تفسير قوله تعالى : (( ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحي الموتى إنه على كل شيء قدير )) . حفظ
الشيخ : بس أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تبارك وتعالى: (( ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة )) (من) للتبعيض و(آيات) جمعُ آية وهي العلامة المعَيِّنَةُ لِمَعْلُومِها فكلُّ علامة تعيِّن معلومَها وتحدِّدُه فهي آية، (( من آياته أنك ترى الأرض خاشعة )) (أنك) الخطاب هنا لكُلّ مَن يتَأَتَّى خطابُه وليس خاصًّا بالنبي صلى الله عليه وسلم واعلَمْ أنَّ الخطاب الموجه إلى واحِد ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: ما دلَّ الدليلُ على أنَّه خاصٌّ برسول الله صلى الله عليه وسلم فهو خاص به، والثاني: ما دلَّ الدليل على العموم فهو للعموم، والثالث: ما لا دليلَ فيه على هذا ولا على هذا فيصِحّ أن يكون خاصًّا بالرسول وأن يكون موجَّهًا لكُلِّ مَن يتأتى خطابُه، ففي قوله تعالى: (( ألم نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك وزرك )) الخطاب خاصٌّ بالرسول عليه الصلاة والسلام إذْ أنَّ هذا لا يتأَتَّى لغيره، وفي قوله تعالى: (( يا أيها الرسول بَلِّغْ ما أنزل إليك من ربك )) هذا أيضا خاصٌّ به، وفي قوله تعالى: (( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن )) هذا عام دل الدليل عليه، لأنه قال: (( يا أيها النبي )) ثم قال: (( إذا طلقتم )) وغالب ما يأتي ألَّا يكون فيه دليل لهذا ولا لهذا فنقول: إمَّا أنه مُوَجَّهٌ للرسول عليه الصلاة والسلام وأمتُه تكُونُ متأسِّيَةٌ به في ذلك، وإما أن يقال: إنه خطاب لكلِّ مَن يتأتى خطابه، في هذه الآية (( أنك ترى الأرض )) هل الخطاب هنا خاص بالرسول؟ لا، بل هو عامٌّ له ولغيره، إما أنَّ غيرَه داخلٌ في ذلك في أصْل المخاطبة وإمَّا بالتَّبَع