التعليق على تفسير الجلالين : (( ذلك )) العذاب الشديد وأسوأ الجزاء (( جزاء أعداء الله )) بتحقيق الهمزة الثانية وإبدالها واوا (( النار )) عطف بيان لـ (( جزاء )) المخبر به عن ذلك (( لهم فيها دار الخلد )) أي إقامة لا انتقال منها (( جزاء )) منصوب على المصدر بفعله المقدر (( بما كانوا بئاياتنا )) القرآن (( يجحدون )). حفظ
(( ذلك جزاءُ أعداءِ الله النار لهم فيها دار الخلد جزاءً بما كانوا بآياتنا يجحدون )) يقول المؤلف رحمه الله المفَسِّر: " ذلك العذاب الشديد، وأسوأُ الجزاء جزاءُ أعداءِ الله بتحقيق الهمزة الثانية وإبدالها واوًا " يعني أنَّ في ذلك قراءتين الأولى تحقيق الهمزة: (جزاءُ أَعداء الله) والثانية قلبُها واوًا (جَزَاءُوَعْدِاء الله) وهذا مُطَّرِد في كل همزةٍ بعد واو أن تُحقَّقَ أو تُقْلَبَ واوًا ومِن ذلك قول المؤذن الله وكْبر يعني أنَّه يجُوز إبدالُ الهمزة واوًا وتحقيقُها: اللهُ أَكبر، وهذه اللغة تهَوِّنُ علينا ما يفعله بعض المؤذنين من قلبِ الهمزة واوًا فتجدُهم يقولون الله وكبر، كما أنه يهوِّن علينا أيضًا اللغة التي تنصِب الجُزْئَيْن في إنَّ أخواتها حيث إنَّ بعض المؤذنين يقول: أشهد أنَّ محمدًا رسولَ الله فإنَّ نصبَ الجزْئَيْن بـ(أن) لغة عربية ثابِتَة، (( ذلك جزاء أعداء الله )) مَن أعداء الله؟ أعداء الله تعالى هم الذين نصبُوا له العداوة وذلك بمحاربته بالمعاصي، ومنهم الذين آذَنُوا بحرْبٍ مِن الله ورسوله أكَلَةُ الربا لقولِ الله تبارك وتعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ * فإن لم تفعلُوا فأْذنوا بحرْبٍ من الله ورسوله ))[البقرة:278] المهم أنَّ عدُوَّ الله مَن نصبَ له العداوة وذلك بمحاربَته بمعاصيه، وقوله: " (( النار )) عطف بيان للجزاء المخبَر به عن (ذلك) (( لهم فيها دار الخلد )) " يعني أنَّ كلمة (النار) عطفُ بيان للجزاء المخبَر به عن (ذلك) فأفادنا أنَّ (ذا) مبتدأ و(جزاءُ) خبر المبتدأ و(النار) عطف بيانٍ له (ذلك جزاءُ أعداء الله) كأنَّ الكلام على إعراب المؤلف انتهى (ذلك جزاء أعداء الله) ثم قال: (النار) عطف بيان لهذا الجزاء، ويحتمِل أن تكون (ذلك جزاء أعداء الله النار) أن تكون (ذلك) مبتدأ و(جزاء أعداء الله) عطف بيان له، لكن ما مشى عليه المؤلف أقرَب للقَواعد.
" (( النار لهم فيها دار الخلد )) أي إقامةٌ لا انتقالَ منها " (دار الخلد) أضاف الدار إلى الخُلد مِن باب إضافة الموصُوف إلى صفتِه، يعني دار الخلود التي ليس فيها انتقال، ويجوز أن تكُون مِن باب إضافة الشيء إلى نوْعِه، لأنَّ الدور تنقَسِم إلى أقسام: دورٌ هي دورُ انتقال ودورٌ هي دار خلد، فدُور الانتقال بطْن الأم، والثاني: الحياة الدنيا، والثالث: البرزخ، ودار الخلد هي الأخيرة، ويذكر أنَّ أعرابِيًّا سمِع قارئًا يقرأ (( ألهاكم التكاثر * حتى زرتم المقابر )) فقال: والله ما الزائر بمُقِيم وإنَّ هناك -يعني- دارًا أخرى وهذا لا شكَّ أنَّه مِن قوة الاستنباط والفهم.
