال عليهم الأمد وقالوا: لابد أن نصطاد يوم السبت ولكن يوم السبت محرم علينا، واش العمل، قال: فيه حيلة ـ واليهود أصحاب حيل ـ ضعوا شبكة يوم الجمعة وتأتي الحيتان يوم السبت تدخل وخذوا الحيتان يوم الأحد، وقولوا لله: إننا لم نصطد يوم السبت، فماذا عوملوا به ؟ (( وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ )) [البقرة :65] قلبهم الله عز وجل إلى شيء يشبه الإنسان وليس بإنسان، كما صنعوا شيئا يشبه الحل وليس بحل جزاءا وفاقا، هذه الأمة حرم الله عليهم الصيد في حال الإحرام فابتلاهم الله بدأت الصيود تأتي بكثرة، الصيد الطائر يناله الرمح والصيد الزاحف تناله اليد: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ )) [المائدة :94] فصارت الصيود الطائر يناله الإنسان برمحه مع أنه لا ينال الطائر إلا بالسهم، والزاحف باليد، فالصحابة رضي الله عنهم تجنبوا هذا، لا أمسكوا باليد ولا صادوا بالرمح، فأنت احذر أيها المسلم أن تنخدع إذا تيسرت لك أسباب المعصية، فإن الله تعالى قد يبتليك، ربما يبتلي الله الإنسان بوظيفة يستطيع أن يسرق فيها من بيت المال إما سرقة حقيقية يعني يأخذ دراهم، وإما سرقة غير مباشرة بأن يتأخر عن الدوام أن يتعجل في الخروج، لأن من فعل ذلك فهو سارق، إذا قدرنا أنه يتأخر عن الدوام بمقدار السدس أو يتعجل بمقدار السدس، كم سرق من راتبه ؟ سرق سدسا، لأنه إذا تأخر السدس لا يستحق من الراتب إلا خمسة أسداس فقط والباقي يأخذه بغير حق، هو مطمئن لأن ليس فوقه أحد، هو المدير مثلا أو مطمئن لأن مديره يتأخر ومعلوم أن المدير إذا كان يتأخر ويتأخر من تحته أنه لا يقول لهم شيئا لأنه لو قال لهم شيئا فضح نفسه، نعم. إذن احذر أن تغتر إذا يسر الله لك أسباب المعصية فإن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، لا تغتر بهذا الشيء طيب.
من فوائد هذه الآية الكريمة: النداء الصارخ على سفاهة هؤلاء القوم الذين يعبدون من دون الله، يؤخذ من كونهم عدلوا عن عبادة من يقضي بالحق إلى عبادة من لا يقضي بشيء، وهذا في غاية السفه .
من فوائدها إثبات أن قضاء الله تعالى كله حق لقوله: (( يقضي بالحق )) سواء كان القضاء كونيا أم شرعيا.
ومن فوائد الآية الكريمة: الثناء على الله عز وجل بهذه الصفات الكاملة وهي قضاء الحق وأنه لا يفعل شيئا سدى أو عبثا بل كل ما يقضيه فإنه حق.
ومن فوائد الآية الكريمة: التنديد بعباد الأصنام حيث عبدوا مع الله من ليس بشيء بالنسبة لله عز وجل لقوله: (( والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء )).
ومن فوائد الآية الكريمة أن هذه الأصنام لا تنفع عابديها إطلاقا لقوله: (( لا يقضون بشيء )) وشيء نكرة في سياق النفي فتعم كل شيء.
فإن قال قائل: إن من القوم الذين يدعون مع الله إلها آخر من إذا دعوا هذه الأصنام أجابتهم فإذا دعوها لكشف الضر انكشف الضر عنهم ومن الناس من إذا خالف هذه الأصنام أصيب ببلاء، فما هو الجواب ؟ الجواب أن يقال هذا الذي يحصل يحصل من الله عز وجل لا من هذه الأصنام ابتلاء وامتحانا، ويقال فيه إنه حصل عند ذلك لا به، يعني حصل هذا القضاء من الله عز وجل عند دعاء هذه الأصنام لا بدعاء هذه الأصنام.
فإن قال قائل: لماذا تعدلون عن السبب الظاهر إلى سبب آخر لا يعلم ؟ قلنا: عدلنا إلى ذلك لقول الله تبارك وتعالى: (( والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء )) وبقوله تعالى : (( إن تدعوهم لا يسمعون دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبك مثل خبير )) وبقوله تعالى: (( ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين )) وإلا فإن العامي قد يأتي إلى صاحب القبر ويقول: يا سيد يا ولي الله يا مولاي أنقذني من هذه البلية أنقذني من هذه الضائقة، فيذهب إلى بيته ويجد الأمر قد انفرج، هو على كل حال سوف يضيف هذا الانفراج إلى السبب الظاهر الذي قام به وهو دعاء هذا القبر حتى انفرجت عنه الغمة، فنقول هذه فتنة ونعلم علم اليقين أنه أي صاحب القبر ليس هو الذي كشف الضر، وإنما الذي كشفه الله عز وجل لكن حصل الكشف عند دعاء صاحب القبر لا بدعائه.
