تتمة الكلام على مذاهب الناس في مسألة أفعال العباد والاحتجاج بالقدر . حفظ
وكم لِظلَامِ الليل عندك مِن يدٍ تُحَدِّث أنَّ الـمَانَوِيَّةَ تكْذِبُ
(كم) للتكثير "كم لظلام الليل عندك من يد" أي مِن نعمة "تحدث أن المانوية" وهم فرقة مِن المجوس "تكذب" لأنَّ المانوية يقولون: الظلمة تخلق ايش؟
الطالب: الشر
الشيخ : والنِّعَم خير ولَّا شر؟ خير يقول لممدوحِه: أنت تجود ليلًا ونهارًا مما يكَذِّب المانوية الذين يقولون إنَّ الظلمة تخلق الشر، على كلِّ حال نحن نقول: إنَّ الجبرية قوبِلَتْ بدعتُهم ببدعة، واعلم أنَّ البدعة لا يمكن أن تُقاوم ببدعة، لأنك إذا ابتدعت ادعى عليك هو ادعى هو عليك، ومِن ذلك ما يفعلُه بعض الناس في يوم عاشوراء يوم عاشوراء عند الرافضة يوم حُزْن وبلاء، جاء أناس مِن أهل السنة قالوا: إذًا نجعله يوم فرح وسرور وينبغي يوم عاشوراء أن نتزَيَّن ونتجَمَّل ونُوَسِّع على العيال ونكشف بهم ونريهم الأشياء، ضد الحُزْن لكن هل هذا صحيح؟ لا، لأن إذا فعلْنا هذا قالت الرافضة: ما دليلكم على هذا؟ فلا يمكن أن تقابَل البدعة ببدعة أبدًا لا تُقابَل إلا بالسنة، نحن نُقابِل الجبرية الذين ينكرون مشيئة العبد بدلالة الكتاب والسنة أنَّ للإنسان مشيئة، ونقابل القدرية بأنَّ الله تعالى له مُلْك السماوات والأرض وما تشاءون إلا أن يشاء الله أفهمتم؟، إذًا أنا إذا شئتُ شيئًا وفعلتُه أقول: إنَّ الله شاءَ ذلك قبل أن أشاء، لا يمكن أن أشاءَ شيئًا وأفعلَه دون أن يكون الله تعالى شاءَه أبدًا، { عبد الله الأفغاني! وين أنت؟ } طيب فإذا قال قائل: أنت إذا قلت هذا وأنَّ مشيئتَك بعد مشيئة الله وتابِعَةٌ لمشيئة الله لزِم على ذلك أن يحتَجَّ العاصي علينا بقدرِ الله ومشيئَتِه، العاصي يشاء المعصية ويفعل المعصية قلنا له ليش؟ قال: لأنَّ الله شاء ذلك، أنتم تقولون إنه ما مِن مشيئةٍ للعبد إلا وهي مسبُوقَةٌ بمشيئة الله (( وما تشاءون إلا أن يشاء الله )) أنا وش أسوي؟ شاءَ الله أن أفعل ففعلْت كيف تلومونني على أمرٍ كتبَه الله عليّ وشاءَه علَيّ؟ ايش نقول؟ نقول: قبل كل شيء مَن أعلمَك أنَّ الله شاء ذلك؟ هل أحد يعلم أنَّ الله شاءَ الشيء إلا بعد وقوعه؟ لا يعلم (( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا )) أنا مثلًا عندما أقوم وأصلي أعلم أنني لما شئْتُ الصلاة وفعلْت فقد شاءَها الله عز وجل مِن قبل، لكن قبلَ أن أُصَلّي هل أعلَم أنَّ الله شاء أن أُصَلِّي أم لا؟
الطلبة: لا أعلم
الشيخ : لا؟ لام ألف؟ متأكدون؟
الطلبة: نعم.
