فوائد قوله تعالى : (( فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود * إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون )) . حفظ
في هذه الآية أمْرُ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يُنذِرَ هؤلاء المكذبين بعذاب مَن قبلهم لقوله: (( فقل أنذرتكم )).
ومن فوائد هذه الآية إثبات القياس لأنَّ إنذار المكذِّبين إذا لم يكن المراد بذلك قياسُ حالِ المكذبين للرسول على حال المكذِّبين لهود وصالح لم يكن لهذا الإنذار فائدة، لولا القياس ما كان لهذا الإنذار فائدة، إذًا ففيه جواز القياس والاعتبار بالنظير والمماثل، ولقد قال الله تعالى في آية أخرى: (( لقد كان في قصصِهم عبرةٌ لأولي الألباب )) وإثباتُ القياس دليلًا من محاسن الشريعة، لأن إثباتَ القياس دليلًا هو مقتضى العقل السليم إذ أنَّ العقل لا يمكن أبدًا أن يفَرِّق بين متماثِلَيْن وعلى هذا فالذين أنكروا القياس خالَفُوا الدليل السمعِيّ والدليل العقلي الذين أنكروه وقالوا: لا قياس في الشريعة. سبحان الله! القرآن كلُّه يشير إلى هذا كلُّ الأمثال المضروبة في القرآن كلها دليلٌ على القياس لا شك وإلا لم يكن فائدة في الـمَثل، السنة أيضًا أتت بالقياس ( أرأيت لو كان على أمِّكِ دينٌ أكنتِ قاضِيَتَه؟ اقضوا الله فالله أحقُّ بالوفاء ) هم أيضا مخالِفون للعقل لأنه لولا ثبوت القياس لكانت الشريعة ناقصة حيث لم تجمَع بين المتماثلين، إذًا في الآية اللي معنا إثبات القياس.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّ الرسل أتوا قومَهم مِن كل جانب مقبلين ومدبِرين يُرُونَهم الآيات الماضية والآيات المستقبلَة ولكن لا فائدة.
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة أنَّ الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أتوا بتحقيق التوحيد لقوله: (( ألَّا تعبدوا إلا الله )) وهذه هي الأصل الأصيل الذي دعَتِ إليه الرسل جميعًا الدليل على أنهم أرسلوا جميعا (( ولقد بعثنا في كل أمة رسولًا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )) وآيةٌ أصرَح منها يا عبد الله بن عوض
الطالب: (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ))
الشيخ : هذي صريحة (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ))، طيب ذكرْنا في قوله: (( إذْ جاءتهم الرسل مِن بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله )) أنَّ المؤلف يقول: مقبلين ومدبرين. وقلنا معنًى آخر آتيناهم بالآيات الماضية والمستقبلَة، وهناك أيضًا انقدح في ذهني الآن (مِن بين أيديهم) الرسل الذين جاءوهم مباشَرَة يعني: ثمود جاءهم صالح وعاد جاءهم هود (ومِن خلفهم) الرسل السابقة ولهذا قال: (( إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم )) ومعلوم أنَّ الذي أُرسِل إلى عاد هود وإلى ثمود صالح وهما اثنان والرُّسُل جمع فيقتضي أن يكون المعنى: إذ جاءتهم الرسل السابقين واللاحقين ولعل هذا أقرب الاحتمالات الثلاثة. نعم.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّ أهل الباطل يُشَبِّهُون بما ليس له حقيقة وذلك حين ردُّوا دعوة الرسل بما لا يصح أن يكون ردًّا فما هو الذي ردوا به يا أخ؟ ما هو الذي ردوا به وش شبهتهم؟
الطالب: (( قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة ))
الشيخ : طيب أحسنت، هل هذه الشبهة حجة؟ ليست بحجة ما دليلك على أنها ليست بحجة؟
الطالب: الدليل أن الله عز وجل يقول في آية أخرى: (( ولو جعلْنَاه ملَكًا لجعلناه رجلًا وللبسنا عليهم ما يلبسون )) ... أنزل الله عز وجل .. لجعلَه رجلًا وتعود الشبهة
الشيخ : تمام طيب،
من فوائد هذه الآية شدةُ عنادِ المكذبين لِصالح وعاد
الطالب: هود
الشيخ : نعم وهود أحسنت، وجهُه؟
الطالب: أنهم كأنهم بقولهم هذا حصروا كفرهم بما جاءت به رسلهم.
