تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( وقال الذين كفروا )) في النار (( ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس )) أي إبليس وقابيل سنا الكفر والقتل (( نجعلهما تحت أقدامنا )) في النار (( ليكونا من الأسفلين )) أي أشد عذابا منا . حفظ
الذي تُقُبِّلَ منه هو هابيل، والثاني قابيل لم يُتَقَبَّلْ منه فحسدَه وقال: لأقتلنك. لماذا؟ حسدًا لأنَّ الله تقبَّل منه فقال له أخوه هابيل: إنما يتقَبَّل الله من المتقين كأنَّه يقول له: اتقِ الله فيتقَبَّل منك، ثم قال له: لئن بسَطتَّ إلي يدك لتقتلَنِي ما أنا بباسِطٍ يدِيَ إليك لأقتلَك إني أخاف الله رب العالمين يعني أنك إن أردت أن تقتلني .. فإني أخاف الله، ولعلَّ هذا كان في شريعة مَن سبَق أنه لا يجوز للإنسان أن يدافع عن نفسه، أو إنه خافَ من مفسدة أكبَر ومعلومٌ أنَّ دفْعَ المفسدة الأكبر أمرٌ واجب (( إني أريد أن تبوء بإثمِي وإثمك فتكونَ من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين * فطَوَّعَتْ له نفسه قتل أخيه )) أي سهَّلَتْه له فقتَلَه (( فأصبَح من الخاسرين )) فكان قابيل أوَّل مَن سَنَّ القتل بغير حق وصارت كل نفسٍ تُقتَل بغير حقّ فعلى قابيل شيءٌ من وِزرِها والعياذ بالله، لأنَّه أول مَن سن القتل ومَن سَنَّ سنةً سيئة فعليه وزرُها ووزرُ مَن عمل بها إلى يوم القيامة، لكن هل الأمر كما قال المؤلف إنه الشيطان يعني إبليس الذي أبى واستكبر عن السجود لآدم وقابيل أو المراد الجنس؟ الصواب الثاني بلا شك، لأنَّ كثيرًا مِن الكافرين لا يخطُر ببالهم أنهم كفرُوا تأسِّيًا بالشيطان الذي أبى واستكبر وكثيرٌ من القتَلَة لا يتأَتَّى بباله أنه فعلَ ذلك تأسِّيًا بقابيل، فإذا كانت الآية تدلُّ بلفظِها على العموم والمعنى يقتضي ذلك فإنه لا وجهَ لكوننا نَخُصُّها بايش؟ بـ.. { انتبه يا ولد! } وهذه قاعدة يجب أن نفهمَها من قواعد التفسير أنَّ اللفظ العام لا يجوز أنْ يُقتَصَرَ فيه على بعض أفراده إلا بدليل فإن لم يكن دليل فالواجب العموم، هنا نقول: الواجب العموم، لأن اللفظ عام ولأنَّ المعنى يقتضِيه لأنَّ كُلَّ إنسان كافر قد لا يخطُر بباله أنه متأسٍّ بإبليس، كلُّ إنسان يقتُل عمدًا بلا حق لا يخطُر بباله أنه قتَلَ تأسِّيًا بقابيل، وحينئذ فاللفظ لا يساعد والمعنى لا يساعد أعني لا يساعدان على التَّخصيص بإبليس وقابيل.
وقولُه: (( أضَلَّانا من الجن والإنس )) (الجن) على كلام المؤلف هو إبليس والإنس: قابيل والصواب العموم، فإن قال قائل نحن نعلم أنَّ الإنسان يُضِلُّه البشر يأتي إنسانٌ سَيِّء ويُضِلُّه لكن كيف يكون مِن الجن؟ نقول: لأنَّ الجنَّ وعلى رأسِهم الشيطان يأمُر الإنسان بالفحشاء ويأمُرُه بالمنكر ويأمُرُه بالكفر فيكون بذلك مُضِلًّا له أرأيتم ما حصل مِن آدم وزوجِه ألم يكُنِ الشيطان قد أضَلَّهما؟ بلى قد أضَلَّهما، نهاهما الله عن الأكل من الشجرة فجاء الشيطان ودلَّاهما بغرور وجعل يُقسِم لهما أنَّه ناصح ووسْوَس إليهما حتى أكَلا مِن الشجرة، نعم.
(( نجعلْهما تحت أقدامنا )) (نجعلْهما) بالجزم جواب الأمر في قوله: (( أرْنَا )) يعني: إن أرَيْتَنا إياهما نجعلْهما تحت أقدامنا في النار، ولا شك أن الذي يجعلُه الإنسان تحت قدمِه قد أذَلَّه أعظَمَ إذلال ولهذا مِن الأمثال السائرة أنَّ الإنسان إذا أراد إعزَاز الشخص قال: أنت مني على الرأس، وإذا أراد إذلالَه قال: أنت تحتَ قدمي، فهم يقولون: أرنا هذين الذين أضلَّانا نجعلْهما تحت أقدامنا (( ليكونَا من الأسفلين )) أي أشدَّ عذابًا منا " كما كانا عالِيَيْن علينا مِن قبل فلْنَجعلْهما نحن الآن تحت أقدامنا ليكونَا مِن الأسفلين
وقولُه: (( أضَلَّانا من الجن والإنس )) (الجن) على كلام المؤلف هو إبليس والإنس: قابيل والصواب العموم، فإن قال قائل نحن نعلم أنَّ الإنسان يُضِلُّه البشر يأتي إنسانٌ سَيِّء ويُضِلُّه لكن كيف يكون مِن الجن؟ نقول: لأنَّ الجنَّ وعلى رأسِهم الشيطان يأمُر الإنسان بالفحشاء ويأمُرُه بالمنكر ويأمُرُه بالكفر فيكون بذلك مُضِلًّا له أرأيتم ما حصل مِن آدم وزوجِه ألم يكُنِ الشيطان قد أضَلَّهما؟ بلى قد أضَلَّهما، نهاهما الله عن الأكل من الشجرة فجاء الشيطان ودلَّاهما بغرور وجعل يُقسِم لهما أنَّه ناصح ووسْوَس إليهما حتى أكَلا مِن الشجرة، نعم.
(( نجعلْهما تحت أقدامنا )) (نجعلْهما) بالجزم جواب الأمر في قوله: (( أرْنَا )) يعني: إن أرَيْتَنا إياهما نجعلْهما تحت أقدامنا في النار، ولا شك أن الذي يجعلُه الإنسان تحت قدمِه قد أذَلَّه أعظَمَ إذلال ولهذا مِن الأمثال السائرة أنَّ الإنسان إذا أراد إعزَاز الشخص قال: أنت مني على الرأس، وإذا أراد إذلالَه قال: أنت تحتَ قدمي، فهم يقولون: أرنا هذين الذين أضلَّانا نجعلْهما تحت أقدامنا (( ليكونَا من الأسفلين )) أي أشدَّ عذابًا منا " كما كانا عالِيَيْن علينا مِن قبل فلْنَجعلْهما نحن الآن تحت أقدامنا ليكونَا مِن الأسفلين