الشيخ : طيب، العاصي حين يفعل المعصية هل يعلَم أنَّ الله شاءَ له أن يفعَلَ المعصية قبل أن يفعلَها؟ لا، إذًا لا حُجَّةَ له، وما أحسن ما قاله بعض العلماء إنَّ القدر سِرٌّ مكْتُوم لا يُعلَم إلا بعد وقوع المقدور، وهو كذلك هذا جوابٌ مفحم لا يمكن أن يتخَطَّاه المجرِم قيدَ أنملة، طيب ثم نقول له: ألستَ الآن إذا كان أمامك نارٌ محرِقَة أو أودية مُغْرِقة ألست تُحْجِم عنها ولا تُقْدِم عليها؟
الطالب: بلى
الشيخ : طيب لماذا لا تُقدِم وتُلقِي نفسَك في النار وتقول: .. هذه مشيئة الله؟ لا يمكن أن يُقدِم لا على أودية مغرِقة ولا على نارٍ محْرِقة ويدَّعِي أن ذلك بمشيئة الله لا يمكن، نقول: إذًا لماذا لم تتجَنَّب المعاصي التي علِمْت بوعد الله عز وجل أو وعيده أنَّها سببٌ لدخول النار؟ لِماذا؟ هذا نخاطِبُه حينما نريد منه أن يتجَنب المعاصي، عندما نريد أن يفعل الطاعات نقول: تعال: نزلَ في الصحف مسابقة على وظِيفتين إحداهما عشرة آلاف ريـال في الشهر والثانية عشرة .. في الشهر إلى أين يذهب؟
الطالب: عشرة آلاف
الشيخ : لا يا جماعة يذهب إلى عشرة ونقول هذا تقدير الله؟ ..لا. طيب نقول: ألست تذهب إلى عشرة آلاف؟ تريد هذا الراتب الجيد، طيب العمل الصالح عُرِض عليك عمل صالح بأنَّ جزاءَ الحسنة بعشْر أمثالها إلى سبعمائة ضعف لماذا لا تُقدِم عليها؟ كما كنت تُقدِم على ما تراه حظًّا لك في عمَلِ الدنيا فلماذا لا تُقدِم على ما تراه حظًّا لك في عمل الآخرة؟ وبهذا تنقطع حجة الظالم سواءٌ ظلمَ بفعل المحرمات أو بترك الواجبات، لا حرج نقول تعرضنا لهذا وإن كان ليس مِن خصائص علم التفسير لأنَّ هذا من علم العقيدة المهِمّ، ربما يُشوِّش على الإنسان مثلُ بهذه الإيرادات من الجبرية أو من القدرية فنقول بما سمعتم، والأمر والحمد لله واضح حتى أنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام حلَّ هذه المشكلة بكلمتين فقط قال عليه الصلاة والسلام وهو على شفِير قبرٍ لإحدى بناته قال: ( ما منكم من أحد إلا وقد كُتِب مقعده من الجنة ومقعده من النار ) قالوا: يا رسول الله أفلا ندع العمل ونتَّكِل على الكتاب؟ هذا اعتراض لكنه اعتراض في بادي الأمر كما قال تعالى: (( بادي الرأي )) ما دام مكتوب الشيء ما حاجة نعمل، هذا مكتوب من أهل السعادة خلاص نال السعادة .. لِيَنَم لأنه من أهل السعادة، هذا من أهل الشقاوة أيضًا لا يعمل، لأنه من أهل الشقاوة ما حاجة يعمل، فقال النبي عليه الصلاة والسلام كلمتين: ( اعملوا فكلٌّ مُيَسَّر لِما خُلِق له ) سبحان الله ما ذهب يأتي بفلسفة وتطويل: بكلمتين ( اعملوا فكلٌّ مُيَسَّر لِما خُلِق له ) هذا الذي مِن قِبَلِنا أن نعمل ثم كُلٌّ مُيسر لِما خُلِق له فإذا وجدت من نفسك أنَّ الله يسَّر لك الخير والهدى والنشاط على العبادة فاعلم أنك ممن كُتِب من أهل السعادة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( أمَّا أهل السعادة فيُيَسَّرُون لعمل السعادة وأما أهل الشقاوة فيُيَسرون لعمل أهل الشقاوة ) فالأمر والحمد لله واضح جدًّا أنه لا حجة للعاصي بالقدر على معصيته، ولا للمتهاون في الواجب بالقدر على تهاونه، الأمر أوضح مِن أن يحتاج إلى كثيرِ كلام، { يرحمك الله } لكن لَمَّا كان الشيطان يأتي للإنسان ويقول: كذا وكذا، بقي علينا أن يقال: أليس آدم قد احتج بالقدر؟ أوليس الله تعالى قد احتَجّ بالقدر فقال لرسوله: (( ولو شاء الله ما أشركوا )) فما هو الجواب؟ الجواب أن يقال: أما قوله تعالى: (( ولو شاء الله ما أشركوا ))