" (جزاءً) منصوب على المصدر بفعله المقَدَّر " منصوب على المصدر والمصدر لابد له مِن عامل، والعامل تارة يكون مِن لفْظِ المصدر وتارة يكون من معناه، فإذا قلت: قمتُ وقوفًا. فالعامل مِن معناه، وإذا قلت: وقَفْت وقوفًا فالعامل مِن لفظه، المقَدَّر يُقَدَّر مِن لفظِه ولا يُقَدَّر مِن معناه، لأنَّنا لا نلْجَأُ إلى تقْدِير المعنى إلا إذا وُجِد أمامنا ما يختَلِف في لفظه، { يرحمك الله } وأما إذا لم نجد فيُقدَّر مِن لفظه وعلى هذا فيكون التقدير: يجزون جزاءً، (( بما كانوا بآياتنا يجحدون )) أي بكونهم يجحَدون وعلى هذا فـ(ما) هنا مصدرية ولا تصِحُّ أن تكون موصولة، وقال: " (( بما كانوا بآياتنا )) القرآن (( يجحدون )) " أي يُكَذِّبُون، وإنما قدَّرنا يكذبون مِن أجل تعدِّيها بالباء، لأنَّ جَحَدَ تتعَدَّى بنفسها فيقال جَحَدُّت الشيء يعني أنكَرْتُه، لكن إذا عُدِّي المعمُول بالباء صار الجَحْد مُضَمّنًا معنى التكذيب أي: بما كانوا يُكَذِّبُون بآياتنا
" (( النار لهم فيها دار الخلد )) أي إقامةٌ لا انتقالَ منها " (دار الخلد) أضاف الدار إلى الخُلد مِن باب إضافة الموصُوف إلى صفتِه، يعني دار الخلود التي ليس فيها انتقال، ويجوز أن تكُون مِن باب إضافة الشيء إلى نوْعِه، لأنَّ الدور تنقَسِم إلى أقسام: دورٌ هي دورُ انتقال ودورٌ هي دار خلد، فدُور الانتقال بطْن الأم، والثاني: الحياة الدنيا، والثالث: البرزخ، ودار الخلد هي الأخيرة، ويذكر أنَّ أعرابِيًّا سمِع قارئًا يقرأ (( ألهاكم التكاثر * حتى زرتم المقابر )) فقال: والله ما الزائر بمُقِيم وإنَّ هناك -يعني- دارًا أخرى وهذا لا شكَّ أنَّه مِن قوة الاستنباط والفهم.
" (جزاءً) منصوب على المصدر بفعله المقَدَّر " منصوب على المصدر والمصدر لابد له مِن عامل، والعامل تارة يكون مِن لفْظِ المصدر وتارة يكون من معناه، فإذا قلت: قمتُ وقوفًا. فالعامل مِن معناه، وإذا قلت: وقَفْت وقوفًا فالعامل مِن لفظه، المقَدَّر يُقَدَّر مِن لفظِه ولا يُقَدَّر مِن معناه، لأنَّنا لا نلْجَأُ إلى تقْدِير المعنى إلا إذا وُجِد أمامنا ما يختَلِف في لفظه، { يرحمك الله } وأما إذا لم نجد فيُقدَّر مِن لفظه وعلى هذا فيكون التقدير: يجزون جزاءً، (( بما كانوا بآياتنا يجحدون )) أي بكونهم يجحَدون وعلى هذا فـ(ما) هنا مصدرية ولا تصِحُّ أن تكون موصولة، وقال: " (( بما كانوا بآياتنا )) القرآن (( يجحدون )) " أي يُكَذِّبُون، وإنما قدَّرنا يكذبون مِن أجل تعدِّيها بالباء، لأنَّ جَحَدَ تتعَدَّى بنفسها فيقال جَحَدُّت الشيء يعني أنكَرْتُه، لكن إذا عُدِّي المعمُول بالباء صار الجَحْد مُضَمّنًا معنى التكذيب أي: بما كانوا يُكَذِّبُون بآياتنا