فوائد قوله تعالى : (( وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين )) . حفظ
ومن فوائد الآية الكريمة مِنَّةُ الله سبحانه وتعالى على عباده حيث جعَلَ في الأرض رواسي أي ثَوَابِت ما الحكمة؟ الحكمة ذكرَها الله في قوله: (( أن تمِيدَ بكم )) لولا هذه الرواسي لَمَادَتْ بنا الأرض.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّ الأرض تدور، لقوله: (( أن تمِيدَ بكم )) لأنَّ نفيَ الـمَيَدَان دليلٌ على وجود أصْل الحركة، إذ لم يقُل: أن تتحَرَّك بكم، ونفْيُ الأخص يقتضِي وجُودَ الأعَمّ كما قلنا في قول لله تبارك وتعالى: (( لا تدركه الأبصار )) إنه دليل على أنَّ الله يُرَى لكن لا يُدْرَك، إذ لو كان لا يُرَى لوجب أن يقول: لا تراه الأبصار، فلَمَّا نفَى الأخصّ صار دليلًا على وجود الأعم، طيب هكذا قرَّرَها بعضهم وقال: إنَّ في الآية دليلًا على أنَّ الأرض تدُور، لأنَّ الله ألقى هذه الرواسي لتكون دورَتُها مُتَّزِنَة لا تتخَلْخَل فَتضطرِب بالناس، ولكنَّ هذا وإن كان قوِيًّا من حيث النظر لكنَّه ليس متعَيِّنًا، إذ يجوز أن يكون المعنى أن تمِيدَ بكم تضطرب ولو كانت واقِفَة فالسفينة مثلًا على الماء تضطرب ولو كانت واقفة، فيكون المعنى: أن تمِيدَ بكم يعني أن تضطرب بكم وسواءٌ كانت تدور أو لا تدور، ولهذا ليس في الآية دلالةٌ قطعِيَّة على أنَّ الأرض تدور، فإن قال قائل: إذا قلت: إنَّه يحتمِل أنَّها تكون دالَّةً على أنَّ الأرض تدور فما جوابُك عن آياتٍ كثيرة تدلُّ على أنَّ الشمس تجري تطلُع تغرب تزَاوَر توارَى تذْهَب كُلُّ هذه الأفعال أُسنِدَت إلى الشمس والأصل أنَّ الفعل إذا أُسْنِدَ إلى شيء أن يكون قائمًا به، فيكون ظاهر القرآن أنَّ الشمس هي التي تدُور على الأرض (( ترى الشمس إذا طلعت )) إذًا معناه هي التي كانت مختفِية ثم طلعَتْ علينا، وهؤلاء الذين يقولون: الأرض تدور يكون المعنى: إذا طلعَت أي إذا طلَعْنَا عليها لأنا نحن الذين نأتي إليها أما هي ثابتة قارَّة أعني الشمس، قلنا: يجوز أن تكون الأرض تدور والشمس أيضًا تدور جائز وإذا كان الدوران بالعكس فظاهِر أنه يتعَاقَب الليل والنهار يعني مثلًا لو كانت الأرض تدور نحو الشرق والشمس تدُور نحو الغرب هذا ممكِن بكُلِّ سهولة، فإن كانتا تدوران إلى اتِّجاهٍ واحد فإنَّ إحداهما إذا كانت أسرَع مِن الأخرى تحقَّقَ اختِلَافُ الليل والنهار، ومَن قال: إنَّه لا يمكن أن نقول: إنَّ الشمس تجري إلا إذا قلنا: إن الأرض ثابتة لا تدور فأمَّا إثباتُ دورانِ الأرض مع دوران الشمس فهذا لا يمكِن. فإنَّ قولَه غير صحيح الإمكان ممكِن ولو قلنا بدورانِهِما جميعًا، لكن الشيء الذي نعتَقِدُه الآن أنَّ الليل والنهار يحصُل بتعاقب الشمس على الكرة الأرضية لا بتعَاقُب الكرة على الشمس هذا الذي نعتقدُه إلى الآن، لأنَّ هذا هو ظاهِرُ القرآن والقرآن صدَرَ مِن الخالق عز وجل وهو أعلَمُ بما خلق، ولا يمكن أن نحيدِ عن هذا قِيدَ أَنْمُلَة ما دام لم يظهَر لنا أمْرٌ حِسِّيٌّ لا يمكِن التَّكْذِيبُ به، وعند بعضهم -أي بعض الذين يقولون بدوران الأرض- يقولون: عندنا أمر قطعِي بدليل الصواريخ العابرة للقارات فإنها تُقَدَّر بتقدير معَيَّن بحيث يتماشَى مع دوران الأرض فيُصِيب الهدف وإلَّا لَمَا أمْكَن، على كل حال هذه أنا أردت يعني أن أتكلَّم فيها بعض الشيء، لأنها في يومٍ من الأيام كانت مثارًا للجدل بين الناس بين طلبة العلم وبين عامة الناس وبين الذين لم يتَمَكَّنُوا مِن العلم كثيرًا، فنحن نقول: أولًا البحث العميق في هذا والجدَل في هذا أمْرٌ لا ينبغي ولا فائدةَ منه، ثانيًا عندما نريد أن نُحَقِّق المسألة تحقيقًا علمِيًّا نظرِيًّا ننظُر إلى الآيات فإذا كان ظاهِرُ قوله تعالى: (( أن تميد بكم )) يقتضي أنها تدور قلنا بذلك ولا حرَج ولا مانع أن نقول: هي تدور وكذلك الشمس لا مانع، فنكون أخذْنا بظاهر القرآن في الشمس وبظاهر (( أن تميد بكم )) في الأرض، وإذا كان قولُه: (( أن تميد بكم )) لا يتعين أن يكون بحركتِها وإنما قد تضطرب وهي ساكنة قارَّة فلا يبقَى في الآية دليل على أنَّ الأرض تدُور. نعم
