فوائد قوله تعالى : (( وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب )) . حفظ
في هذه الآية من الفوائد: بيان نصح هذا الرجل المؤمن حيث حذر قومه من عذاب الله.
وفيه دليل على التلطف في الدعوة إلى الله، وأن الإنسان لا يستعمل في الدعوة إلى الله عاطفته، لأنه إن استعمل عاطفته أخذته الغيرة ففعل ما لا يحمد عقباه، وإنما يحكم العقل وينظر إلى العواقب والنتائج، ولا ضير على الإنسان إذا أصابه ذل في أول الأمر إذا كانت النتيجة طيبة، ولا أظنه يخفى عليكم ما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في غزوة الحديبية، من الشروط التي ظاهرها الإهانة ولكنها كانت نتيجتها طيبة حتى إن الله تعالى سماها فتحا (( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل )) فالحاصل أنه ينبغي للإنسان عند الدعوة إلى الله ألا يحكم العاطفة فتزل قدمه، ولكن يحكم العقل وينظر إلى العواقب والنتائج.
ومن فوائد هذه الآية: بيان أن ذكر الأمم السابقة ينتشر في الأمم اللاحقة، إما بواسطة الكتب المنزلة، وإما بواسطة التاريخ المنقول، ويدل لذلك قوله : (( إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب )) لأنه لا يمكن أن يخوفهم بأمر لا يعرفونه، ولو كان الأمر كذلك لقالوا: ما هذه الأيام أو ما هذا الجزاء.