فوائد قوله تعالى : (( وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين * ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين * فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم )) . حفظ
الشيخ : ء نعم، ومن فوائِد هذه الآيات أنَّ الله تعالى جعَل الرواسي مِن فَوق الأرض لِمَا في ذَلِك مِن المنافع ودفْع المضَارّ الذي أشرنا إليه في أثناء التفسير.
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة أنَّ الله تعالى بارك في الأرض ووجْهُ البركة ظاهِر فقد حملَتِ الأحياء والأموات، وحملَت من الدواب ما لا يعلَمُ أجناسَه فضلًا عن أنواعِه فضلًا عن أفرادِه إلا الله عز وجل.
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة أنَّ الله قدَّر في الأرض أقواتَها أي جعلَها مُقَدَّرة بقَدَرٍ معلوم ومِن ذلك التقدير أنْ جعلَ في جهاتٍ مِن الأرض مِن الأقوات ما ليس في جهاتٍ أخرى حتى يتبادَلَ الناس هذه الأقوات وتتحرك التجارة إلى غير ذلك مِن الفوائد، ولعله يشير إلى هذا قول الله تبارك وتعالى: (( ولقد صرَّفْناه بينهم -يعني المطر- ليذكروا )).
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة أنَّ خلْقَ الأرض تَمَّ في أربعة أيام لقوله تعالى: (( في أربعة أيام سواءً )).
ومن فوائدها أنَّ الله تبارك وتعالى يُجِيب السائلين أسئلَتَهم سواءٌ سألوا بلسان الحال أو بلسان المقال، فالإنسان مُتَشَوِّف إلى علْمِ المسألة دون أن يَنْطِقَ بلسانه يقال: إنه سَائِلٌ بلسان الحال، والإنسان الذي يتَكَلَّم باللسان سائِلٌ بلسان المقال، والسؤال عن خَلْق السماوات والأرض وكيف ذلك هذا يكون بلسان الحال ويكون بلسان المقال.
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة أنَّ السماء كانت قبل أن تُخلَق كانَتْ دخانًا ثم حَوَّلَ الله هذا الدخان إلى سماوات لقولِه تعالى: (( ثم استوَى إلى السماء وهي دُخَان )).
ومن فوائد هذه الآية الكريمة إثبَاتُ عُلُوِّ الله عز وجل على أحد القولين في تفسير (استوى) وهما: قصد أو ارْتَفَع.
ومن فوائد الآية الكريمة أنَّ كُلَّ شيءٍ قابلٌ لِمُخَاطَبَةِ الله عز وجل أي قابِلٌ أنَّ الله يُخَاطِبُه، لأنَّ الله خاطَبَ السماء والأرض وهي جمَادٌ قال: ائتيا طوعًا أو كرهًا، لكننا نحن لو خاطَبْنا الجماد لَعُدَّ ذلك سفهًا ونوعًا مِن الجنون، أما الرب عز وجل فإنه يخاطِب ما شاء مِن عباده مِن عاقل وجماد وغيرِه، لأنَّ كُلَّ مَن خاطبَه الله فإنه يفهم خطابَ الله.
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة أنَّ كُلَّ شيءٍ خاضِعٌ لله عز وجل سواءٌ كَرِه أم رَضِي، لقوله: (( ائْتيا طوعا أو كرها )).
ومِن فوائد هذه الآيات الكريمة كمالُ خُضُوعِ السماوات والأرض لله عز وجل حيث قالتا: أتينا طائعين.
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة أنَّه يصِحّ أن يُعَبَّر عن غير العاقل بما يُعَبَّرُ به عن العاقل إذا نُزِّل غيرُ العاقل منزلة العقل، لقوله: (( طائعين )) فإن هذا الجمع -جمع المذكر السالم- لا يصْدُر إلا مِن عاقل، وغيرُه يقال: طائعات وما أشبهها لكن إذا نُزِّلَ غيرُ العاقل منزلتَه بالخطاب صَحَّ أن يُعامَل معامَلَة العقل.
من فوائد هذه الآياتِ الكريمة إثباتُ الطواعِيَة والكراهِيَة لغير العاقل، لقوله: (( ائتيا طوعا أو كرها )) فهل هذا يعني أنَّ لغيرِ العاقل إرادةً؟ الجواب: نعم، لأنَّ الطائِع له إرادَة، ومَن يتصَوَّر إكراهَه له إرادة أيضًا، وإرادَةُ كل شيء بحسَبِه وقد مَرَّ علينا أنَّ الحصى تُسَبِّح بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ولا تسْبِيحَ إلا بعد إرادة، وثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال في أحد: ( يحِبُّنا ونحِبُّه ) والمحبة أخَصُّ مِن الإرادة وعلى هذا فهذه الجمادات التي نحن لا نفْقَهُ تسبيحَها هي لها إرادة وتُسَبِّح الله عز وجل.
