فوائد قوله تعالى : (( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون )) . حفظ
فيما سبق ذكر بعضُكم أننا لم نأخذ فوائد ما سبق مِن قوله تعالى: (( وأما ثمودُ فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى )) أهكذا؟ طيب في هذه الآية فوائد: منها أنَّ الله تعالى أبلغ رسالاتِه كُلَّ أحد ولم يدَعْ أحدًا بلا هداية أي بلا هداية دلالة، لقوله: (( وأما ثمود )) وهذه الجملة التفصيلية كما سبق في التفسير معطوفة على (( فأما عاد فاستكبروا في الأرض - وأما ثمود )).
ومن فوائد هذه الآية أنَّ الهداية ليست مقصورةً على هداية التوفيق ولكنَّها تُطلَق على هداية الدلالة والبَيان، لقوله: (( وأما ثمود فهديناهم )) أي دللناهم على الحق.
ومنها الرد على الجبرية الذين قالوا: إنَّ الإنسان مُجْبَرٌ على عملِه أخانا من أين تأخذ هذا؟ مِن أين تأخذ الرد على الجهمية من هذه الآية (( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون ))
الطالب: ....
الشيخ : أنا قلت لك: لا في (استحبوا)، لأنِّي أخشى أنك تبي تدَّرَّج كلمةً كلمة حتى تصل إلى آخر الآية لكن ما وجه أخذنا الرد على الجبرية من قوله تعالى: (( فاستحَبُّوا العمى ))؟
الطالب: ....
الشيخ : اي نعم لأن (استحَبُّوا) تدُل على اختيارِهم لهذا الشيء وأنهم آثَرُوه على الهدى.
طيب ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّ مَن لم يتَمَشَّ على هدى الله فإنَّه أعمى مسعود ليه؟
الطالب: (( استحَبُّوا العمى ))
الشيخ : (( استحَبُّوا العمى ))؟ طيب إذا كانوا مبصرين بأعينهم فهم عُمْي البَصَائِر إذًا نأخذ مِن ذلك فائدة وهي: أنَّ العمى نوعان: عمَى بَصَر وعمى بصيرة وأيُّهما أشد؟ نعم عمَى البصيرة، كم مِن إنسانٍ أعمى البصر لكنه مُبْصِرُ البصيرة، وكم مِن إنسان مبْصِرُ البصر لكنه -يا أيوب- لكنه أعمى البصيرة.
طيب ومِن فوائد الآية الكريمة تعجِيل العقوبة لِمَن آثَرَ العمى على الهُدَى من ناخذه يا أخ؟ من أين نأخذ هذه الفائدة تعجيل العقوبة لِمَن استحب العمى على الهُدَى؟
الطالب: ... (( فأخذتهم صاعقة العذاب...
الشيخ : وجه الدلالة؟
الطالب: أنه الفاء تفيد الترتيب والتعقيب
الشيخ : الترتيب والتعقيب نعم، هذا وجه وجه آخر: أنَّ الفاء هنا للسببية والمسَبَّبُ يعقُبُ السَّبَب انتبه! الفاء للسببية والمسبب يعقُبُ ايش؟ يعقُبُ السَّبَب.
طيب ومِن فوائد الآية الكريمة التحذير من إِيثَارِ العمى على الهدى وأنَّ الإنسان إذا بُيِّنَ له الحق ولكنَّه عَمِيَ عنه فإنه جديرٌ بأن يعاقِبَهُ الله عز وجل مِن أين؟ لأنَّ الله أخبرَنا بأَخْذِهم لِنَحْذَرَ مِن ذلك أخبرَنا الله تعالى بعقوبتهم حين خالفوا لِنَحْذَرِ من ذلك، انتبه لهذه الفائدة العظيمة دليلُ ذلك -أنَّ الله يخبِرُنا عمَّن سبق لِنحذر طريقهم- دليلُ ذلك قوله تعالى: (( لقد كان في قصصِهم عِبْرَةٌ لأولي الألباب )) هذا دليل، دليل آخر (( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا ))[محمد:10].
ومن فوائد الآية الكريمة أنَّ ثمود أُهْلِكُوا بصاعقة أي بشيءٍ صَعِقُوا به وهلَكوا وقد بيَّن الله في آية أخرى -يا مسعود- أنه أخذَتْهم الرجفة فيكون أُخِذُوا بالرجفة حتى صَعِقُوا وهلكوا.
