تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( والذين لا يؤمنون في ءاذانهم وقر )) ثقل فلا يسمعون (( وهو عليهم عمى )) فلا يفهمونه (( أولئك ينادون من مكان بعيد )) أي هم كالمنادي من مكان بعيد لا يسمع ولا يفهم ما ينادى به . حفظ
أنهم أخبروا النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قرَأُوا على هذا اللديغ الفاتحة فقال: ( وما يدريك أنها رقية ) فتبيَّن بهذا أنَّ القرآن شفاءٌ من أمراض القلوب وأسقام الأبدان لكن لمن؟ للذين آمنوا بالقرآن وبأنَّه من عند الله وبأنه شفاء أمَّا رجل لم يؤمن به ولم يرفَعْ به رأسًا ولم ير بمخالفته بأسًا فإن هذا لا ينتفع به، قال: ((والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى )) نسأل الله العافية، (والذين لا يؤمنون) مبتدأ (في آذانهم وقر) مبتدأ وخبر والجملة خبر المبتدأ الأول الذي هو (والذين) يعني :كأنه قال: هو للذين آمنوا هدى وشفاء وأما الذين لا يؤمنون ففي آذانهم وقر، لا يؤمنون بايش؟ لا يؤمنون بالله ولا بالرسل ولا بالكتب هؤلاء في آذانهم وقْرٌ أي ثِقَل لأنَّ الوقر بمعنى الحِمْل الثقيل قال الله تعالى: (( فالحاملات وِقْرًا )) يعني السَّحَاب تحمل الماء الكثير، فعلى هذا يكون (في آذانهم وقر) أي ثِقَلٌ وصَمَم فلا يسمعون -والعياذ بالله-، (( وهو عليهم عمى )) فلا يُبصِرُون فصارت منافذ الفهم عند غير المؤمنين مسْدُودة لا يسمعون ولا يُبصِرُون فلا يصِلُ هُدَى القرآن إلى قلوبهم (( وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد )) فإذا قال قائل: كيف يكون الكلام الواحِد لِقومٍ هدًى وشفاء ولآخرين عمًى وضلالة؟ قلنا: هذا بحسب ما في القلب لأنَّ الله قال: (( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم )) ونحن نرى الغذاء الحسي يكون لقومٍ غذاءً وشفاءً ويكون لآخرين مرضًا وعلًّة، مثلًا بعض الناس يُحجب عن التمر مثلًا عن العنب عن كل ما فيه حلا فيضرُّه، وآخرون ينفعهم الحلا مع أنَّ الطعام واحد لكن المحل يكون قابِل له محل هؤلاء قابِل له ومحَل آخرِين غيرُ قابل.
((والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر والذي لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد )) (أولئك) المشار إليهم الذين لا يؤمنون، وأشار إليهم بصيغة البعيد ليس رفعةً لشأنِهم ولكن إظهارًا للتَّبَرُّؤ منهم وإبعادهم، (أولئك ينادون من مكان بعيد) يعني كالذي ينادَي مِن مكان بعيد، والذي يُنادَى من مكان بعيد يعوقُه عن الحضور والاستجابة أمران: الأمر الأول: أنَّه لبُعْدِه قد لا يسمَع النداء، الأمر الثاني أنه لبُعدِه قد يرَى أنّ الاستِجَابة شاقَّةٌ عليه فلا يجيب وعلى هذا فكونُهم يُنادَون مِن مكان بعيد يتعلَّق بندائِهم آفَتَان: الأولى: يرون المسافة بعيدة فيكسَلُون ويرون أنَّه من المشقة فيدعون إجابة المنادي، والثاني أنهم لا يُدرِكُون المنادي لبُعدِهم عنه فلا يجيبون على الوجه المطلوب، " (( أولئك يُنادَون مِن مكانٍ بعيد )) أي هم كالـمُنادَى مِن مكانٍ بعيدٍ لا يسمَع "
((والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر والذي لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد )) (أولئك) المشار إليهم الذين لا يؤمنون، وأشار إليهم بصيغة البعيد ليس رفعةً لشأنِهم ولكن إظهارًا للتَّبَرُّؤ منهم وإبعادهم، (أولئك ينادون من مكان بعيد) يعني كالذي ينادَي مِن مكان بعيد، والذي يُنادَى من مكان بعيد يعوقُه عن الحضور والاستجابة أمران: الأمر الأول: أنَّه لبُعْدِه قد لا يسمَع النداء، الأمر الثاني أنه لبُعدِه قد يرَى أنّ الاستِجَابة شاقَّةٌ عليه فلا يجيب وعلى هذا فكونُهم يُنادَون مِن مكان بعيد يتعلَّق بندائِهم آفَتَان: الأولى: يرون المسافة بعيدة فيكسَلُون ويرون أنَّه من المشقة فيدعون إجابة المنادي، والثاني أنهم لا يُدرِكُون المنادي لبُعدِهم عنه فلا يجيبون على الوجه المطلوب، " (( أولئك يُنادَون مِن مكانٍ بعيد )) أي هم كالـمُنادَى مِن مكانٍ بعيدٍ لا يسمَع "