التعليق على تفسير الجلالين : (( أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي ءامنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير )) تهديد لهم . حفظ
قال الله تعالى: (( أفمن يلقى في النار خير أمن يأتي آمِنًا يوم القيامة )) الجواب: الثاني ولَّا الأول؟
الطالب: (( من يأتي آمنا يوم القيامة )).
الشيخ : (( أفمن يلقى في النار )) استفهام من الله عز وجل (( أفمن يلقى في النار خيرٌ أمَّن يأتي آمنا يوم القيامة )) الجواب لا شك أنه الثاني طيب، وفي قوله: (أفمن يؤتى) [كذا] هذا نتيجَةُ قوله (( لا يخفون علينا )) إذًا فالمعنى: لا يخفون علينا وسنُلْقِيهم في النار لأنَّ هذه هي النتيجة مِن قوله: (( لا يخفون علينا )) فيكون المعنى: لا يخفون علينا وسنُلْقِيهم في النار وأخبِرُوني: أفمن يُلقَى في النار خير أمَّن يأتي آمنا يوم القيامة؟ والجواب أنَّ الناس بصوتٍ واحد سيقولون: مَن يأتِي آمنًا يوم القيامة فهو الخَيْر، وقوله: (( أفمن يلقى في النار خير )) (يلقى) يفيد هذا أنَّ أهل النار -والعياذ بالله- إذا وردوها لا يدخُلُوها طائعين ولا مُختارين ولكنَّهم يُلقَوْن إلقاءً كما يُلقَى الحجر من على الجبل قال الله تعالى: (( كلَّما أُلْقِيَ فيها فوجٌ سألَهم خزنتها )) (كلما ألقي فيها) وقال تعالى: (( يوم يُدَعُّون إلى نارِ جهنم دعًّا )) لأنهم لا يريدون أن يذهبوا، ولكن قد ثبتَ أنَّ النار تُمَثَّل لهم كالسراب فيأتُون إليها سراعًا نقول: لا منافاة هي تُمَثَّل لهم كالسراب وهم يريدون الشُّرْب فيأتون إليها سِراعًا فإذا وصلوا إليها وعرفُوا أنها النار حينئِذٍ يقِفون ثم يُدَعُّون إلى نار جهنم دعًّا أعاذَنا الله وإياكم منها ثم يُلقَون فيها إلقاءً، وقوله: (( خيرٌ أمَّن يأتي آمِنًا يوم القيامة )) وهم المؤمنون الذين لا يُلْحِدُون في آيات الله هؤلاء يأتون يوم القيامة آمِنِين، قال الله تعالى: (( الذين آمنوا ولم يلبِسُوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن )) في الدنيا أو الآخرة؟ في الدنيا والآخرة، طيب (( أمَّن يأتِي آمِنًا )) إعراب (آمِنًا) لماذا صارَت بالنصب وقبلَها فعل مضارع؟
الطالب: حال
الشيخ : حال، أين الفاعل؟
الطالب: فاعل (يأتي)
الشيخ : الفاعل مستَتِر التقدير: أمَّن يأتِي هو آمِنًا يوم القيامة، يوم القيامة يعني به يوم البعث والنشور وسُمِّي يوم القيامة لوجوه ثلاث: الأول أنَّ الناس يقومون فيه من قبورهم لرب العالمين كما قال تعالى: (( يوم يقوم الناس لرب العالمين ))، الثاني: أنَّه يُقَام فيه العدل كما قال تعالى: (( ونضَعُ الموازين القسط ليوم القيامة ))، والثالث: أنَّه يُقَامُ فيه الأشهاد (( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد )) فلهذا سُمِّيَ يومَ القيامة لوجوه ثلاث الأخ؟
الطالب: إما لقيام الناس من قبورهم
الشيخ : لقيام الناس من قبورهم لرب العالمين الدليل؟
الطالب: (( يوم يقوم الناس لرب العالمين ))
الشيخ : هذا واحد، الثاني؟
الطالب: الثاني: قيام الأشهاد
الشيخ : نعم، الدليل؟
الطالب: (( ويوم يقوم الأشهاد )) ..
الشيخ : طيب، الثالث؟
الطالب: قيام الموازين بالقسط
الشيخ : أنه يُقَام فيهم العدل، الدليل؟
الطالب: (( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة )).