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة أنَّ مدة خلْقِ السماوات أقَلُّ مِن مدة خلْقِ الأرض مع أنَّ السماوات أعظم لكن لَمَّا كانت الأرض موضُوعَة للأَنَام كما قال تعالى: (( والأرض وضَعَها للأنام )) كان خلْقُها أكثَر مدة، لبيانِ عناية الله تعالى بهذه الأرض التي وضَعَها للأنَام وليَعْلَمَ الأنَامُ الذين على الأرض أنَّ العبرة بالإتْقَان لا بالسرعة.
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة أنَّ الله أتَمَّ خلْقَ السماوات حين أوحَى في كلِّ سماء أمرَها ورتَّبَها الترتِيب المحْكَم الـمُتقَن.
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة أنَّ الله تعالى خلَقَ هذه النجوم لِفائدتين: الفائدة الأولى: زِينَةُ السماء، والفائدة الثانية: حِفْظُ السماوات مِن الشياطين، فهي تحفَظُ السماوات من الشياطين وهي كذلك زِينةٌ للسماء، هناك فائدة ثالثة ذكرَها الله تعالى في سورة النحل في قوله تعالى: (( وعلاماتٍ وبالنجم هم يهتدون )) ولهذا قال قتادة -وهو من أئمة التابعين-:" خلقَ الله هذه النجوم لثلاث: زينةً للسماء ورجُومًا للشياطين وعلامَاتٍ يُهتَدَى بها ".
ومِن فوائد هذه الآيات الكريمة كمالُ إتقانِ الله عز وجل لمخلُوقَاتِه لقوله: (( ذلك تقدير العزيز العليم )) وهذا التقدير لا شك أنه تقديرٌ مُحْكَم مُتْقَن مِن جميع الوجوه.
ومن فوائدها إثبات اسمَين من أسماء الله وهما: العزيز العليم وهذان الاسمان يتضَمَّنَان صفتين هما: العِزَّة والعِلْم، وهنا نسأل: هل في العزيز ما يُسَمَّى بالحُكم أو بالأَثَر؟ الجواب: نعم، بناءً على أنَّ مِن معناه: عِزةُ القهْر والقاهر لا بد مِن شيء مقْهُور حتى يَتِمَّ به القهْر فعلى هذا يكُون الإيمان بهذين الاسمين يتضَمَّنُ ثلاثة أمور: الأول: الإيمان بالاسم اسمًا لله، والثاني: الإيمان بالصفة، والثالِث: الإيمان
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة أنَّ الله تعالى بارك في الأرض ووجْهُ البركة ظاهِر فقد حملَتِ الأحياء والأموات، وحملَت من الدواب ما لا يعلَمُ أجناسَه فضلًا عن أنواعِه فضلًا عن أفرادِه إلا الله عز وجل.
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة أنَّ الله قدَّر في الأرض أقواتَها أي جعلَها مُقَدَّرة بقَدَرٍ معلوم ومِن ذلك التقدير أنْ جعلَ في جهاتٍ مِن الأرض مِن الأقوات ما ليس في جهاتٍ أخرى حتى يتبادَلَ الناس هذه الأقوات وتتحرك التجارة إلى غير ذلك مِن الفوائد، ولعله يشير إلى هذا قول الله تبارك وتعالى: (( ولقد صرَّفْناه بينهم -يعني المطر- ليذكروا )).
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة أنَّ خلْقَ الأرض تَمَّ في أربعة أيام لقوله تعالى: (( في أربعة أيام سواءً )).
ومن فوائدها أنَّ الله تبارك وتعالى يُجِيب السائلين أسئلَتَهم سواءٌ سألوا بلسان الحال أو بلسان المقال، فالإنسان مُتَشَوِّف إلى علْمِ المسألة دون أن يَنْطِقَ بلسانه يقال: إنه سَائِلٌ بلسان الحال، والإنسان الذي يتَكَلَّم باللسان سائِلٌ بلسان المقال، والسؤال عن خَلْق السماوات والأرض وكيف ذلك هذا يكون بلسان الحال ويكون بلسان المقال.
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة أنَّ السماء كانت قبل أن تُخلَق كانَتْ دخانًا ثم حَوَّلَ الله هذا الدخان إلى سماوات لقولِه تعالى: (( ثم استوَى إلى السماء وهي دُخَان )).
ومن فوائد هذه الآية الكريمة إثبَاتُ عُلُوِّ الله عز وجل على أحد القولين في تفسير (استوى) وهما: قصد أو ارْتَفَع.
