سؤال عن كيفية الرفق في الدعوة إلى الله تعالى من أجل نتائج طيبة .؟ حفظ
الطالب : ... الإنسان في أول الدعوة يكون الضغط عليه، فكيف يعرف أن النتائج تكون طيبة ؟
الشيخ : هو لا شك أن الدعوة إلى الله برفق أقرب إلى النتائج الطيبة من العنف، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ) وكذلك قال: ( إن الله يعطي بالرفق ما لا يعطي على العنف ) هذا واضح، يعني لو لم يكن إلا قد استعملنا ما هو أولى وما يحبه الله عز وجل لكفى، ونحن نشاهد الآن أن النتائج الطيبة في الدعوة برفق.
وهناك وقائع كثيرة، يقال أن أحد مشايخ الدعوة من آل الشيخ جاء إليه رجال الحسبة يشكون عاملا، ليس عاملا أجنبيا، كان بالأول الناس يسنون الإبل ويسنون على البقر ويسنون على الحمير، ويسمون الذي يسوق السانية يسمونه عاملا، ويكون معه عادة عصا طويلة من عسب النخل، جيدة، لأنه يريد أن يسوق إبلا أو بقرا أو حمرا، فجاءه قوم من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر عند غروب الشمس وهو يغني، عند غروب الشمس الناس يسبحون ويهللون وهذا يغني بأعلى صوته، لأن هذا يوجب أن تهملج الدواب، تسرع، الدابة تطرب للغناء كما قال الرسول: ( رفقا بالقوارير ) فتكلموا عليه، الناس يسبحون ويحمدون ويهللون في هذا الوقت وأنت رفعت صوت الشيطان، فأخذ بهم ضربا، قال: أنا أسوق إبلي لأروي زرعي وأنتم تقولون: ترفع صوت الشيطان، راحوا لأنه هو قوي وكبير الجسم ونشيط، تولوا عنه وجاءوا للشيخ وقالوا يا شيخ الرجل الفلاني فعل كذا وكذا، قال: ماذا قلتم له، قال: نحن قلنا له الناس يسبحون ويهللون وأنت تغني، ثم قام على أحد منا بالمسوقة، قال: طيب الظاهر أن الخطأ منكم أنتم، لكن أتركوا الأمر لي، اليوم الثاني ذهب الشيخ العالم هذا عند غروب الشمس وجاء وإذا الرجل على حاله يغني ويسوق الإبل، وضع مشلحه على العصا على نخلة هناك وتوضأ، وقد أذن بعد ما فرغ من الوضوء، فجاء إلى الرجل وهو يغني، الظاهر ما أدري أجاب المؤذن أو لم يجب، المهم قال له: ألا أدلك على شيء أحسن من هذا، الآن أذن لو رحت وصليت وبعدين ترجع أنزل الله لك البركة، والصلاة سبب للرزق (( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك )) المهم كلمه بهدوء، قال: الله يعافيك الله يجزيك خيرا، جاءني أمس ناس ثيران، أنا أفعل كما أفعل اليوم، وقاموا يتكلمون علي وقالوا هذا صوت الشيطان، والله عجزن أن أملك نفسي وضربت واحد منهم، لكن الله يجزيك عني خيرا، ذهب الشيخ يصلي، ويوم صلى وانتهى والرجل قد لحقه لكن فاتته ركعة، تركه ما قال شيء، في اليوم الثاني راح يتوضأ عند غروب الشمس ولم يقل له شيئا أبدا، وجده في اليوم الثاني يصلي ولم يفته شيء، سبحان الله، المهم أن الرفق كله خير، وهذا شيء مجرب، لكن أحيانا الإنسان للغيرة التي عنده يثور يعجز أن يملك نفسه، نقول هدأ لأنك أنت مثل الطبيب الذي يريد أن يشق الجرح، فلابد أن تكون بهدوء وعلى الوجه الذي يحصل به المطلوب .