ومن فوائد الآية الكريمة أنَّ هؤلاء الذين غرَّهم الكِبْر أنهم أُهِينُوا وأُذِلُّوا مِن أين نأخذها؟ (( فأخَذَتْهم صاعقة العذاب الهون )) يعني عذاب الذل.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة إثباتُ الأسباب لقوله: (( بما كانوا يكسبون )) والباء هنا للسببية، طيب واعلم أن الله تعالى لن يحْكُمَ حكْمًا شرعِيًّا ولا حكْمًا قدَرِيًّا ولا حكمًا جَزائِيًّا إلا بسبَب هذه خُذْها قاعدة: لن يحكم حكما شرعِيًّا كالإيجاب والتحريم والإباحة، ولا قدَرِيًّا كالخلق والتكوين، ولا جزائِيًّا إلا بسبَب، نعْلَمُ ذلك عِلْم اليقين ونأخذُه مِن أنَّ الله تعالى حكِيم والحكيم هو الذي يضَع الأشياء مواضِعَها لا يمكن أن يكونَ فعْلُ الله فَلْتَة ولا صُدْفَة ولا لغْوًا ولا لعِبًا بل لا بد له مِن سبَب اقتضَاه لكن هل كُلُّ سببٍ اقتَضَى حكمَ الله يكون معلومًا للخلق؟ لا، لأنَّ الخلق أعجَز مِن أن يُدْرِكوا حكمةَ الله عز وجل، وكم مِن أحكام شرْعيَّة وكوْنِيَّة وجزائية لا نعلم حكمتَها، لأننا أقصَر مِن أن نُحِيطَ بحكمة الله عز وجل.
ومن فوائد الآية الكريمة أيضًا إثباتُ أنَّ العمَلَ كَسْبٌ للإنسان
الطالب: (( بما كانوا يكسبون ))
الشيخ : (( بما كانوا يكسبون )) يتفَرَّع على هذه الفائدة أنَه إذا كان العمل كسْبًا للإنسان فإنه يجِب عليه بمقتضى العقل كما هو مقتضى الشرع أن يسعَى إلى الكسْبِ المفيد لا إلى الكسب الضَّارّ كما كان يفعَل في الدنيا أليس الواحدُ منا في الدنيا يسعَى إلى الكسْب النافع أجيبوا: بلى، إذًا يجِب أن تسعَى إلى الكسب النافع في الآخرة ولهذا ضَلَّ مَن ضَلّ في عقلِه ودينِه مَن احتَجَّ بالقدر على معاصي الله ولم يحتَجَّ بالقدَر على أمور الدنيا، في أمور الدنيا يعمَل ويكدح ويسعى لِمَا فيه المصلحة والمنفعة، لكن في أمور الآخرة يتكاسل ثم يقول: هذا القدَر فنقول: قد ضلَلْت كيف تحتَجُّ بالقدَر على كسْبِ الآخرة ولا تحتَجُّ به على كسب الدنيا؟
ومن فوائد هذه الآية أنَّ الهداية ليست مقصورةً على هداية التوفيق ولكنَّها تُطلَق على هداية الدلالة والبَيان، لقوله: (( وأما ثمود فهديناهم )) أي دللناهم على الحق.
ومنها الرد على الجبرية الذين قالوا: إنَّ الإنسان مُجْبَرٌ على عملِه أخانا من أين تأخذ هذا؟ مِن أين تأخذ الرد على الجهمية من هذه الآية (( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون ))
الطالب: ....
الشيخ : أنا قلت لك: لا في (استحبوا)، لأنِّي أخشى أنك تبي تدَّرَّج كلمةً كلمة حتى تصل إلى آخر الآية لكن ما وجه أخذنا الرد على الجبرية من قوله تعالى: (( فاستحَبُّوا العمى ))؟
الطالب: ....
الشيخ : اي نعم لأن (استحَبُّوا) تدُل على اختيارِهم لهذا الشيء وأنهم آثَرُوه على الهدى.
طيب ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّ مَن لم يتَمَشَّ على هدى الله فإنَّه أعمى مسعود ليه؟
الطالب: (( استحَبُّوا العمى ))
الشيخ : (( استحَبُّوا العمى ))؟ طيب إذا كانوا مبصرين بأعينهم فهم عُمْي البَصَائِر إذًا نأخذ مِن ذلك فائدة وهي: أنَّ العمى نوعان: عمَى بَصَر وعمى بصيرة وأيُّهما أشد؟ نعم عمَى البصيرة، كم مِن إنسانٍ أعمى البصر لكنه مُبْصِرُ البصيرة، وكم مِن إنسان مبْصِرُ البصر لكنه -يا أيوب- لكنه أعمى البصيرة.
طيب ومِن فوائد الآية الكريمة تعجِيل العقوبة لِمَن آثَرَ العمى على الهُدَى من ناخذه يا أخ؟ من أين نأخذ هذه الفائدة تعجيل العقوبة لِمَن استحب العمى على الهُدَى؟
الطالب: ... (( فأخذتهم صاعقة العذاب...
