فوائد قوله تعالى : (( وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب )) . حفظ
في هذه الآية والتي قبلها فوائد منها: قوة موسى عليه الصلاة والسلام وصراحته حيث أعلن أمام مهدديه بالقتل بأنه عاذ بالله ربه وربهم لقوله: (( إني عذت بربي وربكم )).
ومنها قوة توكله عليه الصلاة والسلام حيث اعتمد على الله أمام هذا الطاغية الذي يسهل عليه أن ينفذ ما توعد به.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: وصف فرعون بهذين الوصفين الذميمين التكبر وأنه لا يؤمن بيوم الحساب.
ومن فوائدها العدول إلى العموم دون الخصوص لأنه لم يقل إني عذت بربي وربكم من فرعون ولكن قال من كل متكبر ليعم فرعون وغير فرعون.
ومن فوائدها أيضا أنه إذا جاءت بصيغة العموم وبالوصف انطبقت على فرعون وبينت أنه متصف بالاستكبار، وكذلك الكفر بيوم الحساب .
ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات يوم الحساب وهو يوم القيامة، والحساب ليس مناقشة الإنسان على عمله لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من نوقش الحساب عذب ) لأن الله لو ناقشك لكانت نعمة من نعمه تغطي جميع الحسنات التي قمت بها، بل إن حسناتك التي قمت بها نعمة من الله عز وجل تحتاج إلى شكر، ثم إذا وفقت إلى شكرها تحتاج إلى شكر آخر للتوفيق إلى الشكر ثم هلم جرا، ولهذا قال الشاعر:
إذا كان شكري نعمة الله نعمة علي له في مثلها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله وإن طالت الأيام واتصل العمر
وهذا صحيح، فالحساب هو أن الله تعالى يخلو بعبده المؤمن ويقرره بذنوبه، فيقول: عملت كذا عملت كذا فإذا أقر قال: ( قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ) أما الكفار فإنهم لا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته لأن ليس لهم حسنات، ولكن تحصى أعمالهم، ويوقفون عليها، ويخزون بها، يعني يذلون بها ويقال: (( هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين )) هذا هو حساب الكفار وذاك حساب المؤمنين.