فوائد قوله تعالى : (( مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد )) . حفظ
ومن فوائد الآية الكريمة: أن قوم نوح وعاد وثمود كانوا أول الأحزاب لقوله: (( والذين من بعدهم )).
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إنتفاء إرادة الظلم عن الله عز وجل لقوله: (( وما الله يريد ظلما )) وإذا انتفت الإرادة انتفى الفعل قطعا لأن الله تعالى يفعل ما يريد، فإذا لم يرد الظلم انتفى الظلم.
على أنه في آيات أخرى نفى الظلم نفسه فقال: (( ولا يظلم ربك أحدا )) وقال: (( وما ربك بظلام للعبيد )) وقال: (( ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد )) فيكون الله تعالى قد نفى الظلم عن نفسه، ونفى إرادة الظلم، وذلك لكمال عدله.
وهذه الصفة من الصفات التي يسمونها الصفات السلبية أو الصفات المنفية، ولدينا قاعدة في باب الأسماء والصفات أن النفي المحض لا يوجد في صفات الله أبد كل نفي في صفات الله فإنه يتضمن شيئين:
أحدهما: نفي ما نفي عن الله، والثاني: إثبات كمال ضده، فيقال: لا يظلم لكمال عدله، وإن شئت فقل: لكمال عدله لا يظلم، لأن العدل إذا لم يكن عدله كاملا قد يظلم في بعض الأشياء، أما الرب عز وجل فإن عدله كامل لا يمكن أن يدخله ظلم بأي وجه من الوجوه طيب.
وهذا الظلم المنفي عن الله لكمال العدل، هل هو مستحيل لذاته أو جائز لكنه مستحيل على الله تعالى لكماله؟ الثاني، خلافا للجهمية الذين قالوا أن الظلم مستحيل على الله لذاته، لذات الظلم، لأنه إذا كان مستحيلا لذاته لم يكن مدحا، ما يمدح من استحال عليه على ذلك لأنه مستحيل، وهم يقولون أنه مستحيل لذاته لأن الخلق كلهم ملكه ويفعل في ملكه ما يشاء، ومن تصرف في ملكه فإنه لا يقال أنه ظالم، ولو قدم شيئا على شيء أو نقص شيئا عن حقه، ولكننا نقول أن الله تعالى صرح بأنه حرم الظلم على نفسه، وهذا يدل على أن الظلم في حقه ممكن عقلا، لكنه حرمه على نفسه لكمال عدله.
والخلاصة أن من قواعد الأسماء والصفات أنه لا يوجد النفي المحض في صفات الله بل لا يوجد نفي في صفات الله إلا لكمال ضده: (( ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب )) لماذا؟ لكمال قوته لا لأن اللغوب لا يلحقه، لكن لكمال قوته لا يلحقه الغوب، وليس المعنى أنه ليس مما يمكن أن يلحقه لغوب، لا، لكنه مستحيل لكمال قوته.
قال أهل العلم: وإنما قلنا بذلك لأن النفي المحض عدم محض، صحيح ؟ لو نفيت شيئا معناه غير موجود، والعدم المحض ليس بشيء فضلا عن أن يكون مدحا، لأنه عدم، والعدم لا يمدح عليه.
وإما أن يكون النفي متضمنا لإثبات، هذا الإثبات قد يكون عجزا، فمثلا إذا قلنا: فلان لا يظلم لأنه غير قادر على الظلم، فليس هذا يعني أننا مدحناه، بل هذا ذم له كقول الشاعر:
قبيلة لا يغدرون بذمة ولا يظلمون الناس حبة خردل
أول ما تسمع هذا الكلام تقول: ما شاء الله هؤلاء أوفياء ذووا عدل، لكنه في الواقع ذم، يقول أن هؤلاء ما يقدر الواحد منهم أن يغدر، ولا يقدر أن يظلم، والثاني يقول:
لكن قومي وإن كانوا ذوي عدد ليسوا من الشر في شيء وإن هانا
يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة ومن إساءة أهل السوء إحسانا
يعني أنه إذا أساء إليهم الإنسان أحسنوا إليه، وإذا أساء إليهم غفروا له وتجاوزوا عنه، لكن لكمال إحسانهم وكمال عفوهم أو لعجزهم ؟ لعجزهم، ولهذا قال:
فليت لي بهم قوما إذا ركبوا شنوا الإغارة فرسانا وركبانا
ليت لي بهم: أي بدلهم، وهذا يدل على أنه ذمهم ذما عظيما.
وقد يكون النفي لعدم صلاحية هذا الوصف لما نفي عنهم، قد يكون نفي الشيء عن الشيء لأنه غير قابل وغير صالح لأن يوصف به، كما إذا قلت: الجدار لا يظلم، هل هذا مدح للجدار ؟ لا، لأنه غير قابل ولا صالح للظلم أو عدم الظلم، فتبين بذلك أن الله تعالى لا ينفي عن نفسه شيئا إلا لكمال ضد هذا المنفي، لا لأنه غير قابل له أو غير صالح في حقه أو ما أشبه ذلك من الناحية العقلية.