الشيخ : وجه الدلالة؟
الطالب: أنه الفاء تفيد الترتيب والتعقيب
الشيخ : الترتيب والتعقيب نعم، هذا وجه وجه آخر: أنَّ الفاء هنا للسببية والمسَبَّبُ يعقُبُ السَّبَب انتبه! الفاء للسببية والمسبب يعقُبُ ايش؟ يعقُبُ السَّبَب.
طيب ومِن فوائد الآية الكريمة التحذير من إِيثَارِ العمى على الهدى وأنَّ الإنسان إذا بُيِّنَ له الحق ولكنَّه عَمِيَ عنه فإنه جديرٌ بأن يعاقِبَهُ الله عز وجل مِن أين؟ لأنَّ الله أخبرَنا بأَخْذِهم لِنَحْذَرَ مِن ذلك أخبرَنا الله تعالى بعقوبتهم حين خالفوا لِنَحْذَرِ من ذلك، انتبه لهذه الفائدة العظيمة دليلُ ذلك -أنَّ الله يخبِرُنا عمَّن سبق لِنحذر طريقهم- دليلُ ذلك قوله تعالى: (( لقد كان في قصصِهم عِبْرَةٌ لأولي الألباب )) هذا دليل، دليل آخر (( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا ))[محمد:10].
ومن فوائد الآية الكريمة أنَّ ثمود أُهْلِكُوا بصاعقة أي بشيءٍ صَعِقُوا به وهلَكوا وقد بيَّن الله في آية أخرى -يا مسعود- أنه أخذَتْهم الرجفة فيكون أُخِذُوا بالرجفة حتى صَعِقُوا وهلكوا.
ومن فوائد الآية الكريمة أنَّ هؤلاء الذين غرَّهم الكِبْر أنهم أُهِينُوا وأُذِلُّوا مِن أين نأخذها؟ (( فأخَذَتْهم صاعقة العذاب الهون )) يعني عذاب الذل.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة إثباتُ الأسباب لقوله: (( بما كانوا يكسبون )) والباء هنا للسببية، طيب واعلم أن الله تعالى لن يحْكُمَ حكْمًا شرعِيًّا ولا حكْمًا قدَرِيًّا ولا حكمًا جَزائِيًّا إلا بسبَب هذه خُذْها قاعدة: لن يحكم حكما شرعِيًّا كالإيجاب والتحريم والإباحة، ولا قدَرِيًّا كالخلق والتكوين، ولا جزائِيًّا إلا بسبَب، نعْلَمُ ذلك عِلْم اليقين ونأخذُه مِن أنَّ الله تعالى حكِيم والحكيم هو الذي يضَع الأشياء مواضِعَها لا يمكن أن يكونَ فعْلُ الله فَلْتَة ولا صُدْفَة ولا لغْوًا ولا لعِبًا بل لا بد له مِن سبَب اقتضَاه لكن هل كُلُّ سببٍ اقتَضَى حكمَ الله يكون معلومًا للخلق؟ لا، لأنَّ الخلق أعجَز مِن أن يُدْرِكوا حكمةَ الله عز وجل، وكم مِن أحكام شرْعيَّة وكوْنِيَّة وجزائية لا نعلم حكمتَها، لأننا أقصَر مِن أن نُحِيطَ بحكمة الله عز وجل.
ومن فوائد الآية الكريمة أيضًا إثباتُ أنَّ العمَلَ كَسْبٌ للإنسان
الطالب: (( بما كانوا يكسبون ))
الشيخ : (( بما كانوا يكسبون )) يتفَرَّع على هذه الفائدة أنَه إذا كان العمل كسْبًا للإنسان فإنه يجِب عليه بمقتضى العقل كما هو مقتضى الشرع أن يسعَى إلى الكسْبِ المفيد لا إلى الكسب الضَّارّ كما كان يفعَل في الدنيا أليس الواحدُ منا في الدنيا يسعَى إلى الكسْب النافع أجيبوا: بلى، إذًا يجِب أن تسعَى إلى الكسب النافع في الآخرة ولهذا ضَلَّ مَن ضَلّ في عقلِه ودينِه مَن احتَجَّ بالقدر على معاصي الله ولم يحتَجَّ بالقدَر على أمور الدنيا، في أمور الدنيا يعمَل ويكدح ويسعى لِمَا فيه المصلحة والمنفعة، لكن في أمور الآخرة يتكاسل ثم يقول: هذا القدَر فنقول: قد ضلَلْت كيف تحتَجُّ بالقدَر على كسْبِ الآخرة ولا تحتَجُّ به على كسب الدنيا؟