تتمة فوائد قوله تعالى : (( يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد )) . حفظ
واعلموا أنني إذا قلت حسن خطابة هذا الرجل أو احترازاته أو ما أشبه ذلك ليس معناه أني أخبركم عن قصة مضت وتاريخ مضى، لا، أريد أن تأخذوا من ذلك عبرة تسيرون عليها، لأن ما دام نثني على هذا الرجل بخطابه ومعالجته للأمور فإنه يعني أننا نحث على إتباع طريقه طيب .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن آل فرعون قد غلبوا في مصر وظهروا عليها ولم يكن لهم منازع لقوله: (( ظاهرين في الأرض )) ومن ثم تكبر فرعون ولم يخضع لموسى، لأن موسى من بني إسرائيل وهم قلة أذلة في مصر والغلبة للأقباط.
ومن فوائدها أن الظهور والغلبة قد يكون سببا للأشر والبطر إلا من وفقه الله، بعض الناس إذا أعطاه الله تعالى سبب رفعة لا يزيده ذلك إلا تواضعا للحق وللخلق، وبعض الناس إذا أعطاه الله تعالى رفعة صار هذا سببا في تعليه على الخلق واستكباره عن الحق، وهذه محنة يجب على المرء أن يعالج نفسه فيها، لا إذا أعطاه الله مالا يزم ويعلوا ويستكبر، فإن الذي أعطاه هذا المال قادر على أن يتلفه عليه، لا يقول إذا أعطاه الله علما: أنا عالم وأنا من أنا ثم يتعلى عن الحق وعلى الخلق، بل يجب على الإنسان كلما آتاه الله علما أن يزداد تواضعا. هذا ما أقوله وأرجوا أن أتصف به وإياكم، فعلى الإنسان أن يعرف هذه المسألة، وأن الله قد يبتلي الإنسان بالشيء الذي قد يكون داعيا لعلوه واستكباره عن الحق وعلى الخلق فليحذر هذا الأمر .
ومن فوائد الآية الكريمة: قوة إيمان هذا الرجل وأنه لا دافع ولا مانع لما أراد الله لقوله : (( من ينصرنا من بأس الله إن جاءنا )) وهذا يدل على كمال يقينه رحمه الله ورضي عنه حيث آمن بأنه إذا جاء بأس الله فإنه لا مرد له .
ومن فوائدها أيضا التلطف بالخطاب حتى يشعر الإنسان المخاطب وكأنه هو أول من يراد بهذا الأمر أو بهذا الخطاب لقوله : (( فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا )) ولم يقل: فمن ينصركم من بأس الله إن جاءكم، كل هذا من باب التنزل مع هؤلاء وإشعارهم بأنه واحد منهم، وقد يقال: إن في هذا إشارة إلى أن العذاب إذا نزل يعم الصالح والفاسد ويكون قوله: (( فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا )) يراد به حقيقته، أي أنه هو سيصيبه ما أصابهم، ويكون هذا شاهده قول الله تعالى: (( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة )) وهذا ليس ببعيد.
ومن فوائد الآية الكريمة: أنه إذا نزل بأس الله فإنه لا مرد له، ويدل لهذا قوله تعالى: (( فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا )).
وهل يستثنى من هذا أحد؟ لا، كل من أتاهم بأس الله فإنهم لن ينجوا ولو آمنوا، فلا يستثنى من هذا أحد إلا قوم يونس: (( فلولا كانت قرية آمنت فنعفها إيمانها )) يعني إذا نزل بها العذاب (( إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي )) ولماذا خص قوم يونس ؟ لحكمة، لأن الله عز وجل لا يمكن أن يخص أحدا بشيء إلا لحكمة، الناس عنده سواء (( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )).
الحكمة أن يونس عليه السلام خرج من قومه مغاضبا قبل أن يؤذن له، وكأنه لم يستكمل الدعوة فلم تقم عليهم الحجة الكاملة، ولهذا نجوا حين آمنوا بعد رؤية العذاب، فصار إنجاؤهم له حكمة، وهو خروج نبيهم مغاضبا قبل أن يؤذن له، فكأنه لم يستكمل إقامة الحجة عليهم، فصار في هذا نوع عذر لهم فأنجاهم الله عز وجل.
