التعليق على تفسير الجلالين : (( إن الذين يلحدون )) من ألحد ولحد (( في ءاياتنا )) القرآن بالتكذيب (( لا يخفون علينا )) فنجازيهم . حفظ
ثم قال جل وعلا: (( إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا )) يقول المفسر: " مِن ألحَد ولَحَد " مِن (ألحد) تكون يُلْحِدُون و(لَحَد) يَلْحَدُون، وأصلُ اللحد أو الإِلحاد هو الـمَيل ومنه سُمِّي اللحد لحدًا لِمَيْلِه إلى جانب القبر، إذًا فهذه المادة (ل ح د) مأخوذة من أين؟ من الميل فمعنى (يلحدون في آياتنا) أي يميلُون فيها، و(آياتنا) جمع آية وآياتُ الله تعالى تنقسِم إلى قسمين:
آياتٌ شرعية وهي الوحي المنَزَّل على الأنبياء والرسل، وآياتٌ قدَرِيَّة وهي المخلوقات كلُّ المخلوقات آياتٌ قدرية تدُلُّ على خالِقِها وبارئِها، وفي ذلك يقول الشاعرُ الصادِقُ في قوله:
فوا عجبًا كيف يُعصَى الإله أم كيف يجحَدُه الجاحد
وفي كل شـــــيءٍ له آيةٌ تدلُّ على أنَّه واحد
كلُّ المخلوقات آيةٌ من آيات الله، إذًا الآيات قسمان: كونية وهي جميع المخلوقات، شرعية وهي الوحي المنَزَّل على الرسل عليهم الصلاة والسلام، طيب الإلحاد في الآيات الكونية يكون بواحد مِن أمور ثلاثة: إما بإضافتها إلى غير الله، وإما باعتقادِ مُشارك لله فيها، وإما باعتقاد مُعِينٍ لله فيها كم هذه؟ ثلاثة: الأول نسبَتُها إلى غير الله فيقول مثلًا: الذي خلق السماء القوة الطبيعية هذا إلحاد في الآيات الكونية، أو اعتقاد مُشارك لله فيها مثل أن يقول: الذي يدَبِّر الكون هو الله والإمام الفلاني كما تقوله بعض الرافضة الثالث: اعتقاد معينٍ لله فيها يعني كأن الله عجَز عن إقامة السماوات والأرض فأعانه آخَر هذا هو الإلحاد في آيات الله الكونية وإلى هذا يشير قوله تعالى: (( قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير )) كُل الثلاثة نفاها (( لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض )) على سبيل الاستقلال (( وما لهم فيهما من شرك )) على سبيل المشاركة (( وما له )) أي ما لله (( منهم من ظهير )) أي مُعِين، مرة ثانية نقول: الإلحاد في الآيات الكونية يا صالح ما هو؟
الطالب: إما بإضافتها لغير الله، أو اعتقاد مشارك لله عز وجل، أو اعتقاد معين لله.
الشيخ : إما بنسبتها إلى غير الله أو اعتقاد مشارك لله فيها أو اعتقاد معين لله فيها كلُّ هذا إلحاد، الآيات الشرعية قلنا: إنها هي ما نزل مِن الوحي على رُسُل الله، الإلحاد فيها يكون بتكذيبها وتحريفِها ومخالفَتِها أيضًا في ثلاثة أمور يكون بثلاثة أمور: تكذيبِها أو تحريفِها أو مخالفَتِها، هذا الإلحاد في الآيات الشرعية فمَن كذَّب وقال: إنَّ محمدًا مثلًا لم ينزِلْ عليه وحي وإنما يعَلِّمُه بشَر فهو مُلحِد، ومَن حرَّفَها وغيَّرَ معناها أو غيَّر لفظَها فهو مُلْحِد لأنَّ التحريف يكون لفظًا ويكون معنى، والثالث: مَن خالَفها فهو مُلْحِد فمَن عصَى الله فهو مُلحِد لكنَّه ليس الإلحاد الذي نفهَمُه وهو الخُروج من الدين بل هو مُلحِدٌ إلحادًا بقدر ما فعل مِن المعصية والمخالفة، دليل ذلك قوله تعالى: (( ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم )) الدليل هذا سمعي، دليل عقلي أنَّنا قلنا: الإلحاد في اللغة هو الميل والعاصي المخالِف للأوامر مائِل بلا شك، الإلحاد في الآيات الشرعية يكون يا أخ
الطالب: ثلاثة
الشيخ : بثلاثة ولَّا بواحدة من ثلاثة؟
الطالب: بواحد مِن بثلاثة إمَّا بتكذيبِها أو تحريفِها أو مخالفَتِها.
