فوائد قوله تعالى : (( ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون * حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون * وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون )) . حفظ
في الآيات هذه فوائِد: أوَّلًا: إثبات حقيقة النار لقولِه: (( ويوم يحشر أعداء الله إلى النار )).
ومن فوائدِها إثباتُ أعداءٍ لله كما أنَّ له أولياء، وعدوُّ الله عز وجل مَن كان كافرًا فاجرًا.
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة أنَّ أهل النار يُساقُون إلى النار أوزاعًا أي متفَرِّقين أُمَمًا، لقولِه: (( فهم يوزعون )).
ومن فوائد الآية التي بعدها إثباتُ حقيقة النار وأنَّ هؤلاء يصلون إليها حقيقة، لقوله: (( حتى إذا ما جاءوها )).
ومِن فوائدها دخولُ التوكيد في كلام الله عز وجل، لقولِه: (( حتى إذا ما جاءوها )) لأننا قلنا: (ما) زائدة لكنَّها للتوكيد، فإنْ قال قائل: كلامُ الله عز وجل مُؤَكَّد بدون أداة توكيد فما الفائدة مِن أنَّ الله تعالى يأتي كثيرًا في كلامِه بأدوات التوكيد؟ الجواب: القرآن لا شَكَّ أنه مؤَكِّد وأنَّ أخبارَه لا تحتاج إلى توكيد لكنَّ القرآن نزلَ بلسان عربي مبِين، واللسان العربي يقتضِي أن يكون الكلام الهامُّ مؤَكَّدًا بأنواعٍ من التأكيدات واضح؟ إذًا تأكيدُ ما يُؤَكَّد في القرآن دليلٌ على بلوغ القرآن الفصاحةَ في أعلى معانيها في أنَّه متمَشٍّ على ايش؟ على قواعد اللغة العربية الفصحى.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة إثباتُ النُّطْق للسمع والبَصَر والجُلُود لقوله: (( شهِدَ عليهم )) والشهادة تكون بالنطق، وقد تكون بغير النطق لكنَّها في الأصل بالنطق، ولذلك قالوا لجلودِهم لِمَ شهدتُّم علينا؟ قالوا: أنطقنا الله.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّ أعضاءَ الإنسان تكونُ يوم القيامة خصومًا له وجهُ ذلك: أنَّ هؤلاء أنكروا على سمعهم وأبصارهم وجلودهم أن شهِدُوا عليهم، وما ظنُّك أيها الأخ بأعضاءٍ تكون يومَ القيامة خصومًا لك، إذًا فالواجب عليك يعني يتفرع على هذا فائدة أنَّ الواجب على الإنسان أن يرْعَى هذه الأعضاء حقَّ رعايتها وألا يُوَرِّطَها فيما تكون خصمًا له به يوم القيامة.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّ الأعضاء منفَرِدَةً تعرِفُ ربَّها عز وجل، لقولها: (( أنطقنا الله الذي أنطقَ كلَّ شيء )).
ومن فوائدِها عموم قدرَةِ الله تعالى لقوله: (( أنطق كل شيء )).
ومِن فوائدها أنّ ابتداءَ الخلق مِن الله لم يَشْرَك أحدٌ ربَّ العالمين في الخَلْق لا أم ولا أب ولا سلطان ولا رئيس ولا وزير، المنفرد بالخلق هو الله عز وجل.
ومن فوائد الآية الكريمة استعمَال الأدلة العقلية في القرآن وأنَّ الاستدلال { أيوب تريد أقَوِّمْك يا أخي تراك تشَوّش علي
الطالب: أنا ما أكشف
الشيخ : لا ما أنت بمعنا أنا أعرف الإنسان اللي حاضر مِن الإنسان ..، إنسان يمشِّط لحيته وغافِل هل يقال: هذا حاضر القلب؟ ما يصير هذا، يروى عن عمر رضي الله عنه أنه رأى رجلًا يعبَث في لحيته في صلاته فقال: لو خشَع قلب هذا لخشعَتْ جوارحُه، فأنت إما أن تطلب مكانًا آخر سوى هذا وإلَّا تكون يعني طالبًا حقيقة } طيب نقول: في هذا دليل على جواز استعمال الأدلة العقلية مِن أين تؤخذ؟ مِن استدلال الله تعالى بالـمَبْدَأ على الـمَعَاد فإنَّ هذا دليل عقلِيّ، فإن قال قائل: وهل تُقدِّم الأدلة العقلية على الأدلة السمعية؟ فالجواب: لا، لأنَّ العقل قد يخطِئ فيظُنّ الإنسان أنَّ هذا عقل وليس بعقل، وأما الأدلة السمعية الثابتة عن الله ورسوله فهذه لا تخطئ، ولهذا أخطَأَ مَن استعمل العقل بل قدَّمَه على السَّمْع والنَّقْل فيما يتعلق بالله واليوم الآخر وحكَمُوا بعقولهم القاصرة على أمور الغيب استحالَةً أو وجوبًا أو جوازًا وأعرضوا عن نصوص الكتاب والسنة، ومِن هؤلاء جميعُ المتكلمين من الأشاعرة والمعتزلة والجهمية وغيرهم حيث جعلُوا التلَقِّيَ فيما يتعلَّق بأسماء الله وصفاته على الاعتماد على العقل.
ومن فوائد الآية الكريمة إثبات الرجوع إلى الله عز وجل فاستعِدَّ لهذا الرجوع واعلَمْ أنك ملاقٍ ربك ولكن أبشِر إن كنتَ مؤمِنًا قال الله تعالى: (( واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشِّر المؤمنين )) يعني لا يخَفِ المؤمن مِن هذه الملاقاة بل له البَشَارة في الدنيا قبل الآخرة، لكنَّ حقيقةَ هذه البشارة للمؤمِن خاصَّة. ويأتي إن شاء الله بقية الكلام على الفوائد نعم