قراءة من تفسير التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور عن معنى قوله تعالى : (( ومن يضلل الله فما له من هاد )) . حفظ
الطالب : شيخ طلبت منا حل إشكال وهو قوله: (( ومن يضلل الله فما له من هاد )). لماذا لم يقل بعد هذا النصح: أسأل الله لكم الهداية. ؟ بحثت في هذا.
الشيخ : طيب اقرأ.
الطالب : بسم الله الرحمن الرحيم: جاء في تفسير التحرير والتنوير: " قوله : (( ومن يضلل الله فما له من هاد)) عطف على جملة: (( إني أخاف عليكم )) لتضمنها معنى: إني أرشدكم إلى الحذر من يوم التنادي وفي الكلام إيجاز يدل عليه الجملة المعطوفة، والتقدير: هذا إرشاد لكم فإن هداكم الله عملتم به، وإن أعرضتم عنه فذلك لأن الله أضلكم (( ومن يضلل الله فما له من هاد ))، وفي الجملة معنى التهديد، ولم يقل لهم ومن يهد الله فما له من مضل، لأنه حس منهم الإعراض، ولم يتوسم فيهم ... للانتفاع بنصحه وموعظته، وقوله: (( ومن يضلل الله فما له من هاد )) يهديه إلى طريق النجاة أصلا، وكأن الرجل يئس من عدم قبولهم النصح فقال ذلك ".
الشيخ : هذا هو الظاهر، أن الرجل آيس، وهذا كقول نوح عليه الصلاة والسلام: (( رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلى فاجرا كفارا )) .