تتمة تفسير قوله تعالى : (( ... ومن يضلل الله فما له من هاد )) . حفظ
ثم قال الله تعالى : (( ومن يضلل الله فما له من هاد )) من هذه شرطية، وفعل الشرط يضلل، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين، وجواب الشرط جملة: (( فما له من هاد )) وقرن بالفاء لأنه لا يصلح أن يكون فعلا للشرط، وكل جواب لا يصلح أن يكون فعلا للشرط فإنه يجب أن يقترن بالفاء، كما قال ابن مالك:
واقرن بفا حتما جوابا لو جعل شرطا لإن أو غيرها لم ينجعل
وذكروا له ستة ضوابط مجموعة في قوله:
اسمية طلبية وبجامد وبما وقد وبلن وبالتنفيس
فهذه الجمل الست إذا وقعت جوابا للشرط فإنه يجب أن يقترن بالفاء، وهنا الجملة ؟ مصدرة بما، وإن شئت فقل إنها جملة اسمية، ولا مانع أن يوجد سببان لحكم واحد.
وقوله: (( من هاد )) أصلها من هادي بالياء فحذفت الياء للتخفيف.
يقول الله عز وجل إن من يضلل الله أي من كتب الله إضلاله فإنه لا أحد يهديه، لأن الذي يهدي ويضل هو الله، بيده الأمر كله، ولكن ليعلم أنه لا يهدي أحدا إلا لحكمة ولا يضل أحدا إلا لحكمة، فمن كان أهلا للهداية هداه، ومن كان أهلا للإضلال أضله والعياذ بالله، وإلا فإن الله سبحانه وتعالى لا يحرم فضله من أراده، إنما يحرم فضله من لم يرده، ودليل هذا قوله تعالى : (( فلما زاغوا أزغ الله قلوبهم )) فجعل إزاغة الله لقلوبهم مترتبا على زيغهم، أما من أراد الهدى بجد فإن الله سبحانه وتعالى ييسره له: (( فأما ن أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى )) إذا قوله: (( ومن يضلل الله فما له من هاد )) مقيد بمن فعل ما يقتضي إضلاله، لأن الله لا يضل أحدا إلا لحكمة.
واقرن بفا حتما جوابا لو جعل شرطا لإن أو غيرها لم ينجعل
وذكروا له ستة ضوابط مجموعة في قوله:
اسمية طلبية وبجامد وبما وقد وبلن وبالتنفيس
فهذه الجمل الست إذا وقعت جوابا للشرط فإنه يجب أن يقترن بالفاء، وهنا الجملة ؟ مصدرة بما، وإن شئت فقل إنها جملة اسمية، ولا مانع أن يوجد سببان لحكم واحد.
وقوله: (( من هاد )) أصلها من هادي بالياء فحذفت الياء للتخفيف.
يقول الله عز وجل إن من يضلل الله أي من كتب الله إضلاله فإنه لا أحد يهديه، لأن الذي يهدي ويضل هو الله، بيده الأمر كله، ولكن ليعلم أنه لا يهدي أحدا إلا لحكمة ولا يضل أحدا إلا لحكمة، فمن كان أهلا للهداية هداه، ومن كان أهلا للإضلال أضله والعياذ بالله، وإلا فإن الله سبحانه وتعالى لا يحرم فضله من أراده، إنما يحرم فضله من لم يرده، ودليل هذا قوله تعالى : (( فلما زاغوا أزغ الله قلوبهم )) فجعل إزاغة الله لقلوبهم مترتبا على زيغهم، أما من أراد الهدى بجد فإن الله سبحانه وتعالى ييسره له: (( فأما ن أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى )) إذا قوله: (( ومن يضلل الله فما له من هاد )) مقيد بمن فعل ما يقتضي إضلاله، لأن الله لا يضل أحدا إلا لحكمة.