التعليق على تفسير الجلالين : (( ومن ءاياته أنك ترى الأرض خاشعة )) يابسة لا نبات فيها (( فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت )) تحركت (( وربت )) انتفخت وعلت (( إن الذي أحياها لمحي الموتى إنه على كل شيء قدير )). حفظ
(( أنك ترى الأرض خاشعة )) أي يابسة هامدة ليس فيها نبات إطلاقًا (( فإذا أنزلنا عليها الماء )) يعني المطر (( اهتزت )) تحركت (( ورَبَتْ )) انتفَخَتْ وعَلَتْ، (( فإذا أنزلنا عليها الماء )) أي ماء المطر (( اهتزت )) أي اهتَزَّ نباتُها من فوقِها وليس المراد أنَّ الأرضَ نفسها تهْتَزّ لأنَّنا لا نشعُر بذلك وإن كنا نُجَوِّز أن تكون اهتزازُها اهتزازًا يسيرًا لكن الذي يظهَر أنَّها اهتزت بالنبات، (( وربَت )) أي علَتْ وهل المراد ما أشار إليه المؤلف انتفاخُ الأرض عندما تُرِيد الحبة أن تخرُج فإنَّها الحبة تنتفِخ في باطن الأرض ثم إذا أراد غُصْنُها أن يخرُج رفع الأرض فهل هذا هو معنى (( ربت ))؟ أو المعنى: علَتْ بالنبات؟ يحتمِل هذا وهذا: أنها عَلَت بالنبات وأنَّه لَمَّا ذكَرَ اهتزازها أولًا اهتزاز النبات الخفيف ذكَرَ علُوَّ النبات الأشجار الكبيرة التي تعلُو، كلُّ هذا ممكن، ثم الله عز وجل: (( إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير )) (( إن الذي أحياها )) أي أحيا الأرض الخاشعة (( لمحيي الموتى )) والجملة كما ترون مؤكدَة بمؤكدين: (إن) واللام، و(الموتى) جمع مَيِّت والمراد بهم كل مَن مات مِن بني آدم وغيرِهم فهو قادرٌ على إحيائهم، (( إنه على كل شيء قدير )) (( إنه )) أيضًا جملة مؤكدة بـ(إن) و(( على كل شيء قدير )) كلَ شيء فالله قدير عليه قادِر على إيجاد المعدوم وعلى إعدام الموجود، وعلى تغيير الثابت وعلى تثبيت المتغَيِّر كل شيء قادِر عليه ففي هذه الآية فوائد:
أوَّلًا: أنَّ مِن آياتِ الله الدالة على قدرَتِه أنَّ الأرض اليابسة الهامدة إذا نزَل عليها الماء نبتَتْ واهتَزَّتْ ورَبَتْ وهل أحد يستطيع أن يفعَل مثل ذلك؟ أبدًا قال الله تعالى: (( أفرأيتم ما تحرثون * ْأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون )) لا أحد يستطيع مهما بلغَ مِن القوة أن يُنبِتَ ورقة ًواحدة، وقد تحدَّى الله عز وجل جميع الخلق فقال: (( يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إنَّ الذين تدعُون مِن دون الله لن يخلقُوا ذبابًا ولو اجتمعوا له )) وهذا تحَدٍّ بالأمر الكوني القدري، وتحدَّى اللهُ الخلق بالأمر الشرعي فقال: (( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ ))[الإسراء:88] إذًا فالإنسان عاجِز مهما كان.
أوَّلًا: أنَّ مِن آياتِ الله الدالة على قدرَتِه أنَّ الأرض اليابسة الهامدة إذا نزَل عليها الماء نبتَتْ واهتَزَّتْ ورَبَتْ وهل أحد يستطيع أن يفعَل مثل ذلك؟ أبدًا قال الله تعالى: (( أفرأيتم ما تحرثون * ْأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون )) لا أحد يستطيع مهما بلغَ مِن القوة أن يُنبِتَ ورقة ًواحدة، وقد تحدَّى الله عز وجل جميع الخلق فقال: (( يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إنَّ الذين تدعُون مِن دون الله لن يخلقُوا ذبابًا ولو اجتمعوا له )) وهذا تحَدٍّ بالأمر الكوني القدري، وتحدَّى اللهُ الخلق بالأمر الشرعي فقال: (( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ ))[الإسراء:88] إذًا فالإنسان عاجِز مهما كان.