الشيخ : طيب بارك الله فيك، (( أمَّن يأتي آمنا يوم القيامة اعمَلُوا ما شئتم )) يعني: بعد هذا الإنذار والتهديد والوعيد (( اعملوا ما شئتم )) وهذه جملة أيضًا تفيد التهديد بلا شَكّ يعني: اعملُوا ما شئتم مِن الخير أو من الشر (( إنه بما تعملون بصير )) إذًا (( اعملوا ما شئتم )) ليست إباحَة أنَّ الإنسان يعمَل ما شاء كما يدَّعي هؤلاء أنَّ الحُرِّيَّة أن تعمَلَ ما شئت عند هؤلاء الكفار الإنسان حُرّ في دينه يَدِينُ بما شاء، حُرّ في أخلاقِه يتخَلَّق بما شاء، حُرّ بأعماله يعمل ما شاء هكذا عندهم، ونحن نقول: لا، الحُرِّيَّة المطلقة هي الرِّقُّ الـمُطْلَق لأنك إذا تحرَّرْت من قُيود الشرع تقَيَّدتَّ بقُيود الشر، ولهذا يقول ابن القيم في النونية: " هربُوا مِن الرِّقِّ الذي خُلِقُوا له " ما هو الرِّقّ الذي خُلِقْنا له؟ عبادة الله عز وجل " وبُلُوا " يعني ابْتُلُوا " برِقِّ النفس والشيطان " صاروا عبيدًا لأنفسِهم والشَّيَاطِين فرُّوا مِن رقِّهم لله إلى رقِّهم للهوى والشيطان، فنقول: إنَّ قوله: (( اعملوا ما شئتم )) ليس إطلاقا بمعنى ليس إباحة ولكنَّه تهديد وهو أسلوبٌ عرَبِيٌّ مبين منذ نزَل القرآن وإلى يومنا هذا، ولهذا أكَّدَه بقوله: (( إنه بما تعملون بصير )) قال المؤلف: " تهديد لهم " (( إنَّه )) الضمير يعود على من؟ على الله عز وجل وقوله: (( بما تعملون بصير )) أي عليم، وقوله: (( بما تعلمون بصير )) قُدِّم على عاملِه لسببين:
أحدهما: لفظي، والثاني: معنوي، أما اللفظي فهو لتناسب الآيات رُؤُوس الآيَات والقرآن الكريم كما تعلَمون نزل بلسانٍ عربِي يُراعي التَّناسب اللفظي والمعنوي، والفائدة الثانية: أنَّه أشَدُّ تهدِيدًا مما إذا جَاء متأخِّرًا عن عامِلِه كأنه يقول: لو لم يكن عالِمًا بأيِّ شيء لكانَ عالِمًا بأعمالكم، فهنا الحَصْر لِبيان التهديد لهؤلاء كأنَه يقول: لو خَفِي عليه كُلُّ شيء لم يَخْفَ عليه أعمالكم
الطالب: (( من يأتي آمنا يوم القيامة )).
الشيخ : (( أفمن يلقى في النار )) استفهام من الله عز وجل (( أفمن يلقى في النار خيرٌ أمَّن يأتي آمنا يوم القيامة )) الجواب لا شك أنه الثاني طيب، وفي قوله: (أفمن يؤتى) [كذا] هذا نتيجَةُ قوله (( لا يخفون علينا )) إذًا فالمعنى: لا يخفون علينا وسنُلْقِيهم في النار لأنَّ هذه هي النتيجة مِن قوله: (( لا يخفون علينا )) فيكون المعنى: لا يخفون علينا وسنُلْقِيهم في النار وأخبِرُوني: أفمن يُلقَى في النار خير أمَّن يأتي آمنا يوم القيامة؟ والجواب أنَّ الناس بصوتٍ واحد سيقولون: مَن يأتِي آمنًا يوم القيامة فهو الخَيْر، وقوله: (( أفمن يلقى في النار خير )) (يلقى) يفيد هذا أنَّ أهل النار -والعياذ بالله- إذا وردوها لا يدخُلُوها طائعين ولا مُختارين ولكنَّهم يُلقَوْن إلقاءً كما يُلقَى الحجر من على الجبل قال الله تعالى: (( كلَّما أُلْقِيَ فيها فوجٌ سألَهم خزنتها )) (كلما ألقي فيها) وقال تعالى: (( يوم يُدَعُّون إلى نارِ جهنم دعًّا )) لأنهم لا يريدون أن يذهبوا، ولكن قد ثبتَ أنَّ النار تُمَثَّل لهم كالسراب فيأتُون إليها سراعًا نقول: لا منافاة هي تُمَثَّل لهم كالسراب وهم يريدون الشُّرْب فيأتون إليها سِراعًا فإذا وصلوا إليها وعرفُوا أنها النار حينئِذٍ يقِفون ثم يُدَعُّون إلى نار جهنم دعًّا أعاذَنا الله وإياكم منها ثم يُلقَون فيها إلقاءً، وقوله: (( خيرٌ أمَّن يأتي آمِنًا يوم القيامة )) وهم المؤمنون الذين لا يُلْحِدُون في آيات الله هؤلاء يأتون يوم القيامة آمِنِين، قال الله تعالى: (( الذين آمنوا ولم يلبِسُوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن )) في الدنيا أو الآخرة؟ في الدنيا والآخرة، طيب (( أمَّن يأتِي آمِنًا )) إعراب (آمِنًا) لماذا صارَت بالنصب وقبلَها فعل مضارع؟