ومن فوائد الآية الكريمة أنَّ كُلَّ شيءٍ قابلٌ لِمُخَاطَبَةِ الله عز وجل أي قابِلٌ أنَّ الله يُخَاطِبُه، لأنَّ الله خاطَبَ السماء والأرض وهي جمَادٌ قال: ائتيا طوعًا أو كرهًا، لكننا نحن لو خاطَبْنا الجماد لَعُدَّ ذلك سفهًا ونوعًا مِن الجنون، أما الرب عز وجل فإنه يخاطِب ما شاء مِن عباده مِن عاقل وجماد وغيرِه، لأنَّ كُلَّ مَن خاطبَه الله فإنه يفهم خطابَ الله.
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة أنَّ كُلَّ شيءٍ خاضِعٌ لله عز وجل سواءٌ كَرِه أم رَضِي، لقوله: (( ائْتيا طوعا أو كرها )).
ومِن فوائد هذه الآيات الكريمة كمالُ خُضُوعِ السماوات والأرض لله عز وجل حيث قالتا: أتينا طائعين.
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة أنَّه يصِحّ أن يُعَبَّر عن غير العاقل بما يُعَبَّرُ به عن العاقل إذا نُزِّل غيرُ العاقل منزلة العقل، لقوله: (( طائعين )) فإن هذا الجمع -جمع المذكر السالم- لا يصْدُر إلا مِن عاقل، وغيرُه يقال: طائعات وما أشبهها لكن إذا نُزِّلَ غيرُ العاقل منزلتَه بالخطاب صَحَّ أن يُعامَل معامَلَة العقل.
من فوائد هذه الآياتِ الكريمة إثباتُ الطواعِيَة والكراهِيَة لغير العاقل، لقوله: (( ائتيا طوعا أو كرها )) فهل هذا يعني أنَّ لغيرِ العاقل إرادةً؟ الجواب: نعم، لأنَّ الطائِع له إرادَة، ومَن يتصَوَّر إكراهَه له إرادة أيضًا، وإرادَةُ كل شيء بحسَبِه وقد مَرَّ علينا أنَّ الحصى تُسَبِّح بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ولا تسْبِيحَ إلا بعد إرادة، وثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال في أحد: ( يحِبُّنا ونحِبُّه ) والمحبة أخَصُّ مِن الإرادة وعلى هذا فهذه الجمادات التي نحن لا نفْقَهُ تسبيحَها هي لها إرادة وتُسَبِّح الله عز وجل.
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة أنَّ مدة خلْقِ السماوات أقَلُّ مِن مدة خلْقِ الأرض مع أنَّ السماوات أعظم لكن لَمَّا كانت الأرض موضُوعَة للأَنَام كما قال تعالى: (( والأرض وضَعَها للأنام )) كان خلْقُها أكثَر مدة، لبيانِ عناية الله تعالى بهذه الأرض التي وضَعَها للأنَام وليَعْلَمَ الأنَامُ الذين على الأرض أنَّ العبرة بالإتْقَان لا بالسرعة.
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة أنَّ الله أتَمَّ خلْقَ السماوات حين أوحَى في كلِّ سماء أمرَها ورتَّبَها الترتِيب المحْكَم الـمُتقَن.
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة أنَّ الله تعالى خلَقَ هذه النجوم لِفائدتين: الفائدة الأولى: زِينَةُ السماء، والفائدة الثانية: حِفْظُ السماوات مِن الشياطين، فهي تحفَظُ السماوات من الشياطين وهي كذلك زِينةٌ للسماء، هناك فائدة ثالثة ذكرَها الله تعالى في سورة النحل في قوله تعالى: (( وعلاماتٍ وبالنجم هم يهتدون )) ولهذا قال قتادة -وهو من أئمة التابعين-:" خلقَ الله هذه النجوم لثلاث: زينةً للسماء ورجُومًا للشياطين وعلامَاتٍ يُهتَدَى بها ".
ومِن فوائد هذه الآيات الكريمة كمالُ إتقانِ الله عز وجل لمخلُوقَاتِه لقوله: (( ذلك تقدير العزيز العليم )) وهذا التقدير لا شك أنه تقديرٌ مُحْكَم مُتْقَن مِن جميع الوجوه.
ومن فوائدها إثبات اسمَين من أسماء الله وهما: العزيز العليم وهذان الاسمان يتضَمَّنَان صفتين هما: العِزَّة والعِلْم، وهنا نسأل: هل في العزيز ما يُسَمَّى بالحُكم أو بالأَثَر؟ الجواب: نعم، بناءً على أنَّ مِن معناه: عِزةُ القهْر والقاهر لا بد مِن شيء مقْهُور حتى يَتِمَّ به القهْر فعلى هذا يكُون الإيمان بهذين الاسمين يتضَمَّنُ ثلاثة أمور: الأول: الإيمان بالاسم اسمًا لله، والثاني: الإيمان بالصفة، والثالِث: الإيمان