التعليق على تفسير الجلالين : (( ومن أحسن قولا )) أي لا أحد أحسن قولا (( ممن دعا إلى الله )) بالتوحيد (( وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين )). حفظ
ثم قال عز وجل: (( ومَن أحسن قولًا ممن دعا إلى الله وعمل صالِحًا وقال إنني من المسلمين )) هذه ثلاثة أوصاف إذا اتَّصَف بها الإنسان فلا أحسَنَ مِن قولِه يقول الله عز وجل: (( ومن أحْسَن قولًا )) " أي لا أحدَ أحسَنُ قولًا " تفسير المؤلف لهذه الجملة يفِيد أنَّ (مَن) اسم استفهام لكنَّه بمعنى النفْي، (مَن أحسن) يعني لا أحدَ أحسن، وانتبهوا إذا جاءَ اسْمُ الاستفهام أو إذا جاء الاستفهام بمعْنَى النفي فإنه مُشْرَبٌ معنى التحَدِّي، أيُّهما أبلَغ أن تقول: لا أحدَ أحسن قولًا ممن دعا إلى الله أو أن تقول: مَن أحسن؟ الثاني أبلَغ لأنَّ الثانيَ يتَضَمَّن النفي ويتضَمَّن التحدي كأنَّه يقول: ايتِنِي ببينة على أنَّ هناك أحدًا أحسَن ممن دعا إلى الله، انتبه! كل استفهام جاء بمعنى النفي فإنَّه مُشْرَبٌ معنى التحدي، لأنك إذا قلت: مَن كذا يعني معناه أتحَدَّاك أن تأتِي لي بشَيْءٍ سوى ذاك، فـ(مَن) أحسَن أشدُّ نفيا مِن قول ايش؟ (لا أحد أحسن)، وذلك لأنها جملة استفهامية مشْرَبَةٌ معنى التحدي، (أحسن) هذه خبر المبتدأ و(من) هو المبتدأ و(قولًا) تمييز، لأنه كلما جاءَك اسمٌ منصوب بعد اسم التفضيل فهو تمييزٌ له، (( من أحسن قولا ممن دعا إلى الله )) قال المؤلف: " بالتوحيد " وهذا لا شكَّ حسن لكن الآيةُ أشمَل من التوحيد (( ممن دعا إلى الله )) بالتوحيد والعمل الصالح وغير ذلك ... الى الله، وقوله: (( ممن دعا إلى الله )) يعني إلى دِين الله، ودينُ الله يتضَمَّن التوحيد والأعمال الصالحة .. قال: (( وعمِل صالحًا )) فبدأ بإصلاح الغير ثم ثنَّى بإصلاح النفس مع أنَّ مَن دعا إلى الله فهو مُصْلِحٌ لنفسه أيضًا (( وعمل صالحا )) (صالحا) صفة لموصوف محذوف التقدير: وعمِل عملًا صالحًا، ولا يكون العمل صالحًا إلا بشرطين هما الإخلاص لله والمتابعَةُ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، طيب ... صفة لموصوف محذوف التقدير: عمِل عملًا صالحًا، طيب متى يكون العمل صالحا والسؤال لك؟ طيب أحسنت الإخلاص لله عز وجل والمتابعَةُ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فعمَل المرائِي أعملٌ صالح هو؟ .. فقَدَ الإخلاص، وعمَل المبتدع أصالِحٌ هو؟ لا، لفقدِه المتابعة وحينئِذٍ نقول لهؤلاء المبتدِعِين الذين عندهم من الإخلاص لله ما عندَهم: إنَّ عملكم حابِط قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( مَن عمِل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد )، ثم نقول: حقيقة الإخلاص تستَلْزِم ألَّا تعبُدَ الله إلا بما شرع لا تعبُدْه بهواك، لأنَّك إذا عَبَدتَّ الله بهواك بالبدعة فأنت غير مُخْلِص، ، المخلص لا بد أن يعبُد الله سبحانه وتعالى بما شرع، فصار العمل الصالح: ما تركَّبَ من شيئين: الأول: الإخلاص. والثاني: المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: (( وقال إنني من المسلمين )) قال باللسان أو بالقلب؟ بهما جميعًا، فإن قال قائل: قوله: (( إني من المسلمين )) هو مِن العمل الصالح لا شك فما الفائدة من ذلك؟ قلنا: الفائدة أنه يُعلِن هذا القول ولا يبالي بالمخالَفة، لأنَّ مِن الناس مَن يعمل صالحا لكنَّه تجدُه متسَتِّرًا ليس عنده الشجاعة التي تجعلهُ يُعلِن ذلك، أما هذا فإنه يُعلِن ويقول بلسان المقال
قال: (( وقال إنني من المسلمين )) قال باللسان أو بالقلب؟ بهما جميعًا، فإن قال قائل: قوله: (( إني من المسلمين )) هو مِن العمل الصالح لا شك فما الفائدة من ذلك؟ قلنا: الفائدة أنه يُعلِن هذا القول ولا يبالي بالمخالَفة، لأنَّ مِن الناس مَن يعمل صالحا لكنَّه تجدُه متسَتِّرًا ليس عنده الشجاعة التي تجعلهُ يُعلِن ذلك، أما هذا فإنه يُعلِن ويقول بلسان المقال