وما أنت عليهم بحفيظ فهذا تسلية للرسول عليه الصلاة والسلام تسلية له حيث قال الله له: ولو شاء الله ما أشركوا فشركُهم بمشيئة الله، ومعلومٌ أنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام سوف يرضى بقضاء الله، ولهذا يجِب علينا أن ننظُر إلى أهل المعاصي بنظَرَيْن: نظَر قدرِيّ ونظر شرعي: النظر القدري أن نرضَى بما وقع من معاصيهم لأنه بتقدير من؟ بتقدير الله، النظر الشرعي أن نُلزِمَهم بشرع الله نُقيم عليهم الحدود والتَّعزيرات وغير ذلك مما يحمِلُهم على فعل الطاعات وترك المحرمات، انتبهوا يا إخوان للمسائل هذه مهمة جدًّا، طيب إذًا نقول: إن قوله تعالى للرسول: (( ولو شاء الله ما أشركوا )) الغرض منه ايش؟ تسلية الرسول عليه الصلاة والسلام، لأنه إذا علم أن ذلك بمشيئة الله رضِي، ولكنَّ الله تعالى أبطَلَ هذه الدعوى منهم بقوله تعالى: (( سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ -ماذا قال بعده؟- كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ -أي بشريعة الله- حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا - بعقوبَةِ الله- ))[الأنعام:148] أبطل الله هذه الحجة لأنهم أرادُوا بذلك ايش؟ أرادوا بذلك إبطَالَ الشرع بالقدر فبيَّنَ الله تعالى أنه عذَّبَهم، آدم احتَجَّ عليه موسى وقال له: خيَّبْتَنا أخرجْتنا ونفسَك من الجنة. بماذا؟ بمعصيته بأكل الشجرة، فقال له آدم: أتلومُني على شيءٍ كتبه الله عليَّ قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟ قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( فحَجَّه آدم ) وفي رواية: ( فحَجَّ آدمُ موسى ) ومعنى حجَّه أي غلبه في الحجة، فاحتَجَّ آدم بالقدر الذي كُتِب عليه قبل أن يُخلَق وخُصِم موسى، هذا الحديث يحتَجُّ به من؟ أهل المعاصي على معاصيهم ويقولون: إنَّ آدم احتَجَّ بالقدر على موسى وحكَم النبي صلوات الله وسلامه عليه حكم لِمَن؟ لآدم وقال: إنه حجَّ فنحن نحتَجُّ بالقدر كما احتَجَّ أبونا، نجيب عن هذا بجوابين: الجواب الأول لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال: إنَّ آدم لم يحتَجَّ بالقدر على المعصية وإنما احتَجَّ بالقدر على الخروج مِن الجنة، أما المعصية فقد اعتذر منها آدم و(( قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ))[الأعراف:23] (( فتلقى آدم من ربه كلمات )) أفهمتم؟ فآدم لا يمكن أن يحتَجَّ بالقدر على المعصية إطلاقًا، وهو أجلُّ قدْرًا مِن أن يحتَجَّ بالقدر على معصية الله، وإنما احتَجَّ بالقدر على إخراجِه من الجنة لا على سبب الإخراج، والاحتجاج بالقدَر على المصائِب أمرٌ جائِز وهو غايةُ التسليم لله عز وجل، أرأيتم قول الرسول عليه الصلاة والسلام: ( المؤمن القوي خيرٌ وأحَبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كُلٍّ خير، احرِصْ على ما ينفعُك واستعِن بالله ولا تعجَزْ وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلْتُ لكان كذا وكذا ولكن قل: قَدَرُ الله وما شَاء فعل ) وهذا احتجاجٌ بالقدر لكن بعد فعل الأسباب، فالاحتجاج بالقدَر على المصائِب أمرٌ جائز، والإنسان عندما يصاب بالمصيبة ويقول: إنَّا لله وإنا إليه راجعون فهذا يعنِي التسليم للقدر، حطوا بالكم يا جماعة انتبهوا، إذًا احتجاجُ آدم بالقدَر على ايش؟ على المصيبة لا على المعصِية، هذا وجه، وجهٌ آخر: ما كان لموسى عليه الصلاة والسلام أن يلُومَ أباه على ذنبٍ تاب منه وحصَل له بعدَه أن اجتباه ربه وهداه لا يمكن، أدنى واحد من الناس إذا أُصِيب أحدٌ بذنب ثم تاب فإنه لن يُوَجِّهَ اللوم إليه قال الله تعالى: (( وعصى آدم ربه فغوى * ثم -بعد هذا- اجتباه ربه -أي اصطفاه واختاره- فتاب عليه وهدى )) هذه المنزلة ما حصَّلَها قبل أن تحْصُل له المعصية، إذًا لا يمكن لموسى أن يلوم أباه على ذنب تاب منه وارتفع بعد التوبة منه منزِلَةً عند الله عز وجل هذا لا يمكن هذا لا يكون مِن أدنى واحد فضلًا عن رجلٍ من أولي العزم مِن الرسل، هذا جواب من؟ جواب شيخ الإسلام ابن تيمية وهو جواب جيد لا شَك، وذهب ابن القيم رحمه الله إلى جواب آخر وقال: إنَّ الاحتجاج بالقدر على المعصية بعد التوبة منها والإقلاع عنها مقبُولٌ لا لِرفْعِ اللَّوم واستباحة الاستمرار، فيقول الاحتجاج بالقدر نوعان: نوع: احتجاجٌ بالقدر بعد فوات الأوان مع الإقلاع عن المعصية وحُسْن الحال فهذا جائز، واحتجاجٌ بالقدر لدفع اللوم والاستمرار في المعصية فهذا ممنوع، عرفت؟ يعني إذا قدَّرْنا أنَّ احتجاج آدم عليه الصلاة والسلام بالقدَر على المعصية التي تاب منها وهداه الله واجتباه يكون جائز على هذا التقدير، لأنَّ آدم ما احتَجّ بذلك ليستمِرّ احتَجّ بذلك لأنه قد فات، ونظير هذا الآن فيما عندنا الآن لو أنَّ إنسان زنَا -والعياذ بالله- وهو رجل خير لكن غلبَتْه شهوتُه وزنا ثم تاب وقلنا له: يا فلان كيف يقع منك هذا الشيء؟ .. والله هذا قضاء وقدَر وإلَّا فلستُ من أهل هذا الأمر لكن المقدَّر كان. نقبَل منه ولَّا ما نقبل؟ نقبل منه، لكن لو كان يزني ويستمِر نقول: تب إلى الله يقول.. هذا غصب. غصب سبحان الله غصب وأنت الآن ممارس لهذا العمل ما هو غصْب، على كل حال يقول ابن القيم: الاحتجاج بالقدر بعد وقوعه تسليمًا للقدر وتفويضًا لأمر الله لا استمرارًا ولا دفعًا لِلَّوْم فهذا جائز، ثم استدل بقصة وقعت مِن علي بن أبي طالب وزوجه فاطمة رضي الله عنها حين دخل عليهما النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهما: ( ألا تصليان؟ ) قال علي: يا رسول الله! أنفسنا بيد الله لو شاء لأقامَ. احتَجّ بايش؟ بالقدر فخرج النبي صلى الله عليه وسلم أو تولى عنهما يضرب على فخذه ويقول: ( وكان الإنسان أكثر شيء جدلًا ) فالرسول عليه الصلاة والسلام هل قبِلَ منهما؟ انتبهوا إن قلتم: قبِل على الإطلاق ما هو صحيح، وإن قلتم: قبِل الواقع لكنه كرِه الجدال فهذا هو الواقع، لأنه لو أراد الإنكار عليهما لقال غير ذلك لقال: لا حجة لكما في هذا لكنَّه جعلَ ذلك من باب الجدل الذي نهَى عنه فقد خرج يومًا من الأيام على أصحابه وهم يتجادَلُون في القدر فغضِب عليه الصلاة والسلام كأنما فُقِئَ في وجهِه حبُّ الرمان احمَرَّ وجهُه ونهى عن التنازع في القدر، طيب إذًا المخرج الثاني من قصة آدم مع موسى ايش هو؟ أنَّ آدم احتج بالقدر على أمر مضى وانقضى وتخلَّص منه ولكن قال هذا: أمر فرط مني ولكلٍّ منهما وجهة ولكنَّ الوجهة الأولى في ظنِّي أنها أقوى، لأنَّ موسى لا يمكن أن يلومَ أباه على أمرٍ تاب منه لكن الثانية لها وُجهة نظر لا شك إنما لا نُنَزِّل قصة آدم وموسى عليها بل نقول: هي في سائر الناس الآن لو أنك لُمْتَ شخصًا على أمرٍ فعله من معصية الله ثم احتَجّ بالقدر بعد أن تاب فأنا أقبَل منه وهذا يقع كثيرًا كثيرًا ما يفعل الإنسان الذنب ثم يتنَدَّم ندامةً عظيمة ثم يقول: قدَرُ الله وما شاء فعل كيف يقع مني هذا؟ كيف تغلبُني نفسي؟ نعم وهذا أمرٌ لا بأس به، أطلنا في هذا عليكم لكن اعذرونا لأن نرى أنه لا بد لطالب العلم أن يكونَ عنده كما يقولون خلفِيَّة وأنا أقول: ما هي خلفية أن يكونَ عنده عِلْمٌ بمثل هذه الأمور لِيُخَلِّص بها نفسَه من الشبهات التي يُورِدُها عليه الشيطان ولِيتخَلَّصَ بها من شبهاتٍ يورِدُها عليه أولياء الشيطان
(كم) للتكثير "كم لظلام الليل عندك من يد" أي مِن نعمة "تحدث أن المانوية" وهم فرقة مِن المجوس "تكذب" لأنَّ المانوية يقولون: الظلمة تخلق ايش؟
الطالب: الشر
الشيخ : والنِّعَم خير ولَّا شر؟ خير يقول لممدوحِه: أنت تجود ليلًا ونهارًا مما يكَذِّب المانوية الذين يقولون إنَّ الظلمة تخلق الشر، على كلِّ حال نحن نقول: إنَّ الجبرية قوبِلَتْ بدعتُهم ببدعة، واعلم أنَّ البدعة لا يمكن أن تُقاوم ببدعة، لأنك إذا ابتدعت ادعى عليك هو ادعى هو عليك، ومِن ذلك ما يفعلُه بعض الناس في يوم عاشوراء يوم عاشوراء عند الرافضة يوم حُزْن وبلاء، جاء أناس مِن أهل السنة قالوا: إذًا نجعله يوم فرح وسرور وينبغي يوم عاشوراء أن نتزَيَّن ونتجَمَّل ونُوَسِّع على العيال ونكشف بهم ونريهم الأشياء، ضد الحُزْن لكن هل هذا صحيح؟ لا، لأن إذا فعلْنا هذا قالت الرافضة: ما دليلكم على هذا؟ فلا يمكن أن تقابَل البدعة ببدعة أبدًا لا تُقابَل إلا بالسنة، نحن نُقابِل الجبرية الذين ينكرون مشيئة العبد بدلالة الكتاب والسنة أنَّ للإنسان مشيئة، ونقابل القدرية بأنَّ الله تعالى له مُلْك السماوات والأرض وما تشاءون إلا أن يشاء الله أفهمتم؟، إذًا أنا إذا شئتُ شيئًا وفعلتُه أقول: إنَّ الله شاءَ ذلك قبل أن أشاء، لا يمكن أن أشاءَ شيئًا وأفعلَه دون أن يكون الله تعالى شاءَه أبدًا، { عبد الله الأفغاني! وين أنت؟ } طيب فإذا قال قائل: أنت إذا قلت هذا وأنَّ مشيئتَك بعد مشيئة الله وتابِعَةٌ لمشيئة الله لزِم على ذلك أن يحتَجَّ العاصي علينا بقدرِ الله ومشيئَتِه، العاصي يشاء المعصية ويفعل المعصية قلنا له ليش؟ قال: لأنَّ الله شاء ذلك، أنتم تقولون إنه ما مِن مشيئةٍ للعبد إلا وهي مسبُوقَةٌ بمشيئة الله (( وما تشاءون إلا أن يشاء الله )) أنا وش أسوي؟ شاءَ الله أن أفعل ففعلْت كيف تلومونني على أمرٍ كتبَه الله عليّ وشاءَه علَيّ؟ ايش نقول؟ نقول: قبل كل شيء مَن أعلمَك أنَّ الله شاء ذلك؟ هل أحد يعلم أنَّ الله شاءَ الشيء إلا بعد وقوعه؟ لا يعلم (( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا )) أنا مثلًا عندما أقوم وأصلي أعلم أنني لما شئْتُ الصلاة وفعلْت فقد شاءَها الله عز وجل مِن قبل، لكن قبلَ أن أُصَلّي هل أعلَم أنَّ الله شاء أن أُصَلِّي أم لا؟
الطلبة: لا أعلم
الشيخ : لا؟ لام ألف؟ متأكدون؟
الطلبة: نعم.
