تفسير قوله تعالى (( أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون إلا في تباب )) . حفظ
قال: (( لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات )) الأسباب جمع سبب، وهو كل ما يوصل إلى المقصود، فالسبب وسيلة، والمسبب غاية، فما هي الأسباب هنا ؟ بينها بقوله: (( أسباب السماوات )) فأسباب السماوات محلها مما قبلها عطف بيان، تبين الإبهام الموجود في الأسباب.
فإن قال قائل: لماذا لم يقع الكلام مبينا من أول الخطاب فيقال: لعلي أبلغ أسباب السماوات ؟
قلنا: إن الإبهام أولا ثم التفصيل والبيان ثانيا أوقع في النفس، لأن الشيء إذا جاء مبهما ثم بين صار البيان وقع عند تشوف النفس لمعرفة هذا المبهم، يعني لو جاء الكلام مبين من أول الأمر لكان سهلا على النفوس، لكن إذا جاء أولا مبهما تشوفت النفس لمعرفة هذا المبهم، ثم جاء البيان والنفس مستعدة لقبوله متشوفة إلى الوصول إليه.