تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( وإذا أنعمنا على الإنسان )) الجنس (( أعرض )) عن الشكر (( ونئا بجانبه )) ثنى عطفه متبخترا ، وفي قراءة بتقديم الهمزة (( وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض )) كثير . حفظ
يقول عز وجل: (( وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونئا بجانبه )) يقول المؤلف في تفسير: (( نأى بجانبه )) " أي ثنَا عِطْفَه متبخْتِرًا " يعني أعرَض ببدنه وبقلبِه مفتخرًا متعاظِمًا، هذا بالنسبة لحالِه، بالنسبة لما يُطلَب منه من الشكر: يُعْرِض ولا يشكر الله عز وجل وهذه حالُ كثيرٍ من بني آدم ولهذا عمَّمَها الله قال: (( إذا أنعمنا على الإنسان ))، لأن أكثر بني آدم على هذا الحال، وقوله: (( نأى )) أنا عندي " (ناء) بجانبه وفي قراءةٍ بتقديم الهمزة " في قراءة سبعية واعلَم أنَّ اصطلاح المؤلف رحمه الله أنَّه إذا قال: "وفي قراءة" فهي سبعية أي من القراءات السبع وإذا قال: "وقُرِئ" فهي من القراءات الشاذة، إذًا (ناء) و(نأى) معناهما واحِد كـ(أَيِسَ) و(يَئِسَ) بتقديم الهمزة وتأخيرها، ومعناهما واحد أَيِس من كذا يَئِسَ من كذا معناهما واحد، ناءَ بكذا أو نأى بكذا معناهما واحد والمقصود أنه كما قال المؤلف ثنَا عطفه وانصرف متبخترًا ومتعاظمًا، (( وإذا مسَّه الشر )) أقبَل (( فذو دعاء عريض )) أي كثِير، إذا مسَّه الشر لجَأَ إلى الله وأطال الدعاء وأكثر منه وانظروا ما حكى الله سبحانه وتعالى عن المشركين إذا كانوا في البحر وهاجَ البحر (( دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجَانا مِن هذا لنكونن من الشاكرين )) ولكنَّهم يعِدُون ويكذِبُون، إذا أنجاهم عادوا إلى الكفر والعياذ بالله