الشيخ : كأنَّهم يقولون.. لو آمَنَّا بكل شيء لم نؤمن بما أرسلتم به خاصَّةً، ووجه الخصوصية تقديم الجار والمجرور على متعلَّقِه.
طيب ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّ المكذبين للرسل يؤمنون بالملائكة وهم كفار، لقوله: (( لأنزل ملائكة )).
طيب ومن فوائدِها أيضًا أنَّ المقِرّ بالربوبية لا يُعتبرُ مؤمنًا حتى يُقِرَّ بالألوهية، لقوله: (( لو شاء ربنا لأنزل ملائكة ))، وهكذا الكفار الذين بُعِث فيهم الرسول عليه الصلاة والسلام كانوا مُقِرِّين بالربوبية (( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقلون خلقهن العزيز العليم )) (( ولئن سألتهم مَن خلقَهم ليقولن الله )) ولكنَّ الإيمان بالربوبية لا يكفِي في كون الإنسان مسلِمًا لا بد مِن الإيمان بايش؟ بالألوهية إضافةً إلى الإيمان بالربوبية، أيُّهما المستلزم للآخر وأيهما المتضمن للآخر؟ المستلزم للآخر: مَن آمَن بالربوبية لزِمَه أن يؤمِن بالأُلوهية إذًا المستلزم هو الربوبية، ومَن آمَن بالألوهية فقد تضَمَّن إيمانُه بالألوهية الإيمان بالربوبية، فأحدُهما متضمن للآخر والثاني مستلزم للآخر.
ومِن مظاهر العناد مِن هؤلاء أنهم أكدوا كفرَهم بـ(إن ((( فإنَّا بما أرسلتم به كافرون )) فصار تأكيدهم لكفرهم وعنادِهم مِن عدة أوجه: أولا: التأكيد بـ(إن)، وثانيًا: الحصر وذلك بتقديم ما حقُّه التأخير أي بتقديم الجار والمجرور على متعلَّقِه، والثالث: أنهم أتوا به بالجملة الاسمية الدالَّة على الثبوت والاستمرار بخلاف الفعلية فهي دالة على الحدوث وعدم الاستمرار وهنا أتوا بالجملة الاسمية الدالة على الثبوت والاستمرار. أظن انتهى الوقت والله أعلم، نعم يا زكي؟
ومن فوائد هذه الآية إثبات القياس لأنَّ إنذار المكذِّبين إذا لم يكن المراد بذلك قياسُ حالِ المكذبين للرسول على حال المكذِّبين لهود وصالح لم يكن لهذا الإنذار فائدة، لولا القياس ما كان لهذا الإنذار فائدة، إذًا ففيه جواز القياس والاعتبار بالنظير والمماثل، ولقد قال الله تعالى في آية أخرى: (( لقد كان في قصصِهم عبرةٌ لأولي الألباب )) وإثباتُ القياس دليلًا من محاسن الشريعة، لأن إثباتَ القياس دليلًا هو مقتضى العقل السليم إذ أنَّ العقل لا يمكن أبدًا أن يفَرِّق بين متماثِلَيْن وعلى هذا فالذين أنكروا القياس خالَفُوا الدليل السمعِيّ والدليل العقلي الذين أنكروه وقالوا: لا قياس في الشريعة. سبحان الله! القرآن كلُّه يشير إلى هذا كلُّ الأمثال المضروبة في القرآن كلها دليلٌ على القياس لا شك وإلا لم يكن فائدة في الـمَثل، السنة أيضًا أتت بالقياس ( أرأيت لو كان على أمِّكِ دينٌ أكنتِ قاضِيَتَه؟ اقضوا الله فالله أحقُّ بالوفاء ) هم أيضا مخالِفون للعقل لأنه لولا ثبوت القياس لكانت الشريعة ناقصة حيث لم تجمَع بين المتماثلين، إذًا في الآية اللي معنا إثبات القياس.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّ الرسل أتوا قومَهم مِن كل جانب مقبلين ومدبِرين يُرُونَهم الآيات الماضية والآيات المستقبلَة ولكن لا فائدة.