طيب يشكل على هذا آية دائما إذا قرأتها أقول كيف يكون هذا ؟ قال نوح لقومه: (( يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر )) كيف قال أنهم إذا آمنوا يغفر لهم من ذنوبهم ويؤخرهم إلى أجل مسمى ثم قال: (( إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر )) فكان بالأول يقول: (( يؤخركم إلى أجل )) الثاني يقول: (( إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر )) ؟
يعني أحذركم من العذاب فإنه إذا جاء لا يؤخر، لكن إذا آمنتم أخركم إلى أجل مسمى، وعلى هذا فلا تناقض في الآية نعم.
قال الله تبارك وتعالى: (( قال فرعون ... )) إلخ.
في هذه الجملة والتي بعدها دليل على تمويه فرعون وغشه وكذبه وضلاله لأنه خدع قومه بقوله : (( ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد )) وكذب في قوله: (( ما أهديكم إلا سبيل الرشاد )) قطعا، وكذب في قوله: (( ما أريكم إلا ما أرى )) على أحد الاحتمالين طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة: أن أهل الباطل قد يكون لديهم زخرف من القول غرورا، لأن مثل هذا الزعيم الذي وصلت به الزعامة إلى أن جعلوه ربا إذا قال: (( ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد )) سوف يخدع قومه بلا شك، وعلى هذا فيجب علينا الحذر من خداع بعض الناس إذا قالوا نحن نريد كذا ونريد كذا من الإصلاح، فيجب أن ننظر لأفعالهم، هل تشهد أفعالهم لأقوالهم ؟ إن كان الأمر كذلك فهم صدقة بررة، وإن كانوا بالعكس فهم كذبة غششة، يخدعون بزخرف القول غرورا، ولهذا كان الإنسان الذي لديه فراسة لا يغتر بظاهر الأقوال، وإنما يقيس ما يقوله، أو يعتبر ما يقوله بما يفعله، فإذا رأى أن أفعاله تخالف أقواله علم أنه كاذب غشاش، وإذا رأى أن أفعاله تصدق أقواله صار صادقا، وصار مخلصا لموافقة باطنه لظاهره.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن كل أحد يعرف أن الرشد مطلوب وأن الغي مكروه، تؤخذ من الجملة الثانية، إذن هم يعرفون أن الرشاد أمر مطلوب، كل إنسان حتى الكافر يرى أن الرشد أمر مطلوب، فما هو الرشد الحقيقي هل هو إتباع الهوى أو إتباع الهدى ؟ الثاني، إتباع الهدى، لكن التمويه مشكل.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن آل فرعون قد غلبوا في مصر وظهروا عليها ولم يكن لهم منازع لقوله: (( ظاهرين في الأرض )) ومن ثم تكبر فرعون ولم يخضع لموسى، لأن موسى من بني إسرائيل وهم قلة أذلة في مصر والغلبة للأقباط.
ومن فوائدها أن الظهور والغلبة قد يكون سببا للأشر والبطر إلا من وفقه الله، بعض الناس إذا أعطاه الله تعالى سبب رفعة لا يزيده ذلك إلا تواضعا للحق وللخلق، وبعض الناس إذا أعطاه الله تعالى رفعة صار هذا سببا في تعليه على الخلق واستكباره عن الحق، وهذه محنة يجب على المرء أن يعالج نفسه فيها، لا إذا أعطاه الله مالا يزم ويعلوا ويستكبر، فإن الذي أعطاه هذا المال قادر على أن يتلفه عليه، لا يقول إذا أعطاه الله علما: أنا عالم وأنا من أنا ثم يتعلى عن الحق وعلى الخلق، بل يجب على الإنسان كلما آتاه الله علما أن يزداد تواضعا. هذا ما أقوله وأرجوا أن أتصف به وإياكم، فعلى الإنسان أن يعرف هذه المسألة، وأن الله قد يبتلي الإنسان بالشيء الذي قد يكون داعيا لعلوه واستكباره عن الحق وعلى الخلق فليحذر هذا الأمر .
ومن فوائد الآية الكريمة: قوة إيمان هذا الرجل وأنه لا دافع ولا مانع لما أراد الله لقوله : (( من ينصرنا من بأس الله إن جاءنا )) وهذا يدل على كمال يقينه رحمه الله ورضي عنه حيث آمن بأنه إذا جاء بأس الله فإنه لا مرد له .
ومن فوائدها أيضا التلطف بالخطاب حتى يشعر الإنسان المخاطب وكأنه هو أول من يراد بهذا الأمر أو بهذا الخطاب لقوله : (( فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا )) ولم يقل: فمن ينصركم من بأس الله إن جاءكم، كل هذا من باب التنزل مع هؤلاء وإشعارهم بأنه واحد منهم، وقد يقال: إن في هذا إشارة إلى أن العذاب إذا نزل يعم الصالح والفاسد ويكون قوله: (( فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا )) يراد به حقيقته، أي أنه هو سيصيبه ما أصابهم، ويكون هذا شاهده قول الله تعالى: (( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة )) وهذا ليس ببعيد.
ومن فوائد الآية الكريمة: أنه إذا نزل بأس الله فإنه لا مرد له، ويدل لهذا قوله تعالى: (( فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا )).
وهل يستثنى من هذا أحد؟ لا، كل من أتاهم بأس الله فإنهم لن ينجوا ولو آمنوا، فلا يستثنى من هذا أحد إلا قوم يونس: (( فلولا كانت قرية آمنت فنعفها إيمانها )) يعني إذا نزل بها العذاب (( إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي )) ولماذا خص قوم يونس ؟ لحكمة، لأن الله عز وجل لا يمكن أن يخص أحدا بشيء إلا لحكمة، الناس عنده سواء (( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )).
الحكمة أن يونس عليه السلام خرج من قومه مغاضبا قبل أن يؤذن له، وكأنه لم يستكمل الدعوة فلم تقم عليهم الحجة الكاملة، ولهذا نجوا حين آمنوا بعد رؤية العذاب، فصار إنجاؤهم له حكمة، وهو خروج نبيهم مغاضبا قبل أن يؤذن له، فكأنه لم يستكمل إقامة الحجة عليهم، فصار في هذا نوع عذر لهم فأنجاهم الله عز وجل.
طيب يشكل على هذا آية دائما إذا قرأتها أقول كيف يكون هذا ؟ قال نوح لقومه: (( يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر )) كيف قال أنهم إذا آمنوا يغفر لهم من ذنوبهم ويؤخرهم إلى أجل مسمى ثم قال: (( إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر )) فكان بالأول يقول: (( يؤخركم إلى أجل )) الثاني يقول: (( إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر )) ؟
يعني أحذركم من العذاب فإنه إذا جاء لا يؤخر، لكن إذا آمنتم أخركم إلى أجل مسمى، وعلى هذا فلا تناقض في الآية نعم.
قال الله تبارك وتعالى: (( قال فرعون ... )) إلخ.
في هذه الجملة والتي بعدها دليل على تمويه فرعون وغشه وكذبه وضلاله لأنه خدع قومه بقوله : (( ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد )) وكذب في قوله: (( ما أهديكم إلا سبيل الرشاد )) قطعا، وكذب في قوله: (( ما أريكم إلا ما أرى )) على أحد الاحتمالين طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة: أن أهل الباطل قد يكون لديهم زخرف من القول غرورا، لأن مثل هذا الزعيم الذي وصلت به الزعامة إلى أن جعلوه ربا إذا قال: (( ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد )) سوف يخدع قومه بلا شك، وعلى هذا فيجب علينا الحذر من خداع بعض الناس إذا قالوا نحن نريد كذا ونريد كذا من الإصلاح، فيجب أن ننظر لأفعالهم، هل تشهد أفعالهم لأقوالهم ؟ إن كان الأمر كذلك فهم صدقة بررة، وإن كانوا بالعكس فهم كذبة غششة، يخدعون بزخرف القول غرورا، ولهذا كان الإنسان الذي لديه فراسة لا يغتر بظاهر الأقوال، وإنما يقيس ما يقوله، أو يعتبر ما يقوله بما يفعله، فإذا رأى أن أفعاله تخالف أقواله علم أنه كاذب غشاش، وإذا رأى أن أفعاله تصدق أقواله صار صادقا، وصار مخلصا لموافقة باطنه لظاهره.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن كل أحد يعرف أن الرشد مطلوب وأن الغي مكروه، تؤخذ من الجملة الثانية، إذن هم يعرفون أن الرشاد أمر مطلوب، كل إنسان حتى الكافر يرى أن الرشد أمر مطلوب، فما هو الرشد الحقيقي هل هو إتباع الهوى أو إتباع الهدى ؟ الثاني، إتباع الهدى، لكن التمويه مشكل.