الشيخ : تمام، طيب هؤلاء الذين يُلحِدُون في هذا أو في هذا يقول الله عز وجل: (( لا يخفَون علينا )) هذه صفة نفي (( لا يخفون )) نفَى الله عز وجل أن يخفَى عليه هؤلاء لِمَاذَا؟ لِكمَال علمِه، واعلَمْ أنَّه لا يمكن أن يُوجَد في صفات الله نفْيٌ محْض بل كُلّ ما نفَى الله عن نفسِه فهو متضَمِّن لكمال وإثبات وهذه دعْها قاعدة عندك لا تفرِّطْ بها، لا يُوجَد في صفات الله نفْيٌ محْض بل كُلّ ما نفَى الله عن نفسِه فإنَّه متضَمِّنٌ لكمال، فمثلًا (( لا يخفون علينا )) ليش؟ لكمال علمِه فإنَّ الله تعالى كامل العلم مُحيطٌ بكل شيء (( أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلُنا لديهم يكتبون )) طيب إذًا (لا يخفون علينا) أي لا تخفَى علينا حالهم ولا أعيانُهم لِكمال العلم، و..المراد بهذه الجملة المراد بها التَّهديد كما تقول لابنك: يا بُنَيّ اذهَبْ لِمَا شئت فإنك لا تخفى عليّ لا يخفى عليَّ فعلك، فالمراد بها التهديد وهي في غاية التهديد، لأنه إذا قال الله عز وجل: (( إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا )) فسوف ترتَعِدُ الفرائِص من هذا الوعيد، ثم قال (( لا يخفون علينا )) فنجازيهم " المؤلف رحمه الله يقول: " (في آياتنا) القرآن بالتكذيب " ففي تفسير المؤلف قصور: أولا: أنه جعل الآيات هنا الآيات الشرعية وهذا غلَط: الآيات أعم، ثانيًا: أنه لم يجعَل الإلحاد في الآيات الشرعية إلا بنَوعٍ واحد مِن الإلحاد وهو التكذيب وقد قلنا: إنَّ الإلحاد فيها يكون بواحد من ثلاثة أمور: إما التكذيب أو التحريف أو المخالفة طيب
آياتٌ شرعية وهي الوحي المنَزَّل على الأنبياء والرسل، وآياتٌ قدَرِيَّة وهي المخلوقات كلُّ المخلوقات آياتٌ قدرية تدُلُّ على خالِقِها وبارئِها، وفي ذلك يقول الشاعرُ الصادِقُ في قوله:
فوا عجبًا كيف يُعصَى الإله أم كيف يجحَدُه الجاحد
وفي كل شـــــيءٍ له آيةٌ تدلُّ على أنَّه واحد
كلُّ المخلوقات آيةٌ من آيات الله، إذًا الآيات قسمان: كونية وهي جميع المخلوقات، شرعية وهي الوحي المنَزَّل على الرسل عليهم الصلاة والسلام، طيب الإلحاد في الآيات الكونية يكون بواحد مِن أمور ثلاثة: إما بإضافتها إلى غير الله، وإما باعتقادِ مُشارك لله فيها، وإما باعتقاد مُعِينٍ لله فيها كم هذه؟ ثلاثة: الأول نسبَتُها إلى غير الله فيقول مثلًا: الذي خلق السماء القوة الطبيعية هذا إلحاد في الآيات الكونية، أو اعتقاد مُشارك لله فيها مثل أن يقول: الذي يدَبِّر الكون هو الله والإمام الفلاني كما تقوله بعض الرافضة الثالث: اعتقاد معينٍ لله فيها يعني كأن الله عجَز عن إقامة السماوات والأرض فأعانه آخَر هذا هو الإلحاد في آيات الله الكونية وإلى هذا يشير قوله تعالى: (( قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير )) كُل الثلاثة نفاها (( لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض )) على سبيل الاستقلال (( وما لهم فيهما من شرك )) على سبيل المشاركة (( وما له )) أي ما لله (( منهم من ظهير )) أي مُعِين، مرة ثانية نقول: الإلحاد في الآيات الكونية يا صالح ما هو؟
الطالب: إما بإضافتها لغير الله، أو اعتقاد مشارك لله عز وجل، أو اعتقاد معين لله.
