التعليق على تفسير الجلالين : (( وما يلقاها )) أي يؤتى الخصلة التي هي أحسن (( إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ )) ثواب (( عظيم )) . حفظ
يقول رحمه الله: " (( وما يلقاها )) أي يُؤتَى الخصلة التي هي أحسن (( إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ )) ثواب (( عظيم )) " نعم (وما يلقاها) قال المؤلف رحمه الله: " أي يؤتى الخصلة " وقيل: معناها لا يُوَفَّقُ لها والمعنَى متقارب يعني: لا ينالُ أحدٌ هذه الخصلة وهي الدِّفَاع بالتي هي أحسن إلا الذين صبروا، هذه الجملة فيها حصْر طريقُه ايش؟ النفي والإثبات: (( وما يلقاها إلا الذين صبروا ))، وقوله: (( إلا الذين صبروا )) أي حبسوا أنفسهم وأجبروها على تحَمُّل هذا الأمر وذلك لأنَّ هذا الأمر شدِيد إذْ أنَّ النفوسَ تُحِبُّ الانتقام ممن أسَاء إليها ولكن يقال: ادفَع بالتي هي أحسن، لهذا قال: (( وما يلقاها إلا الذين صبروا )) كل إنسان سوف يعاني معاناة شديدة إذا سلك هذه الطريق وهي: الدفاع بالتي هي أحسن لا بد أن يجد عناءً ومشقة فأثنَى الله تعلى على الصابرين على ذلك، الصبر لا يحتاج إلى أن نُطِيل الشرح فيه لأنهم قالوا: إنه يكون ثلاثة أنواع: يكون صبرًا على طاعة الله، وصبرًا عن معصيته، وصبرًا على أقداره، نعم، (( وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم )) قال: " ثواب " (ذو حظ) أي ثواب " والصواب أن يقال: الحظّ هو النصيب أي: ما يلقاها إلا ذو نصيبٍ عظيم ليس من الثواب فحسب بل من الثواب والأخلاق والرَّزانة وغير ذلك، يعني: مَن له نصيبٌ عظيم مِن أيِّ شيء؟ من الثواب والأخلاق والرزانة والتَّأَنِّي وغير ذلك فلا ينبغي أن يُقتصر في ذلك على الثواب، (( وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ))