فوائد قوله تعالى : (( وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب )) . حفظ
ثم قال تعالى: (( وقال رجل مؤمن )) إلى آخره.
من فوائد هذه الآية الكريمة: أنه ينبغي العناية بمضمون القصة دون عين من وقعت عليه لقوله: (( وقال رجل مؤمن )) وإلا فنحن نعلم أن الله يعلم من هذا الرجل، ويعلم اسمه ونسبه وكل شيء يتعلق به، لكن الله تعالى ذكره إبهاما إشارة إلى أن المهم مضمون القصة دون عين من وقعت عليه إلا إذا كان في تعيينه مصلحة فالمصلحة ذكره وتعيينه .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أنه قد يكون من صلب المعادين من هو من الأولياء، لقوله هنا: (( من آل فرعون )) وسواء قلنا من قرابته أو من أتباعه على دينه فهو يدل على أن الله على كل شيء قدير، وأنه قد يقيض أو يهيأ الإيمان لمن كان بين قوم منغمسين في الكفر.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: جواز إخفاء الإيمان إذا خاف الإنسان على نفسه لقوله: (( يكتم إيمانه )) ولكن إذا كان الإنسان لا يستطيع أن يعيش مؤمنا إلا بالكتمان فهل تجب عليه الهجرة ؟ الجواب نعم، في دين الإسلام أن من كان لا يستطيع أن يعيش إلى مخفيا دينه فإنه تجب عليه الهجرة، ولكن بشرط أن يكون قادرا عليها، فإن كان عاجزا فإن الله تعالى قال : ( إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فأولئك عسى الله أن يعفوا عنهم وكان الله عفوا غفورا )).
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: شدة إنكار هذا المؤمن على فرعون الذي هدد بالقتل لقوله: (( أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله )).
ومن فوائدها الإنكار على من عمل عملا بدون سبب يقتضيه من: (( أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله )) وهذا ليس سببا للقتل، بل على الأقل يترك وشأنه أما أن يقتل لهذا السبب فإن هذا منكر ولا يجوز إقراره .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: العدول عن التعيين خوفا من التهمة أو إن شئت فقل استعمال المعاريض لقوله: (( أتقتلون رجلا )) ولم يقل أتقتلون موسى، لأنه لو عينه باسمه لاتهمه الناس بأن له صلة به، وفسد ما يريده، لكنه أبهمه وقال: (( أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله )) إلى آخره.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن موسى عليه السلام أتى بالآيات البينة التي يؤمن على مثلها البشر لقوله: (( وقد جاءكم بالبينات من ربكم )).
ومن فوائد الآية الكريمة: قوة إيمان هذا الرجل حيث جابه هؤلاء بإنكار ربوبية فرعون ضمنا من قوله: (( من ربكم )) فجابههم بأن لهم ربا سوى فرعون، وهذا يدل على قوة هذا الرجل، أما قوله: (( أن يقول ربي الله )) فليس فيها دليل لأن ربوبية الله عز وجل لموسى ما فيها شيء من الإنكار لكن: (( من ربكم )) واضح بأنه يعرض بأن فرعون ليس برب، وأن الرب هو الله، وهذا يدل على كمال شجاعة هذا الرجل.
ومن فوائد الآية الكريمة: استعمال الصبر والتقصير يعني الترديد بين حالين أو أحوال لا يزيد الأمر عليهما أو عليهم لقوله: (( فإن يكن كاذبا ... وإن يكن صادقا )).
ومن فوائد الآية مراعاة الخصم فيما يؤلفه ويقربه، لأنه بدأ بما كانوا يعتقدون وهو كذب موسى، فبدأ بالكذب قبل أن يبدأ بالصدق من أجل تأليفهم وبيان أن الرجل ليس عنده تعصب لموسى، ولهذا لم يبدأ بالصدق الذي هو أحد الاحتمالين.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: جواز التورية لقوله: (( فإن يك كاذبا )) وقوله: (( وإن يك صادقا )) لأننا نعلم أن هذا الرجل يعلم أنه صادقا لكنه أتى بهذا الكلام تورية بأنه ليس بمؤمن به، وذلك من أجل قبول كلامه، لأنهم لو شعروا بأنه مؤمن بموسى وهو من آلهم لقتلوه، ولكنه أتى بالكلام الدال على التورية .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن شؤم الكذب يعود على الكاذب وهو كذلك لقوله: ( وإن يك كاذبا فعليه كذبه )) وقد فضح الله عز وجل الكاذبين المفترين عليه في الدنيا وسيفضحهم في الآخرة .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: قوة إيمان هذا الرجل بكونه يعتقد ويؤمن بأن بعض الذي وعدهم موسى عليه الصلاة والسلام سوف يصيبهم إذا كان صادقا وقد كذبوه لقوله: (( وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم )).
ومن فوائد الآية الكريمة: أن المسرف الكذاب أي المتجاوز للحد بفعله وبقوله، بقوله لأنه كذاب، وبفعله لأنه مسرف، فإنه بعيد من الهداية لقوله : (( إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب )).
وحينئد نسأل هل المراد هادية التوفيق أو هداية البيان والإرشاد ؟ هداية التوفيق، لأن الله تعالى قد بين للمسرف الكذاب ولغيره، لكن وفق من شاء من عباده وخذل من شاء، والله أعلم.
الطالب : ...
الشيخ : نعم لأنه قال: (( بعض الذي يعدكم )) يعني في الدنيا، ولهذا قدرها المفسر يقوله:" العذاب العاجل".
الطالب : ...
الشيخ : لا من آل فرعون، صريح، لكن هل هو قريبه أو متبعه على دينه ؟ .