تتمة تفسير قوله تعالى : (( من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب )) حفظ
فإن لم يكن مؤمنا فإن عمله الصالح لا ينفعه، حتى وإن كان العمل مما يتعدى نفعه فإنه لا ينفعه، لقوله تعالى : (( وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله )) فغير المؤمن لا ينفعه عمله، لو أن رجلا كافرا أصلح الطرق، ومد أنابيب الماء يسقي الناس، وبنى المساجد، وطبع الكتب، وكسا العريان، وأطعم الجائع، فهل هذا ينفعه ؟ لا، ولهذا لا ينفع المنافقين عملهم لأنهم ليسوا مؤمنين، وبه نعرف أن الإيمان هو الأصل، آمن ثم اعمل، أما العمل بدون إيمان ـ نسأل الله ألا يخلع عنا وعنكم الإيمان ـ العمل بدون إيمان هباء: (( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا )) لابد من الإيمان أولا، ثم إذا آمن اعمل، وإذا عملت فأخلص واتبع، (( فأولئك يدخلون الجنة )) جملة فأولئك جواب الشرط، أي شرط هو ؟ (( ومن عمل صالحا )).
(( فأولئك يدخلون الجنة )) وهنا قال: أولئك باسم الإشارة الموضوع للبعيد إشارة إلى علو مرتبتهم، كأنك تشير إليهم وهم فوق.