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّ الأرض تدور، لقوله: (( أن تمِيدَ بكم )) لأنَّ نفيَ الـمَيَدَان دليلٌ على وجود أصْل الحركة، إذ لم يقُل: أن تتحَرَّك بكم، ونفْيُ الأخص يقتضِي وجُودَ الأعَمّ كما قلنا في قول لله تبارك وتعالى: (( لا تدركه الأبصار )) إنه دليل على أنَّ الله يُرَى لكن لا يُدْرَك، إذ لو كان لا يُرَى لوجب أن يقول: لا تراه الأبصار، فلَمَّا نفَى الأخصّ صار دليلًا على وجود الأعم، طيب هكذا قرَّرَها بعضهم وقال: إنَّ في الآية دليلًا على أنَّ الأرض تدُور، لأنَّ الله ألقى هذه الرواسي لتكون دورَتُها مُتَّزِنَة لا تتخَلْخَل فَتضطرِب بالناس، ولكنَّ هذا وإن كان قوِيًّا من حيث النظر لكنَّه ليس متعَيِّنًا، إذ يجوز أن يكون المعنى أن تمِيدَ بكم تضطرب ولو كانت واقِفَة فالسفينة مثلًا على الماء تضطرب ولو كانت واقفة، فيكون المعنى: أن تمِيدَ بكم يعني أن تضطرب بكم وسواءٌ كانت تدور أو لا تدور، ولهذا ليس في الآية دلالةٌ قطعِيَّة على أنَّ الأرض تدور، فإن قال قائل: إذا قلت: إنَّه يحتمِل أنَّها تكون دالَّةً على أنَّ الأرض تدور فما جوابُك عن آياتٍ كثيرة تدلُّ على أنَّ الشمس تجري تطلُع تغرب تزَاوَر توارَى تذْهَب كُلُّ هذه الأفعال أُسنِدَت إلى الشمس والأصل أنَّ الفعل إذا أُسْنِدَ إلى شيء أن يكون قائمًا به، فيكون ظاهر القرآن أنَّ الشمس هي التي تدُور على الأرض (( ترى الشمس إذا طلعت )) إذًا معناه هي التي كانت مختفِية ثم طلعَتْ علينا، وهؤلاء الذين يقولون: الأرض تدور يكون المعنى: إذا طلعَت أي إذا طلَعْنَا عليها لأنا نحن الذين نأتي إليها أما هي ثابتة قارَّة أعني الشمس، قلنا: يجوز أن تكون الأرض تدور والشمس أيضًا تدور جائز وإذا كان الدوران بالعكس فظاهِر أنه يتعَاقَب الليل والنهار يعني مثلًا لو كانت الأرض تدور نحو الشرق والشمس تدُور نحو الغرب هذا ممكِن بكُلِّ سهولة، فإن كانتا تدوران إلى اتِّجاهٍ واحد فإنَّ إحداهما إذا كانت أسرَع مِن الأخرى تحقَّقَ اختِلَافُ الليل والنهار، ومَن قال: إنَّه لا يمكن أن نقول: إنَّ الشمس تجري إلا إذا قلنا: إن الأرض ثابتة لا تدور فأمَّا إثباتُ دورانِ الأرض مع دوران الشمس فهذا لا يمكِن. فإنَّ قولَه غير صحيح الإمكان ممكِن ولو قلنا بدورانِهِما جميعًا، لكن الشيء الذي نعتَقِدُه الآن أنَّ الليل والنهار يحصُل بتعاقب الشمس على الكرة الأرضية لا بتعَاقُب الكرة على الشمس هذا الذي نعتقدُه إلى الآن، لأنَّ هذا هو ظاهِرُ القرآن والقرآن صدَرَ مِن الخالق عز وجل وهو أعلَمُ بما خلق، ولا يمكن أن نحيدِ عن هذا قِيدَ أَنْمُلَة ما دام لم يظهَر لنا أمْرٌ حِسِّيٌّ لا يمكِن التَّكْذِيبُ به، وعند بعضهم -أي بعض الذين يقولون بدوران الأرض- يقولون: عندنا أمر قطعِي بدليل الصواريخ العابرة للقارات فإنها تُقَدَّر بتقدير معَيَّن بحيث يتماشَى مع دوران الأرض فيُصِيب الهدف وإلَّا لَمَا أمْكَن، على كل حال هذه أنا أردت يعني أن أتكلَّم فيها بعض الشيء، لأنها في يومٍ من الأيام كانت مثارًا للجدل بين الناس بين طلبة العلم وبين عامة الناس وبين الذين لم يتَمَكَّنُوا مِن العلم كثيرًا، فنحن نقول: أولًا البحث العميق في هذا والجدَل في هذا أمْرٌ لا ينبغي ولا فائدةَ منه، ثانيًا عندما نريد أن نُحَقِّق المسألة تحقيقًا علمِيًّا نظرِيًّا ننظُر إلى الآيات فإذا كان ظاهِرُ قوله تعالى: (( أن تميد بكم )) يقتضي أنها تدور قلنا بذلك ولا حرَج ولا مانع أن نقول: هي تدور وكذلك الشمس لا مانع، فنكون أخذْنا بظاهر القرآن في الشمس وبظاهر (( أن تميد بكم )) في الأرض، وإذا كان قولُه: (( أن تميد بكم )) لا يتعين أن يكون بحركتِها وإنما قد تضطرب وهي ساكنة قارَّة فلا يبقَى في الآية دليل على أنَّ الأرض تدُور. نعم