الشيخ : طيب، العاصي حين يفعل المعصية هل يعلَم أنَّ الله شاءَ له أن يفعَلَ المعصية قبل أن يفعلَها؟ لا، إذًا لا حُجَّةَ له، وما أحسن ما قاله بعض العلماء إنَّ القدر سِرٌّ مكْتُوم لا يُعلَم إلا بعد وقوع المقدور، وهو كذلك هذا جوابٌ مفحم لا يمكن أن يتخَطَّاه المجرِم قيدَ أنملة، طيب ثم نقول له: ألستَ الآن إذا كان أمامك نارٌ محرِقَة أو أودية مُغْرِقة ألست تُحْجِم عنها ولا تُقْدِم عليها؟
الطالب: بلى
الشيخ : طيب لماذا لا تُقدِم وتُلقِي نفسَك في النار وتقول: .. هذه مشيئة الله؟ لا يمكن أن يُقدِم لا على أودية مغرِقة ولا على نارٍ محْرِقة ويدَّعِي أن ذلك بمشيئة الله لا يمكن، نقول: إذًا لماذا لم تتجَنَّب المعاصي التي علِمْت بوعد الله عز وجل أو وعيده أنَّها سببٌ لدخول النار؟ لِماذا؟ هذا نخاطِبُه حينما نريد منه أن يتجَنب المعاصي، عندما نريد أن يفعل الطاعات نقول: تعال: نزلَ في الصحف مسابقة على وظِيفتين إحداهما عشرة آلاف ريـال في الشهر والثانية عشرة .. في الشهر إلى أين يذهب؟
الطالب: عشرة آلاف
الشيخ : لا يا جماعة يذهب إلى عشرة ونقول هذا تقدير الله؟ ..لا. طيب نقول: ألست تذهب إلى عشرة آلاف؟ تريد هذا الراتب الجيد، طيب العمل الصالح عُرِض عليك عمل صالح بأنَّ جزاءَ الحسنة بعشْر أمثالها إلى سبعمائة ضعف لماذا لا تُقدِم عليها؟ كما كنت تُقدِم على ما تراه حظًّا لك في عمَلِ الدنيا فلماذا لا تُقدِم على ما تراه حظًّا لك في عمل الآخرة؟ وبهذا تنقطع حجة الظالم سواءٌ ظلمَ بفعل المحرمات أو بترك الواجبات، لا حرج نقول تعرضنا لهذا وإن كان ليس مِن خصائص علم التفسير لأنَّ هذا من علم العقيدة المهِمّ، ربما يُشوِّش على الإنسان مثلُ بهذه الإيرادات من الجبرية أو من القدرية فنقول بما سمعتم، والأمر والحمد لله واضح حتى أنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام حلَّ هذه المشكلة بكلمتين فقط قال عليه الصلاة والسلام وهو على شفِير قبرٍ لإحدى بناته قال: ( ما منكم من أحد إلا وقد كُتِب مقعده من الجنة ومقعده من النار ) قالوا: يا رسول الله أفلا ندع العمل ونتَّكِل على الكتاب؟ هذا اعتراض لكنه اعتراض في بادي الأمر كما قال تعالى: (( بادي الرأي )) ما دام مكتوب الشيء ما حاجة نعمل، هذا مكتوب من أهل السعادة خلاص نال السعادة .. لِيَنَم لأنه من أهل السعادة، هذا من أهل الشقاوة أيضًا لا يعمل، لأنه من أهل الشقاوة ما حاجة يعمل، فقال النبي عليه الصلاة والسلام كلمتين: ( اعملوا فكلٌّ مُيَسَّر لِما خُلِق له ) سبحان الله ما ذهب يأتي بفلسفة وتطويل: بكلمتين ( اعملوا فكلٌّ مُيَسَّر لِما خُلِق له ) هذا الذي مِن قِبَلِنا أن نعمل ثم كُلٌّ مُيسر لِما خُلِق له فإذا وجدت من نفسك أنَّ الله يسَّر لك الخير والهدى والنشاط على العبادة فاعلم أنك ممن كُتِب من أهل السعادة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( أمَّا أهل السعادة فيُيَسَّرُون لعمل السعادة وأما أهل الشقاوة فيُيَسرون لعمل أهل الشقاوة ) فالأمر والحمد لله واضح جدًّا أنه لا حجة للعاصي بالقدر على معصيته، ولا للمتهاون في الواجب بالقدر على تهاونه، الأمر أوضح مِن أن يحتاج إلى كثيرِ كلام، { يرحمك الله } لكن لَمَّا كان الشيطان يأتي للإنسان ويقول: كذا وكذا، بقي علينا أن يقال: أليس آدم قد احتج بالقدر؟ أوليس الله تعالى قد احتَجّ بالقدر فقال لرسوله: (( ولو شاء الله ما أشركوا )) فما هو الجواب؟ الجواب أن يقال: أما قوله تعالى: (( ولو شاء الله ما أشركوا ))