انتبهوا لهذا لأنه دائما يوردون علينا أصحاب القبور هذه الشبهة، يقول: أنا دعوت السيد الفلاني فاستجاب لي وانكشفت الغمة، وواحد كنا قد أتينا من مكة إلى المدينة في زمان مضى طويل، فلنا أقبلنا على المدينة قاموا يدعون، يدعون الرسول، خافوا الله يا جماعة ـ وكان ذاك الوقت الإنسان صغيرا لم يترعرع بعد ـ: اتقوا الله ادعوا الله قالوا: لا هذا سيدنا، واحد من الناس انفتح بطنه وتدلت أقتابه وضاقت به الأرض ذرعا، فقالوا: اذهب إلى نبي الله، فذهب فلما أقبل على المدينة دعا الله فدخلت الأمعاء وانسدت البطن، لما أقبل على المدينة دعا النبي قال: يا رسول الله أنقذني البطن منفرج والأمعاء متدلية، فدخلت الأمعاء في البطن وانسد البطن، هذه أولا القصة من يقول إنها صدق، ثم على فرض على أنها صارت صدقا هل هذا حصل بدعاء الرسول ؟ أبدا ما حصل، الرسول لا يملك هذا أبدا، في حياته ربما يريهم الله آية من آيات الرسول فيحصل مثل هذا، كما حصل في عين أبي قتادة أصيبت فندرت حتى صارت على خده فأدخلها النبي صلى الله عليه وسلم في مكانها والتأمت في الحال، وهذه آية من آيات الله، ولكنها حدثت في حياته أما بعد موته فلا.
المهم أن الله تعالى قد يجعل الشفاء عقب دعاء صاحب القبر ابتلاء وامتحان، فيصدق الإنسان بالحس ويكذب الشرع، يصدق بالحس وهو بناء هذا الأمر على الشيء الظاهر ويكذب بالشرع، فإن قال قائل: هل لهذا نظائر قلنا نعم، قد يبتلي الله الإنسان بتيسير أسباب المعصية ابتلاء ليعلم الله من يخافه بالغيب، كما ابتلى بني إسرائيل بالحيتان، حرم الله عليهم صيد الحوت في يوم السبت وابتلاهم فكانت الحيتان يوم السبت تأتي شرعا على الماء بكثرة، وفي غير يوم السبت لا تأتي، فطال عليهم الأمد وقالوا: لابد أن نصطاد يوم السبت ولكن يوم السبت محرم علينا، واش العمل، قال: فيه حيلة ـ واليهود أصحاب حيل ـ ضعوا شبكة يوم الجمعة وتأتي الحيتان يوم السبت تدخل وخذوا الحيتان يوم الأحد، وقولوا لله: إننا لم نصطد يوم السبت، فماذا عوملوا به ؟ (( وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ )) [البقرة :65] قلبهم الله عز وجل إلى شيء يشبه الإنسان وليس بإنسان، كما صنعوا شيئا يشبه الحل وليس بحل جزاءا وفاقا، هذه الأمة حرم الله عليهم الصيد في حال الإحرام فابتلاهم الله بدأت الصيود تأتي بكثرة، الصيد الطائر يناله الرمح والصيد الزاحف تناله اليد: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ )) [المائدة :94] فصارت الصيود الطائر يناله الإنسان برمحه مع أنه لا ينال الطائر إلا بالسهم، والزاحف باليد، فالصحابة رضي الله عنهم تجنبوا هذا، لا أمسكوا باليد ولا صادوا بالرمح، فأنت احذر أيها المسلم أن تنخدع إذا تيسرت لك أسباب المعصية، فإن الله تعالى قد يبتليك، ربما يبتلي الله الإنسان بوظيفة يستطيع أن يسرق فيها من بيت المال إما سرقة حقيقية يعني يأخذ دراهم، وإما سرقة غير مباشرة بأن يتأخر عن الدوام أن يتعجل في الخروج، لأن من فعل ذلك فهو سارق، إذا قدرنا أنه يتأخر عن الدوام بمقدار السدس أو يتعجل بمقدار السدس، كم سرق من راتبه ؟ سرق سدسا، لأنه إذا تأخر السدس لا يستحق من الراتب إلا خمسة أسداس فقط والباقي يأخذه بغير حق، هو مطمئن لأن ليس فوقه أحد، هو المدير مثلا أو مطمئن لأن مديره يتأخر ومعلوم أن المدير إذا كان يتأخر ويتأخر من تحته أنه لا يقول لهم شيئا لأنه لو قال لهم شيئا فضح نفسه، نعم. إذن احذر أن تغتر إذا يسر الله لك أسباب المعصية فإن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، لا تغتر بهذا الشيء طيب.
من فوائد هذه الآية الكريمة: النداء الصارخ على سفاهة هؤلاء القوم الذين يعبدون من دون الله، يؤخذ من كونهم عدلوا عن عبادة من يقضي بالحق إلى عبادة من لا يقضي بشيء، وهذا في غاية السفه .