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة أنَّ الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أتوا بتحقيق التوحيد لقوله: (( ألَّا تعبدوا إلا الله )) وهذه هي الأصل الأصيل الذي دعَتِ إليه الرسل جميعًا الدليل على أنهم أرسلوا جميعا (( ولقد بعثنا في كل أمة رسولًا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )) وآيةٌ أصرَح منها يا عبد الله بن عوض
الطالب: (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ))
الشيخ : هذي صريحة (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ))، طيب ذكرْنا في قوله: (( إذْ جاءتهم الرسل مِن بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله )) أنَّ المؤلف يقول: مقبلين ومدبرين. وقلنا معنًى آخر آتيناهم بالآيات الماضية والمستقبلَة، وهناك أيضًا انقدح في ذهني الآن (مِن بين أيديهم) الرسل الذين جاءوهم مباشَرَة يعني: ثمود جاءهم صالح وعاد جاءهم هود (ومِن خلفهم) الرسل السابقة ولهذا قال: (( إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم )) ومعلوم أنَّ الذي أُرسِل إلى عاد هود وإلى ثمود صالح وهما اثنان والرُّسُل جمع فيقتضي أن يكون المعنى: إذ جاءتهم الرسل السابقين واللاحقين ولعل هذا أقرب الاحتمالات الثلاثة. نعم.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّ أهل الباطل يُشَبِّهُون بما ليس له حقيقة وذلك حين ردُّوا دعوة الرسل بما لا يصح أن يكون ردًّا فما هو الذي ردوا به يا أخ؟ ما هو الذي ردوا به وش شبهتهم؟
الطالب: (( قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة ))
الشيخ : طيب أحسنت، هل هذه الشبهة حجة؟ ليست بحجة ما دليلك على أنها ليست بحجة؟
الطالب: الدليل أن الله عز وجل يقول في آية أخرى: (( ولو جعلْنَاه ملَكًا لجعلناه رجلًا وللبسنا عليهم ما يلبسون )) ... أنزل الله عز وجل .. لجعلَه رجلًا وتعود الشبهة
الشيخ : تمام طيب،
من فوائد هذه الآية شدةُ عنادِ المكذبين لِصالح وعاد
الطالب: هود
الشيخ : نعم وهود أحسنت، وجهُه؟
الطالب: أنهم كأنهم بقولهم هذا حصروا كفرهم بما جاءت به رسلهم.
الشيخ : كأنَّهم يقولون.. لو آمَنَّا بكل شيء لم نؤمن بما أرسلتم به خاصَّةً، ووجه الخصوصية تقديم الجار والمجرور على متعلَّقِه.
طيب ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّ المكذبين للرسل يؤمنون بالملائكة وهم كفار، لقوله: (( لأنزل ملائكة )).
طيب ومن فوائدِها أيضًا أنَّ المقِرّ بالربوبية لا يُعتبرُ مؤمنًا حتى يُقِرَّ بالألوهية، لقوله: (( لو شاء ربنا لأنزل ملائكة ))، وهكذا الكفار الذين بُعِث فيهم الرسول عليه الصلاة والسلام كانوا مُقِرِّين بالربوبية (( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقلون خلقهن العزيز العليم )) (( ولئن سألتهم مَن خلقَهم ليقولن الله )) ولكنَّ الإيمان بالربوبية لا يكفِي في كون الإنسان مسلِمًا لا بد مِن الإيمان بايش؟ بالألوهية إضافةً إلى الإيمان بالربوبية، أيُّهما المستلزم للآخر وأيهما المتضمن للآخر؟ المستلزم للآخر: مَن آمَن بالربوبية لزِمَه أن يؤمِن بالأُلوهية إذًا المستلزم هو الربوبية، ومَن آمَن بالألوهية فقد تضَمَّن إيمانُه بالألوهية الإيمان بالربوبية، فأحدُهما متضمن للآخر والثاني مستلزم للآخر.
ومِن مظاهر العناد مِن هؤلاء أنهم أكدوا كفرَهم بـ(إن ((( فإنَّا بما أرسلتم به كافرون )) فصار تأكيدهم لكفرهم وعنادِهم مِن عدة أوجه: أولا: التأكيد بـ(إن)، وثانيًا: الحصر وذلك بتقديم ما حقُّه التأخير أي بتقديم الجار والمجرور على متعلَّقِه، والثالث: أنهم أتوا به بالجملة الاسمية الدالَّة على الثبوت والاستمرار بخلاف الفعلية فهي دالة على الحدوث وعدم الاستمرار وهنا أتوا بالجملة الاسمية الدالة على الثبوت والاستمرار. أظن انتهى الوقت والله أعلم، نعم يا زكي؟