تفسير قوله تعالى : (( ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار )) . حفظ
ثم قال هذا الرجل الذي آمن: (( ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار )) هذا استفهام تعجب وإنكار، كأنه يقول: عجبا لكم أدعوكم إلى الجنة وتدعونني إلى النار، وهذا والله محل عجب، أن تدعوا رجلا إلى الجنة وهو يدعوك إلى النار، فتأتي إلى رجل تقول: يا فلان اترك شرب الخمر شرب الخمر حرام ولا يجوز من شربه في الدنيا لم يشربه في الآخرة، هو أم الخبائث، مفتاح كل شر، فيقول لك: لذة وطرب وأنس وسرور اشرب حتى ترى إذا شربت كأنك ملك الملوك، ثم يرغبه ويمنيه يقول: اشرب وإذا شربت وحصلت لك اللذة والطرب فاستغفر الله، الباب مفتوح، أيهم الأحق بالإجابة الأول أو الثاني ؟ طبعا الأول، هذا يقول: (( ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار )) وهذا استفهام تعجب وإنكار، وهو محل للتعجب ومحل للإنكار أيضا.