(( وما الله يريد ظلما للعباد )) إذن نستفيد من هذا نفي إيراد الظلم عن الله لكمال عدله.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إنتفاء إرادة الظلم عن الله عز وجل لقوله: (( وما الله يريد ظلما )) وإذا انتفت الإرادة انتفى الفعل قطعا لأن الله تعالى يفعل ما يريد، فإذا لم يرد الظلم انتفى الظلم.
على أنه في آيات أخرى نفى الظلم نفسه فقال: (( ولا يظلم ربك أحدا )) وقال: (( وما ربك بظلام للعبيد )) وقال: (( ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد )) فيكون الله تعالى قد نفى الظلم عن نفسه، ونفى إرادة الظلم، وذلك لكمال عدله.
وهذه الصفة من الصفات التي يسمونها الصفات السلبية أو الصفات المنفية، ولدينا قاعدة في باب الأسماء والصفات أن النفي المحض لا يوجد في صفات الله أبد كل نفي في صفات الله فإنه يتضمن شيئين:
أحدهما: نفي ما نفي عن الله، والثاني: إثبات كمال ضده، فيقال: لا يظلم لكمال عدله، وإن شئت فقل: لكمال عدله لا يظلم، لأن العدل إذا لم يكن عدله كاملا قد يظلم في بعض الأشياء، أما الرب عز وجل فإن عدله كامل لا يمكن أن يدخله ظلم بأي وجه من الوجوه طيب.
وهذا الظلم المنفي عن الله لكمال العدل، هل هو مستحيل لذاته أو جائز لكنه مستحيل على الله تعالى لكماله؟ الثاني، خلافا للجهمية الذين قالوا أن الظلم مستحيل على الله لذاته، لذات الظلم، لأنه إذا كان مستحيلا لذاته لم يكن مدحا، ما يمدح من استحال عليه على ذلك لأنه مستحيل، وهم يقولون أنه مستحيل لذاته لأن الخلق كلهم ملكه ويفعل في ملكه ما يشاء، ومن تصرف في ملكه فإنه لا يقال أنه ظالم، ولو قدم شيئا على شيء أو نقص شيئا عن حقه، ولكننا نقول أن الله تعالى صرح بأنه حرم الظلم على نفسه، وهذا يدل على أن الظلم في حقه ممكن عقلا، لكنه حرمه على نفسه لكمال عدله.
والخلاصة أن من قواعد الأسماء والصفات أنه لا يوجد النفي المحض في صفات الله بل لا يوجد نفي في صفات الله إلا لكمال ضده: (( ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب )) لماذا؟ لكمال قوته لا لأن اللغوب لا يلحقه، لكن لكمال قوته لا يلحقه الغوب، وليس المعنى أنه ليس مما يمكن أن يلحقه لغوب، لا، لكنه مستحيل لكمال قوته.
قال أهل العلم: وإنما قلنا بذلك لأن النفي المحض عدم محض، صحيح ؟ لو نفيت شيئا معناه غير موجود، والعدم المحض ليس بشيء فضلا عن أن يكون مدحا، لأنه عدم، والعدم لا يمدح عليه.
وإما أن يكون النفي متضمنا لإثبات، هذا الإثبات قد يكون عجزا، فمثلا إذا قلنا: فلان لا يظلم لأنه غير قادر على الظلم، فليس هذا يعني أننا مدحناه، بل هذا ذم له كقول الشاعر:
قبيلة لا يغدرون بذمة ولا يظلمون الناس حبة خردل
أول ما تسمع هذا الكلام تقول: ما شاء الله هؤلاء أوفياء ذووا عدل، لكنه في الواقع ذم، يقول أن هؤلاء ما يقدر الواحد منهم أن يغدر، ولا يقدر أن يظلم، والثاني يقول:
لكن قومي وإن كانوا ذوي عدد ليسوا من الشر في شيء وإن هانا
يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة ومن إساءة أهل السوء إحسانا
يعني أنه إذا أساء إليهم الإنسان أحسنوا إليه، وإذا أساء إليهم غفروا له وتجاوزوا عنه، لكن لكمال إحسانهم وكمال عفوهم أو لعجزهم ؟ لعجزهم، ولهذا قال:
فليت لي بهم قوما إذا ركبوا شنوا الإغارة فرسانا وركبانا
ليت لي بهم: أي بدلهم، وهذا يدل على أنه ذمهم ذما عظيما.
وقد يكون النفي لعدم صلاحية هذا الوصف لما نفي عنهم، قد يكون نفي الشيء عن الشيء لأنه غير قابل وغير صالح لأن يوصف به، كما إذا قلت: الجدار لا يظلم، هل هذا مدح للجدار ؟ لا، لأنه غير قابل ولا صالح للظلم أو عدم الظلم، فتبين بذلك أن الله تعالى لا ينفي عن نفسه شيئا إلا لكمال ضد هذا المنفي، لا لأنه غير قابل له أو غير صالح في حقه أو ما أشبه ذلك من الناحية العقلية.
(( وما الله يريد ظلما للعباد )) إذن نستفيد من هذا نفي إيراد الظلم عن الله لكمال عدله.