التعليق على تفسير الجلالين : (( فإن يصبروا )) على العذاب (( فالنار مثوى )) فنزل (( لهم وإن يستعتبوا )) يطلبوا العتبى ، أي الرضا (( فما هم من المعتبين )) المرضيين . حفظ
" (( فإن يصبروا )) على العذاب (( فالنار مثوى )) مأوى (( لهم وإن يستَعْتبوا )) يطلبوا العُتْبى أي الرِّضَا (( فما هم من المعتَبِين )) أي الـمَرْضِيِّين " انتبهوا لهذا الوعيد الشدي (إن يصبِرُوا فالنَّار مثْوًى لهم) لم يقل: إن يصبِرُوا فلينتظِرُوا الفرْج بل قال: فالنار مثوًى لهم أي ليس لهم إلا النار وهذا كقوله تعالى: (( اصلَوْها فاصبروا أو لا تصبروا سواءٌ عليكم )) العذاب سوى عذاب الآخرة يُنتظَرُ الفرج له، لأنَّ دوامَ الحال مِن المحال فإذا صبَر الإنسان على البلاء فالنهاية الزوال، لكن في الآخرة إن يصْبِرُوا فلن يسلَمُوا من العذاب فالنار مثوًى لهم وهي مثوًى لهم قبل الصبر وبعد الصبر، لكنَّ هذا مِن باب التيئِيس لهم وأنَّ صبرَهم لا يفيدُهم شيئًا، (( وإن يستعتبوا )) أي يطلبوا العتبى أي الرضا (( فما هم من المعتبين )) لأنهم يسألون الله تعالى يقولون: (( ربنا أخرجنا منها فإن عُدْنا فإنا ظالمون )) والجواب: (( اخسَئُوا فيها ولا تكَلِّمُون )) لكن في الدنيا لو طلَبوا العُتْبى وتابوا إلى الله لحصلَ لهم ذلك، لكن في الآخرة قد فات الأوان، وقوله: (( فالنار مثوى لهم )) أي مأوَى وكلُّ إنسان مأوَاه النار فلا حَظَّ له في الجنة