الطالب: حال
الشيخ : حال، أين الفاعل؟
الطالب: فاعل (يأتي)
الشيخ : الفاعل مستَتِر التقدير: أمَّن يأتِي هو آمِنًا يوم القيامة، يوم القيامة يعني به يوم البعث والنشور وسُمِّي يوم القيامة لوجوه ثلاث: الأول أنَّ الناس يقومون فيه من قبورهم لرب العالمين كما قال تعالى: (( يوم يقوم الناس لرب العالمين ))، الثاني: أنَّه يُقَام فيه العدل كما قال تعالى: (( ونضَعُ الموازين القسط ليوم القيامة ))، والثالث: أنَّه يُقَامُ فيه الأشهاد (( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد )) فلهذا سُمِّيَ يومَ القيامة لوجوه ثلاث الأخ؟
الطالب: إما لقيام الناس من قبورهم
الشيخ : لقيام الناس من قبورهم لرب العالمين الدليل؟
الطالب: (( يوم يقوم الناس لرب العالمين ))
الشيخ : هذا واحد، الثاني؟
الطالب: الثاني: قيام الأشهاد
الشيخ : نعم، الدليل؟
الطالب: (( ويوم يقوم الأشهاد )) ..
الشيخ : طيب، الثالث؟
الطالب: قيام الموازين بالقسط
الشيخ : أنه يُقَام فيهم العدل، الدليل؟
الطالب: (( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة )).
الشيخ : طيب بارك الله فيك، (( أمَّن يأتي آمنا يوم القيامة اعمَلُوا ما شئتم )) يعني: بعد هذا الإنذار والتهديد والوعيد (( اعملوا ما شئتم )) وهذه جملة أيضًا تفيد التهديد بلا شَكّ يعني: اعملُوا ما شئتم مِن الخير أو من الشر (( إنه بما تعملون بصير )) إذًا (( اعملوا ما شئتم )) ليست إباحَة أنَّ الإنسان يعمَل ما شاء كما يدَّعي هؤلاء أنَّ الحُرِّيَّة أن تعمَلَ ما شئت عند هؤلاء الكفار الإنسان حُرّ في دينه يَدِينُ بما شاء، حُرّ في أخلاقِه يتخَلَّق بما شاء، حُرّ بأعماله يعمل ما شاء هكذا عندهم، ونحن نقول: لا، الحُرِّيَّة المطلقة هي الرِّقُّ الـمُطْلَق لأنك إذا تحرَّرْت من قُيود الشرع تقَيَّدتَّ بقُيود الشر، ولهذا يقول ابن القيم في النونية: " هربُوا مِن الرِّقِّ الذي خُلِقُوا له " ما هو الرِّقّ الذي خُلِقْنا له؟ عبادة الله عز وجل " وبُلُوا " يعني ابْتُلُوا " برِقِّ النفس والشيطان " صاروا عبيدًا لأنفسِهم والشَّيَاطِين فرُّوا مِن رقِّهم لله إلى رقِّهم للهوى والشيطان، فنقول: إنَّ قوله: (( اعملوا ما شئتم )) ليس إطلاقا بمعنى ليس إباحة ولكنَّه تهديد وهو أسلوبٌ عرَبِيٌّ مبين منذ نزَل القرآن وإلى يومنا هذا، ولهذا أكَّدَه بقوله: (( إنه بما تعملون بصير )) قال المؤلف: " تهديد لهم " (( إنَّه )) الضمير يعود على من؟ على الله عز وجل وقوله: (( بما تعملون بصير )) أي عليم، وقوله: (( بما تعلمون بصير )) قُدِّم على عاملِه لسببين:
أحدهما: لفظي، والثاني: معنوي، أما اللفظي فهو لتناسب الآيات رُؤُوس الآيَات والقرآن الكريم كما تعلَمون نزل بلسانٍ عربِي يُراعي التَّناسب اللفظي والمعنوي، والفائدة الثانية: أنَّه أشَدُّ تهدِيدًا مما إذا جَاء متأخِّرًا عن عامِلِه كأنه يقول: لو لم يكن عالِمًا بأيِّ شيء لكانَ عالِمًا بأعمالكم، فهنا الحَصْر لِبيان التهديد لهؤلاء كأنَه يقول: لو خَفِي عليه كُلُّ شيء لم يَخْفَ عليه أعمالكم