الشيخ : إما بنسبتها إلى غير الله أو اعتقاد مشارك لله فيها أو اعتقاد معين لله فيها كلُّ هذا إلحاد، الآيات الشرعية قلنا: إنها هي ما نزل مِن الوحي على رُسُل الله، الإلحاد فيها يكون بتكذيبها وتحريفِها ومخالفَتِها أيضًا في ثلاثة أمور يكون بثلاثة أمور: تكذيبِها أو تحريفِها أو مخالفَتِها، هذا الإلحاد في الآيات الشرعية فمَن كذَّب وقال: إنَّ محمدًا مثلًا لم ينزِلْ عليه وحي وإنما يعَلِّمُه بشَر فهو مُلحِد، ومَن حرَّفَها وغيَّرَ معناها أو غيَّر لفظَها فهو مُلْحِد لأنَّ التحريف يكون لفظًا ويكون معنى، والثالث: مَن خالَفها فهو مُلْحِد فمَن عصَى الله فهو مُلحِد لكنَّه ليس الإلحاد الذي نفهَمُه وهو الخُروج من الدين بل هو مُلحِدٌ إلحادًا بقدر ما فعل مِن المعصية والمخالفة، دليل ذلك قوله تعالى: (( ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم )) الدليل هذا سمعي، دليل عقلي أنَّنا قلنا: الإلحاد في اللغة هو الميل والعاصي المخالِف للأوامر مائِل بلا شك، الإلحاد في الآيات الشرعية يكون يا أخ
الطالب: ثلاثة
الشيخ : بثلاثة ولَّا بواحدة من ثلاثة؟
الطالب: بواحد مِن بثلاثة إمَّا بتكذيبِها أو تحريفِها أو مخالفَتِها.
الشيخ : تمام، طيب هؤلاء الذين يُلحِدُون في هذا أو في هذا يقول الله عز وجل: (( لا يخفَون علينا )) هذه صفة نفي (( لا يخفون )) نفَى الله عز وجل أن يخفَى عليه هؤلاء لِمَاذَا؟ لِكمَال علمِه، واعلَمْ أنَّه لا يمكن أن يُوجَد في صفات الله نفْيٌ محْض بل كُلّ ما نفَى الله عن نفسِه فهو متضَمِّن لكمال وإثبات وهذه دعْها قاعدة عندك لا تفرِّطْ بها، لا يُوجَد في صفات الله نفْيٌ محْض بل كُلّ ما نفَى الله عن نفسِه فإنَّه متضَمِّنٌ لكمال، فمثلًا (( لا يخفون علينا )) ليش؟ لكمال علمِه فإنَّ الله تعالى كامل العلم مُحيطٌ بكل شيء (( أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلُنا لديهم يكتبون )) طيب إذًا (لا يخفون علينا) أي لا تخفَى علينا حالهم ولا أعيانُهم لِكمال العلم، و..المراد بهذه الجملة المراد بها التَّهديد كما تقول لابنك: يا بُنَيّ اذهَبْ لِمَا شئت فإنك لا تخفى عليّ لا يخفى عليَّ فعلك، فالمراد بها التهديد وهي في غاية التهديد، لأنه إذا قال الله عز وجل: (( إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا )) فسوف ترتَعِدُ الفرائِص من هذا الوعيد، ثم قال (( لا يخفون علينا )) فنجازيهم " المؤلف رحمه الله يقول: " (في آياتنا) القرآن بالتكذيب " ففي تفسير المؤلف قصور: أولا: أنه جعل الآيات هنا الآيات الشرعية وهذا غلَط: الآيات أعم، ثانيًا: أنه لم يجعَل الإلحاد في الآيات الشرعية إلا بنَوعٍ واحد مِن الإلحاد وهو التكذيب وقد قلنا: إنَّ الإلحاد فيها يكون بواحد من ثلاثة أمور: إما التكذيب أو التحريف أو المخالفة طيب