فائدة قوله تعالى : (( وقال الذي آمن يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد * يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار )) . حفظ
في هذه الآيات الثلاث فوائد:
أولا: تلطف هذا الداعي هذا الرجل المؤمن الذي يدعوا إلى الله لقوله: (( يا قوم )) فإن هذا لا شك من أساليب التلطف .
ومن فوائد هذه الآية وهي الآية الأولى: قوة جأش هذا المؤمن حيث كان رجلا واحدا يقول لهؤلاء الجماعة اتبعوني، وهذا كما قلنا في التفسير فعل أمر.
ومن فوائد هذه الآية أنه ينبغي للداعية إذا دعا إلى شيء أن يبين ما يكون به ترغيب المدعو حتى ينشط ويفعل لقوله: (( أهدكم سبيل الرشاد )).
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: الإشارة إلى كذب فرعون حين قال لقومه: (( ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد )) ففرق بين قول فرعون وبين قول هذا المؤمن، قول فرعون كذب، وقول هذا الرجل حق لا شك.
ومن فوئد هذه الآية الكريمة: أن السبل تختلف، سبل ضلال وسبل غي سبل رشاد، فالسبيل الموصل إلى الله هذا سبيل رشاد، والسبل المتفرقة هذا سبل ضلال قال الله تعالى : (( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ )) [الأنعام :153].
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: بيان حال الدنيا وأنها متاع يتمتع بها الإنسان ثم تزول، إما بزوال هذا التمتع، وإما بزوال المتمتع، ولهذا انظر مصارع الدنيا هل فيها أحد خلد ؟ وهل فيها أحد خلد له ما بين يديه ؟ كل ذلك لم يكن، فالدنيا إما زائلة وإما أن يزال عنها، قال الله تعالى : (( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون )).
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: انحصار الدنيا في هذه الكلمة القليلة وهي متاع، كل الدنيا متاع لا تتحمل أكثر من ذلك.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: الاستعداد والرغبة في الآخرة لقوله : (( وإن الآخرة هي دار القرار )) فإذا اجتمع هذا إلى ما قبله صار متضمنا لفائدتين وهما: الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة.