التعليق على تفسير الجلالين : (( وأما ثمود فهديناهم )) بينا لهم طريق الهدى (( فاستحبوا العمى )) اختاروا الكفر (( على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون )) المهين (( بما كانوا يكسبون )) . حفظ
أما التَّقسيم الثاني قال: " (( وأما ثمود فهديناهم )) بَيَّنَّا لهم طريق الهدى " (ثمودُ) بلا تنوين و(عادٌ) بتنوين فلماذا الأخ؟
الطالب: ممنوعة من الصرف
الشيخ : أيهن؟
الطالب: ثمود
الشيخ : لأن (ثمود) ممنوعة من الصرف وعاد؟
الطالب: ليست ممنوعة من الصرف
الشيخ : ليست ممنوعة من الصرف وما هو الصرف؟ هل الصرف جَرُّ ما لا ينصرِف بالفتحة أو الصَّرْف شيء آخر؟
الطالب: عدم التنوين
الشيخ : عدم التنوين قال ابن مالك:
الصَّرْفُ تنوينٌ أتى مبَيِّنًا معنًى به يكون الاسم أمْكَنًا
هذا الصرْف، (( وأما ثمود فهديناهم )) قال المفسر: بيَّنَّا لهم طريق الهدى " فالهدايةُ هنا هداية بيان يعني بُيِّنَ لهم الحق واعلَمْ أنَّ كُلَّ مَن كفر فإنَّه كفر بعد أن تبَيَّنَ له الحق إذا جاءَه الرسول، لأنَّ الرسل عليهم الصلاة والسلام يُبَيِّنُون الحق لا يدعون شيئًا يحتَاج إلى بيان إلا بيَّنُوه، قال هنا: " (فهديناهم) أي بيَّنَّا لهم طريق الحق فالهداية هنا هدايةُ بيان وإرشاد، " (( فاستحبوا العمى )) اختاروا الكفر " (( على الهدى )) أي هِداية التوفيق يعني على الاهتداء استحبوا العمى الذي هو الكفر على الهدى الذي هو الذي هو الإسلام، (( فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون )) (أخذتهم صاعقة العذاب) يعني عذاب الصاعقة، لأنَّ ثمود صِيحَ بهم ورُجِفَ بهم فصَعِقُوا هلكوا هلكَةَ رجُل واحد أصبحوا في ديارهم جاثمين -والعياذ بالله- على ركبهم هامدين، وقوله: عذاب الهون أي العذاب الـمُهين لأنَّ الهُون هو الإذلال (بما كانوا يكسبون) الباء للسببية و(ما) إما موصولة وعليه فيكون عائدُها محذوفًا التقدير: بما كانوا يكسبونه، وإما أن تكون مصدرية فلا تحتاج إلى عائد ويكون التقدير: بكسبهم