وما أنت عليهم بحفيظ فهذا تسلية للرسول عليه الصلاة والسلام تسلية له حيث قال الله له: ولو شاء الله ما أشركوا فشركُهم بمشيئة الله، ومعلومٌ أنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام سوف يرضى بقضاء الله، ولهذا يجِب علينا أن ننظُر إلى أهل المعاصي بنظَرَيْن: نظَر قدرِيّ ونظر شرعي: النظر القدري أن نرضَى بما وقع من معاصيهم لأنه بتقدير من؟ بتقدير الله، النظر الشرعي أن نُلزِمَهم بشرع الله نُقيم عليهم الحدود والتَّعزيرات وغير ذلك مما يحمِلُهم على فعل الطاعات وترك المحرمات، انتبهوا يا إخوان للمسائل هذه مهمة جدًّا، طيب إذًا نقول: إن قوله تعالى للرسول: (( ولو شاء الله ما أشركوا )) الغرض منه ايش؟ تسلية الرسول عليه الصلاة والسلام، لأنه إذا علم أن ذلك بمشيئة الله رضِي، ولكنَّ الله تعالى أبطَلَ هذه الدعوى منهم بقوله تعالى: (( سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ -ماذا قال بعده؟- كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ -أي بشريعة الله- حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا - بعقوبَةِ الله- ))[الأنعام:148] أبطل الله هذه الحجة لأنهم أرادُوا بذلك ايش؟ أرادوا بذلك إبطَالَ الشرع بالقدر فبيَّنَ الله تعالى أنه عذَّبَهم، آدم احتَجَّ عليه موسى وقال له: خيَّبْتَنا أخرجْتنا ونفسَك من الجنة. بماذا؟ بمعصيته بأكل الشجرة، فقال له آدم: أتلومُني على شيءٍ كتبه الله عليَّ قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟ قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( فحَجَّه آدم ) وفي رواية: ( فحَجَّ آدمُ موسى ) ومعنى حجَّه أي غلبه في الحجة، فاحتَجَّ آدم بالقدر الذي كُتِب عليه قبل أن يُخلَق وخُصِم موسى، هذا الحديث يحتَجُّ به من؟ أهل المعاصي على معاصيهم ويقولون: إنَّ آدم احتَجَّ بالقدر على موسى وحكَم النبي صلوات الله وسلامه عليه حكم لِمَن؟ لآدم وقال: إنه حجَّ فنحن نحتَجُّ بالقدر كما احتَجَّ أبونا، نجيب عن هذا بجوابين: الجواب الأول لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال: إنَّ آدم لم يحتَجَّ بالقدر على المعصية وإنما احتَجَّ بالقدر على الخروج مِن الجنة، أما المعصية فقد اعتذر منها آدم و(( قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ))[الأعراف:23] (( فتلقى آدم من ربه كلمات )) أفهمتم؟ فآدم لا يمكن أن يحتَجَّ بالقدر على المعصية إطلاقًا، وهو أجلُّ قدْرًا مِن أن يحتَجَّ بالقدر على معصية الله، وإنما احتَجَّ بالقدر على إخراجِه من الجنة لا على سبب الإخراج، والاحتجاج بالقدَر على المصائِب أمرٌ جائِز وهو غايةُ التسليم لله عز وجل، أرأيتم قول الرسول عليه الصلاة والسلام: ( المؤمن القوي خيرٌ وأحَبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كُلٍّ خير، احرِصْ على ما ينفعُك واستعِن بالله ولا تعجَزْ وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلْتُ لكان كذا وكذا ولكن قل: قَدَرُ الله وما شَاء فعل ) وهذا احتجاجٌ بالقدر لكن بعد فعل الأسباب، فالاحتجاج بالقدَر على المصائِب أمرٌ جائز، والإنسان عندما يصاب بالمصيبة ويقول: إنَّا لله وإنا إليه راجعون فهذا يعنِي التسليم للقدر، حطوا بالكم يا جماعة انتبهوا، إذًا احتجاجُ آدم بالقدَر على ايش؟ على المصيبة لا على المعصِية، هذا وجه، وجهٌ آخر: ما كان لموسى عليه الصلاة والسلام أن يلُومَ أباه على ذنبٍ تاب منه وحصَل له بعدَه أن اجتباه ربه وهداه لا يمكن، أدنى واحد من الناس إذا أُصِيب أحدٌ بذنب ثم تاب فإنه لن يُوَجِّهَ اللوم إليه قال الله تعالى: (( وعصى آدم ربه فغوى * ثم -بعد هذا- اجتباه ربه -أي اصطفاه واختاره- فتاب عليه وهدى )) هذه المنزلة ما حصَّلَها قبل أن تحْصُل له المعصية، إذًا لا يمكن لموسى أن يلوم أباه على ذنب تاب منه وارتفع بعد التوبة منه منزِلَةً عند الله عز وجل هذا لا يمكن هذا لا يكون مِن أدنى واحد فضلًا عن رجلٍ من أولي العزم مِن الرسل، هذا جواب من؟ جواب شيخ الإسلام ابن تيمية وهو جواب جيد لا شَك، وذهب ابن القيم رحمه الله إلى جواب آخر وقال: إنَّ الاحتجاج بالقدر على المعصية بعد التوبة منها والإقلاع عنها مقبُولٌ لا لِرفْعِ اللَّوم واستباحة الاستمرار، فيقول الاحتجاج بالقدر نوعان: نوع: احتجاجٌ بالقدر بعد فوات الأوان مع الإقلاع عن المعصية وحُسْن الحال فهذا جائز، واحتجاجٌ بالقدر لدفع اللوم والاستمرار في المعصية فهذا ممنوع، عرفت؟ يعني إذا قدَّرْنا أنَّ احتجاج آدم عليه الصلاة والسلام بالقدَر على المعصية التي تاب منها وهداه الله واجتباه يكون جائز على هذا التقدير، لأنَّ آدم ما احتَجّ بذلك ليستمِرّ احتَجّ بذلك لأنه قد فات، ونظير هذا الآن فيما عندنا الآن لو أنَّ إنسان زنَا -والعياذ بالله- وهو رجل خير لكن غلبَتْه شهوتُه وزنا ثم تاب وقلنا له: يا فلان كيف يقع منك هذا الشيء؟ .. والله هذا قضاء وقدَر وإلَّا فلستُ من أهل هذا الأمر لكن المقدَّر كان. نقبَل منه ولَّا ما نقبل؟ نقبل منه، لكن لو كان يزني ويستمِر نقول: تب إلى الله يقول.. هذا غصب. غصب سبحان الله غصب وأنت الآن ممارس لهذا العمل ما هو غصْب، على كل حال يقول ابن القيم: الاحتجاج بالقدر بعد وقوعه تسليمًا للقدر وتفويضًا لأمر الله لا استمرارًا ولا دفعًا لِلَّوْم فهذا جائز، ثم استدل بقصة وقعت مِن علي بن أبي طالب وزوجه فاطمة رضي الله عنها حين دخل عليهما النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهما: ( ألا تصليان؟ ) قال علي: يا رسول الله! أنفسنا بيد الله لو شاء لأقامَ. احتَجّ بايش؟ بالقدر فخرج النبي صلى الله عليه وسلم أو تولى عنهما يضرب على فخذه ويقول: ( وكان الإنسان أكثر شيء جدلًا ) فالرسول عليه الصلاة والسلام هل قبِلَ منهما؟ انتبهوا إن قلتم: قبِل على الإطلاق ما هو صحيح، وإن قلتم: قبِل الواقع لكنه كرِه الجدال فهذا هو الواقع، لأنه لو أراد الإنكار عليهما لقال غير ذلك لقال: لا حجة لكما في هذا لكنَّه جعلَ ذلك من باب الجدل الذي نهَى عنه فقد خرج يومًا من الأيام على أصحابه وهم يتجادَلُون في القدر فغضِب عليه الصلاة والسلام كأنما فُقِئَ في وجهِه حبُّ الرمان احمَرَّ وجهُه ونهى عن التنازع في القدر، طيب إذًا المخرج الثاني من قصة آدم مع موسى ايش هو؟ أنَّ آدم احتج بالقدر على أمر مضى وانقضى وتخلَّص منه ولكن قال هذا: أمر فرط مني ولكلٍّ منهما وجهة ولكنَّ الوجهة الأولى في ظنِّي أنها أقوى، لأنَّ موسى لا يمكن أن يلومَ أباه على أمرٍ تاب منه لكن الثانية لها وُجهة نظر لا شك إنما لا نُنَزِّل قصة آدم وموسى عليها بل نقول: هي في سائر الناس الآن لو أنك لُمْتَ شخصًا على أمرٍ فعله من معصية الله ثم احتَجّ بالقدر بعد أن تاب فأنا أقبَل منه وهذا يقع كثيرًا كثيرًا ما يفعل الإنسان الذنب ثم يتنَدَّم ندامةً عظيمة ثم يقول: قدَرُ الله وما شاء فعل كيف يقع مني هذا؟ كيف تغلبُني نفسي؟ نعم وهذا أمرٌ لا بأس به، أطلنا في هذا عليكم لكن اعذرونا لأن نرى أنه لا بد لطالب العلم أن يكونَ عنده كما يقولون خلفِيَّة وأنا أقول: ما هي خلفية أن يكونَ عنده عِلْمٌ بمثل هذه الأمور لِيُخَلِّص بها نفسَه من الشبهات التي يُورِدُها عليه الشيطان ولِيتخَلَّصَ بها من شبهاتٍ يورِدُها عليه أولياء الشيطان