بيان أهمية علم التفسير . حفظ
الشيخ : وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد أحب أن أقدم الشكر لمؤسسة الاستقامة الإسلامية في عنيزة على هذه الملاحظة الجيدة، وهي ترقب حاجات الناس في المناسبات التي تحتاج إلى تنبيه على الأمور الهامة حتى يكون الناس فيها على بصيرة في دين الله عز وجل .
المقدم : وقد كانت البداية بهذا التفسير في شهر ربيع الأول من 1418 للهجرة والنهاية في غرة ربيع الثاني من العام المتمم 1420 هـ ضمن دروس الشيخ محمد رحمه الله التي يعقدها في الجامع الكبير في عنيزة، والآن مع الشريط الأول .
الشيخ : قبل أن نبدأ بالتفسير أحب أن أحث طلاب العلم على تعلم تفسير القرآن، لأن القرآن أشرف كتاب وأعظم كتاب، فإنه كلام الله عز وجل تكلم به حقيقة وسمعه جبريل فألقاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ثم إن هذا شأن الصحابة رضي الله عنهم، فقد كانوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل، قالوا: " فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا " ومن المعلوم أن الإنسان إذا قرأ القرآن بدون معرفة لمعناه فإنه لا يستفيد منه شيئا، كما لو قرأ كتاب الفقه أو كتاب الطب أو كتاب أدب وهو لا يعرف المعنى فإنه لا يستفيد من هذا شيئا.
أهم شيء في القرآن أن تتدبر آياته وتتعظ بها كما قال الله تعالى: (( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب )) يوجد بعض الناس تميل نفسه إلى فن من فنون العلم، ويهمل القرآن، لو ناقشته في أقل معنى للآيات وجدته ليس عنده منها خبر، ولا وقف منها على عين ولا أثر، وهذا نقص كبير في العلم، أصل المعلومات وأهمها وأشرفها وأجلها هو تعلم القرآن الكريم، ولذلك تنبغي العناية به.
واعلم أن القرآن الكريم لم ينزل على أنه كتاب نحو أو كتاب صرف أو كتاب فلك أو ما أشبه ذلك، إنما نزل ليستقيم العبد في معاملته مع الله ومعاملته مع الخلق، ولذلك تجد القرآن الكريم لا يعتني كثير بالآيات الكونية الفلكية وإنما يشير إليها إشارة، لكنه في الأحكام الشرعية يأتي بها بالتفصيل والبيان، ولقد حاول بعض المتأخرين أن ينزل المعلومات الكونية الفلكية والأرضية، حاول أن يجعل القرآن دالا عليها بالتفصيل، فصار يسوق الآيات ويتكلف في معناها ليخضعها إلى موافقة ما قيل عن علم الفلك والأرض، وهذا غلط لأن القرآن إنما نزل لهداية الخلق في العبادات والمعاملات، وما أتى فيه من كلام عن الأمور الكونية فهذا أتى على وجه إجمالي، التفصيل فيه قليل إن كان هناك تفصيل، فليعتني طالب العلم بتفسير كلام الله عز وجل،